مقالات

قمة الخياران فقط!

مطيع المخلافي:
بعد خمسة وثلاثون يوماً من العدوان الصهيوني الأمريكي الغربي المتغطرس على قطاع غزة وبعد أن تجاوز عدد الشهداء 11000 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وفي الوقت الذي تتواصل فيه عملية تهجير الملايين من سكان المدينة التى تحولت مع ابراجها ومنشاءتها ومساجدها وكنائسها ومدارسها ومرافقها الصحية الي أكوام من الركام يعقد قاداتنا رؤساء وملوك وأمراء وحكام الدول العربية والإسلامية يومنا هذا السبت قمة إستثنائية في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة الوضع في قطاع غزة والبحث عن السبل الكفيلة لتوقيف العدون ..

وفي هذا الصدد وقبل إتخاذ أي قرار نحب أن نذكر قاداتنا وحكامنا العرب والمسلمين إلي أن هذا العدوان الدائر في مدينة غزة ماهو إلا مفتاح لحرب أكبر واطول وأشمل في المنطقه وأن الهدف من حشد تلك الاساطيل والبوارج والمدمرات الأمريكية والغربية الي منطقة الشرق الأوسط ليس لمواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وإنما لما بعد حرب غزة ، وما بعد حرب غزة أيها القادة والروساء هي حدود الدولة الصهيونية المزعومة من الفرات إلى النيل وهي أهداف ومطامع الإدارة الأمريكية والغربية في السيطرة على منابع النفط والمواقع الاستراتيجية والممرات والمضيقات البحرية المملوكة والواقعة تحت سيطرة الدول العربية والإسلامية.

وبما أن أهداف هذا العدوان الكارثي واضحة فبالتاكيد أن قرارات هذه القمة ستكون ايضاً واضحه ولن تخرج عن خيارين :

الأول: هو التخاذل والتامر والتخلي عن القضيه الفلسطينية والخروج ببيان الشجب والندب والاستنكار والتودد للكيان الصهيوني ودول الغرب وامريكا ومطالبتها بإستحياء بتوقيف الحرب والعدوان وهذا ما تعودنا عليه في القمم العربية والإسلامية السابقة التى تنتهي دائماً بالفشل والتمزق والخذلان وهو ما يعني الاستسلام والاذعان للعدو والانتظار لوصول الدور علي كل دولة على حده ليسهل إحتلال أراضيها وتدمير ونهب مقدراتها وإذلال حكامها وشعبها وقتل أطفالها ونساءها ..

والثاني: هو التوحد والشعور بالمسؤولية الدينية والقومية والوطنية والانسانية واستشعار الخطر القادم من محور الشر وقياداته الاجرامية والاتفاق على استمرار انعقاد المجلس حتى يتم إيقاف الحرب والعدوان وإنهاء لقاء اليوم الاول منه ببيان شديد اللهجة يحمل التنبية والتحذير والتهديد للكيان الصهيوني ولامريكا ودول الغرب الداعمة للعدوان والمتضمن طلب توقيف الحرب ومسلسل المجازر والتنكيل والتهجير والإذلال والا فإن الدول العربية والإسلامية ستلجا إلى إنخاذ مواقف مناسبة وخطوات فعالة ضد الكيان وأعوانه أن لم يتوقفوا عن عدوانهم الغاشم على أن تبدا هذه الخطوات بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ومقاطعته وإغلاق سفاراته ومقاطعة البضائع الأمريكية والغربية ثم تتبعها خطوات تصعيديه تتناسب مع تطورات الحرب وغطرسة وتصعيد العدوان وبالتأكيد فإن العدو سيرضخ لمطالبكم فما تمتلكه الدول العربية والإسلامية من إمكانيات وقدرات في ترهيب دول العدوان كفيلة على تركيعها والانتصار للقضية الفلسطينية وتامين الدول والشعوب العربية والإسلامية من خطر العبث والإجرام الصهيوني الغربي وهذا ما نتمناه من قرارات القمة الإستثنائية الطارئة التى سيخلدها التاريخ بأحرف من نور تضيئ طريق أمتنا العربية والإسلامية إن كانت إيجابية أو بأحرف من نار تحرق بلداننا وتهلك شعوبنا العربية والإسلامية إن كانت سلبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى