عربية ودولية

معارض تركي بارز: أنقرة تحاول التكيّف مع التغييرات الدولية.. وعينها على القاهرة

رحّب مسؤول بارز في حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، وهو “الشعب الجمهوري”، بالمقترح الذي قدّمه حزب “العدالة والتنمية” الحاكم لرئاسة البرلمان والذي من شأنه أن يمهد لتشكيل “مجموعة صداقة” بين تركيا ومصر عقب قطيعةٍ دبلوماسية بين البلدين تستمر منذ نحو 8 سنوات.

واعتبر أونال تشيفيكوز، النائب في البرلمان التركي عن حزب “الشعب الجمهوري” ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية، أن مقترح الحزب الذي يتزعّمه الرئيس رجب طيب أردوغان “خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحسين العلاقات مع القاهرة”.

وقال لـ”العربية.نت” إن “حزبنا طلب في وقتٍ سابق من لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي إرسال وفدٍ إلى مصر، وكذلك أعلنا أننا نخطط لإرسال وفدٍ من حزبنا أيضاً، وبالتالي أرغمت هذه الضغوط الحزب الحاكم لرؤية الواقع خاصة أن الحكومة التي يقودها تعيش في عزلة إقليمية ودولية”.

وأضاف أن “حكومة أردوغان تحاول الآن التكيّف مع التغييرات الدولية الجديدة لاسيما منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض، فهي تحاول التقرّب من الاتحاد الأوروبي وأيضاً مع دول المنطقة، بما في ذلك مصر التي تعد لاعباً مهماً للغاية في منطقتنا”.

وتابع أن “حزب العدالة والتنمية يدرك أهمية مصر، ولذلك يبذل قصارى جهده لتسيير الأمور مع القاهرة، ونتيجة ذلك قامت السلطات بإيقاف بث برامج تلفزيونية في قنواتٍ تتبع للإخوان تنفيذاً لشروطٍ مصرية”، معتبراً أن “حزب أردوغان يعرف أن تصحيح العلاقات مع القاهرة سيساعده أيضاً في التوافق مع الغرب”.

كما كشف النائب التركي وهو دبلوماسي سابق أن أنقرة قد تقدم على خطواتٍ مشابهة لإعادة العلاقات مع إسرائيل، في حال تمكنت من تحسين علاقاتها مع القاهرة. وقال أيضاً إن “دور حزبنا في كل هذه التطورات أساسي وكنا نحث حكومة حزب العدالة والتنمية على إرسال سفيرٍ إلى القاهرة منذ عام 2013، لكنها لم تكن تريد منح زمام الأمور للمعارضة”.

وأضاف: “الآن قررت الحكومة تصحيح أخطائها المرتبطة بالسياسة الخارجية ولهذا اقترحت إنشاء مجموعة صداقة مع مصر”، مشيراً إلى أن “نظراء أنقرة يعرفون أن الحزب الحاكم في البلاد قد غيّر مساره نتيجة عزلته التي يقبع فيها”.

والثلاثاء الماضي قدّم الحزب الحاكم مقترحاً لرئاسة البرلمان من أجل تشكيل “مجموعة صداقة” مع مصر، وذلك بعد أيامٍ من ضغوطاتٍ مارستها السلطات التركية على فضائياتٍ ناطقةٍ بالعربية تهاجم القاهرة من أراضيها، بهدف التقرّب من مصر، حيث أوقفت بثّ بعض برامجها.

ومع أن أنقرة تحاول التقرب من الحكومية المصرية، لكن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو كشف قبل يومين أن بلاده لن تصنف جماعة “الإخوان” كمنظمة إرهابية، معتبراً أنها “حركة سياسية” رغم أن ملف “الإخوان” يعد السبب الأساس في انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وأنقرة على خلفية هروب قادة الجماعة إلى تركيا.

وإضافة إلى ملف “الإخوان”، يعد وجود الجيش التركي ومرتزقة سوريين جلبتهم أنقرة إلى ليبيا نقطة خلاف أيضاً بين القاهرة وأنقرة، إلى جانب خلافاتهما في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط المتعلقة بترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

ومن المحتمل أن يقوم البرلمان التركي خلال الأيام المقبلة بالتصويت على المقترح الذي قدّمه حزب “العدالة والتنمية” قبل ثلاثة أيام لرئيسه مصطفى شنطوب، وسيتحوّل لاحقاً لقانونٍ بموجبه ستتشكل “مجموعة الصداقة التركية ـ المصرية”، لتضم أعضاء من مختلف الأحزاب الممثلة في البرلمان.

ويحظى الائتلاف الحاكم في تركيا المكون من حزبي “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية” اليميني، بأغلبية نيابية تخوله التصويت لصالح هذا المقترح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى