الرياضة

تفاريس الفيصلي.. قادته “المصاقيل” إلى كتابة التاريخ

لم يحظ خوليو تفاريس، مهاجم الفيصلي، بفرصة التكوين في أكاديميات كرة القدم، مثلما يحدث مع معظم اللاعبين المحترفين لاسيما في أوروبا، بل كانت طفولته بعيدة تماما عن اللعبة الشعبية الأولى، التي تمكن عبرها من صنع إنجازات تاريخية ووضع بصمته بأرقام مميزة فيما بعد.

وقاد مهاجم منتخب الرأس الأخضر الفيصلي، يوم الخميس، إلى تحقيق لقب كأس الملك، على حساب التعاون “3-2″، مستفيدا من الثلاثية التي أحرزها تفاريس، والذي منح “عنابي سدير” أول لقب في تاريخه.

ولد تفاريس “32 عاما” في الرأس الأخضر، ببلدة ترافال دي ساو نيوكلاو، الشهيرة بوجود مرسى سفن صيد الحيتان قبل القرن التاسع عشر، وفي سن السادسة رحل إلى فرنسا من أجل الحصول على فرصة اللعب في أحد الأندية.

وكشف المهاجم في تصريحات سابقة، أنه لم يكن يركز على كرة القدم في طفولته، وقال: العديد من اللاعبين المحترفين حصلوا على فرصة التكوين في مراكز التدريب، لكنني عندما كنت صغيرا ركزت على اللعب مع أصدقائي بالبلورات “المصاقيل”، ووصلت إلى مستوى جيد، وهي تشبه كرة القدم نوعا ما، حيث تتطلب الدقة والتركيز.

ولفت تفاريس إلى أنه بدأ اللعب كمهاجم في دوري الدرجة الرابعة بفرنسا، لكن لمدة عام كامل لعب كحارس مرمى، موضحا: أصيب حارس مرمى فريقنا، لعبت كحارس لمدة عام كامل، بعد ذلك تعرض مهاجم الفريق للإصابة، وتمت الاستعانة بي في خط الهجوم، وأصبحت بعدها هدافا للفريق.

وانتقل المهاجم من الدرجة الرابعة إلى الثانية الفرنسي في غضون 4 سنوات، رغم أنه لم يتخيل أن يكون لديه مستقبل في كرة القدم، وكان يفتقد الرغبة، حتى إن مدربه ورئيس ناديه أجبراه على الانتقال إلى الدرجة الثانية، لأنهما رأيا أنه يملك إمكانات عالية للغاية. وأضاف المُعجب بالبرازيلي رونالدو: لقد أتيحت لي الفرصة لتقديم بعض المباريات الجيدة في دوري الدرجة الثانية، وأحد اللاعبين أخبر مدرب المنتخب عني، وحظيت بفرصة ارتداء قميص البلد الذي غادرته في سن السادسة.

وكانت أول مباراة دولية لتفاريس أمام غانا في نوفمبر 2012، وبعد أسابيع قليلة شارك في كأس الأمم الإفريقية 2013، وهي الأولى في تاريخ البلاد، قبل أن يتمكن منتخب الرأس الأخضر من تحقيق المفاجأة والوصول إلى ربع النهائي في تلك النسخة، وعلق لاعب الفيصلي، قائلا: لم يكن أحد يتوقع منا شيئا، على الرغم من أننا فزنا على الكاميرون، اعتقد الناس أنها مجرد صدفة.

وبالعودة إلى مسيرته في الأندية، شكل عام 2012 نقلة في مسيرة اللاعب، بعدما وقع أول عقد احترافي مع ديجون الفرنسي لمدة عامين، الذي لعب له 267 مباراة وسجل له 77 هدفا، وأصبح الهداف التاريخي للنادي، وفي 2016 شارك مع فريقه لأول مرة بدوري الدرجة الأولى الفرنسي وجاء هدفه الأول بالمسابقة في مرمى ليون.

وفي موسم 2017-2018، حصل تفاريس على جائزة أسرع هدف في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، بعدما هز شباك ميتز بعد 29 ثانية فقط، وبعدها بعام سحب مدرب ديجون شارة القيادة منه، لأنه لم يعد يسجل الأهداف، ورأى المدرب أن الشارة كانت عبئا عليه، خاصة أنه لا يفضل أن يتحدث كثيرا ولا يتحدث أيضا أمام المجموعة، كما أنه لم ينجح في هز الشباك لأكثر من 6 أشهر.

وفي 14 سبتمبر 2020، غادر ديجون بعد 8 سنوات حقق فيها العديد من الأرقام، وأصبح من أساطير الفريق، وذلك من أجل الانضمام إلى الفيصلي السعودي، وقام مشجعو النادي الفرنسي بتكريمه بأغنية خاصة له.

وبقميص الفيصلي، نجح تفاريس في تسجيل 18 هدفا خلال 31 مباراة مع الفريق، وحقق مع النادي إنجازا تاريخيا، بالفوز بكأس الملك، كما أصبح أول أجنبي يسجل ثلاثية “هاتريك” في النهائي، وثالث لاعب بعد رجب خميس “الهلال” والنور موسى “الاتحاد”، وتمكن مهاجم الفيصلي أيضا من تسجيل أول “هاتريك” في نهائي كأس الملك عقب مرور 53 عاما على آخر ثلاثية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى