من هنا وهناك

محطات في مسيرة “المعلم” و”شيخ الكار” المخرج الراحل هشام شربتجي.. العزاء في القاهرة ودمشق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– خيّم الحزن على الوسط الفني السوري، الثلاثاء، برحيل المخرج هشام شربتجي، أحد أبرز صناع الدراما، وأكثرهم تأثيرًا من خلال ما قدمه من أعمال تلفزيونية رسمت الابتسامة على وجوه المشاهدين السوريين والعرب، وشكلت جزءاً من وعيهم، وذاكرتهم على مدى سنوات.

وأعلن ابنه المخرج يزن شربتجي، خبر وفاته في دمشق، صباح 16 مايو/ أيار 2023، عن عمر 75 عامًا، بعد صراع مع المرض غيَبه عن الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة من حياته، لكن اسمه بقي متصدرًا شارات المسلسلات السورية من خلال ابنته المخرجة الشهيرة رشا، التي تحرص على توقيع أعمالها باسم رشا هشام شربتجي.

وكشفت العائلة، مساء الثلاثاء، تفاصيل مراسم تشييع المخرج الراحل هشام إحسان شربتجي، بعد صلاة عصر الأربعاء، من جامع “المزة الكبير”، وسيوارى الثرى في مقبرة “باب الصغير”، وستتقبل عائلته العزاء في القاهرة ودمشق.

وتخرج الراحل هشام شربتجي في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، مطلع سبعينيات القرن الماضي، وأكمل دراسته في ألمانيا، وعاد للعمل في سوريا كمخرجٍ بإذاعة دمشق.

وكانت نقطة التحول في حياة شربتجي المهنية، بإلحاحٍ من الفنان ياسر العظمة، الذي أقنعه بالتوجه للإخراج التلفزيوني مطلع الثمانينيات، من خلال مشروع مسلسل كان على وشك التحضير له وهو “مرايا”، الذي تحول لاحقًا إلى سلسلة انتقادية ساخرة، تُوصف العديد من لوحاتها بالأيقونية.

واستمر الراحل بالعمل مع العظمة على هذه السلسلة، قرابة الـ 10 سنوات، بمعدل جزء كل عامين، وتحول اسمها في أحد الأجزاء إلى “شوفوا الناس”، وفي العام 2006 عاد لإخراج “مرايا”، بين عدة أسماء تعاقبت على إخراجها.

في منتصف التسعينيات، دشن المخرج الراحل لسلسلة جديدة، من خلال مسلسل “عيلة 5 نجوم”، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، لازال تأثيره مستمرًا حتى وقتنا الحاضر، وخلال الفترة ذاتها، دخل في شراكة إبداعية مع الفنان السوري أيمن زيدان، أثمرت عن مسلسلات كوميدية لا تنسى، وعلى رأسها “يوميات مدير عام”- الجزء الأول، وتلاها “يوميات جميل وهناء”، و”بطل من هذا الزمان”، و”أنت عمري”.

وواكب الراحل الجيل الجديد بإخراج جزء واحد من سلسلة “بقعة ضوء” الشهيرة أيضًا، وأخرج جزءًا من السلسلة الكوميدية السعودية “طاش ما طاش”، واقتصرت تجربته فيما يعرف بدراما البيئة الشامية على مسلسل “جرن الشاويش”.

ولم يقتصر تأثير المخرج الراحل هشام شربتجي على ما قدمه من الأعمال الكوميدية، بل قدم أعمالًا تلفزيونية سورية، رصدت تحولات المجتمع السوري، ودقت جرس الإنذار لتنبه لخطورة هذه التحولات الاجتماعية، منها تآكل الطبقة الوسطى، الفساد، واليوميات القاسية التي يعيشها سكان ما يعرف بمناطق العشوائيات المحيطة بدمشق، والمجاورة لها، وذلك من خلال مسلسلي: “أسرار المدينة” و “أيامنا الحلوة” من تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير، “رياح الخماسين” للكاتب أسامة إبراهيم، وقدم تناقضات الطبقة المثقفة في “رجال تحت الطربوش” للكاتب فؤاد حميرة.

وخلال مرحلة “الأزمة”، والحرب التي عصفت ببلاده سوريا في السنوات الأخيرة من حياته، قدم المخرج هشام شربتجي 3 أعمال؛ “المفتاح” الذي يغوص في كواليس الفساد، والمسلسل السوري- اللبناني المشترك “مذكرات عشيقة سابقة”، واختتم مسيرته بمسلسل “أزمة عائلية” وتناول تداعيات ما يحدث في البلاد على يوميات السوريين بطريقة كوميدية.

ولُقب المخرج الراحل هشام شربتجي بـ “شيخ الكار”، لما له من خبرة وأثر في صناعة الدراما السورية، وعددٍ من نجومها البارزين اليوم، خاصة في مجال الكوميديا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى