عربية ودولية

هل يمكن تعويض خروج النفط الروسي من الأسواق؟

أدت حرب أوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو إلى تعريض الاقتصاد العالمي لصدمة طاقة ملحمية. وكتب الاستراتيجيون في غولدمان ساكس في مذكرة إلى العملاء أن “عدم اليقين بشأن كيفية حل هذا الصراع ونقص النفط أمر غير مسبوق”.

من جانبه، أعلن البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، فرض حظر على واردات النفط الروسي، وتعهدت المملكة المتحدة بالتخلص التدريجي من الواردات من البلاد بحلول نهاية هذا العام.

بدورها، حذرت شركة ريستاد إنرجي في تقرير صدر يوم الأربعاء إذا اتبعت دول غربية أخرى خطى أميركا “بشكل جماعي” وحظرت النفط الروسي، فقد ترتفع أسعار النفط الخام إلى 240 دولاراً للبرميل هذا الصيف.

وقالت شركة أبحاث الطاقة، إن مثل هذه الخطوة ستتسبب في فجوة بنحو 4.3 مليون برميل يوميا لا يمكن ببساطة استبدالها بسرعة بمصادر أخرى للإمداد.

وتوقع غولدمان ساكس، أنه بالنظر إلى الدور الرئيسي لروسيا في إمدادات الطاقة العالمية، فقد يواجه الاقتصاد العالمي قريباً واحدة من أكبر صدمات إمدادات الطاقة على الإطلاق، مضيفاً أن نطاق الصدمة “قد يكون هائلاً”.

أكبر صدمة في العرض منذ عام 1990؟

وقال غولدمان ساكس إن الأزمة الروسية الأوكرانية قد تؤدي إلى توقف حوالي 3 ملايين برميل يومياً من صادرات النفط والمنتجات البترولية الروسية المنقولة بحراً. وقال البنك إنه إذا استمر ذلك، فسيكون هذا خامس أكبر اضطراب في شهر واحد منذ الحرب العالمية الثانية، بعد حظر النفط العربي عام 1973، والثورة الإيرانية في عام 1978، والحرب الإيرانية العراقية في عام 1980، والحرب العراقية الكويتية في عام 1990.

وحتى بعد الإفراج عن احتياطيات النفط الطارئة، وزيادة إنتاج النفط من أوبك، واحتمال رفع العقوبات عن إيران وفنزويلا، قال غولدمان ساكس إن سوق النفط العالمية ستُترك “بلا حاجز”. وحذر البنك من أن ذلك سيتطلب “تقويض الطلب من خلال ارتفاع الأسعار”.

بعبارة أخرى، سيضطر العالم إلى استخدام كميات أقل من النفط. وهذا بدوره قد يضر بالاقتصاد إذ يعني تحركا أقل بالسيارات وتقليل الطيران وانخفاض كمية النفط المستخدمة في صناعة منتجات مثل البلاستيك.

ورفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لسعر خام برنت إلى 135 دولاراً من 98 دولاراً سابقاً. كما يتوقع البنك الآن تداول خام برنت عند 115 دولاراً العام المقبل، ارتفاعاً من 105 دولارات.

وكتب الخبراء الاستراتيجيون في غولدمان ساكس: “يظل نطاق النتائج المحتملة متطرفاً نظراً للتهديد الذي يمثله ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي”.

ماذا عن شركات النفط الأميركية؟

من المتوقع أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط بشكل كبير استجابة لارتفاع الأسعار. ومع ذلك، فإن هذا الانتعاش في الإنتاج المحلي قد تباطأ حتى الآن جزئياً بسبب تركيز شركات النفط مؤخراً على إعادة الأرباح النقدية إلى المساهمين.

وقال غولدمان ساكس: “استجابة المعروض من النفط الصخري ستظل متواضعة في البداية، بسبب أوقات الحفر، وما زال المنتجون يتسمون بالحذر”، مشيراً إلى أنه لا ينبغي الاعتماد على الشركات الأميركية في الإنقاذ.

بدورها، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الأميركي إلى ما معدله 12 مليون برميل يومياً هذا العام. يتماشى هذا مع التوقعات السابقة لوكالة معلومات الطاقة في فبراير، قبل أن ترتفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008.

ومع ذلك، رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لإنتاج النفط الأميركي بشكل كبير في عام 2023، داعيةً إلى متوسط 13 مليون برميل، ارتفاعاً من توقعاتها السابقة البالغة 12.6 مليون. يأتي ذلك، فيما سُجل الرقم القياسي السنوي لإنتاج النفط الأميركي في عام 2019، عندما تم إنتاج 12.3 مليون برميل يومياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى