كل ما تريد معرفته عن المتمردين والحرب في اليمن (ترجمة)

اخباري نت – ترجمة نيوزيمن : سيطر الحوثيون، وهي حركة دينية شيعية في اليمن، على البلاد في بداية عام 2015 بإطاحة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.

وتباعاً لذلك، شنت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في الخليج حملة قصف في مارس 2015 لإعادة حليفهم هادي وطرد مليشيا الحوثيين.

ويعتمد أكثر من 23 مليون شخص، أي ثلثي سكان اليمن، الآن على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، وقد يموت 13 مليون شخص بسبب المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.

وتمتد ساحة المعارك الحالية على مدينة الحديدة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، والتي يوجد بها أحد أهم وأكبر الموانئ اليمنية التي يدخل عن طريقها إلى البلاد أكثر من 70 في المائة من المواد الغذائية والطبية.

وقد تم الآن تأجيل المحادثات برعاية الأمم المتحدة حتى نهاية العام والتي كان من المفترض أن تتم بحلول نهاية الشهر الجاري.

من ھم الحوثیون؟

الاسم مقتبس من مؤسس الجماعة، حسين بدرالدين الحوثي، وهو رجل دين بارز ومؤثر في شمال اليمن وعضو سابق في البرلمان. تُعرف المجموعة، التي أُنشئت في التسعينات، رسمياً باسم “أنصار الله”، وتنتمي إلى الطائفة الزيدية من الإسلام الشيعي.

وتختلف معتقدات الزيدية، التي أخذت اسمها من زيد بن علي، حفيد علي، ابن عم النبي محمد (ص)، بشكل كبير عن الشيعة الذين يسيطرون على مفاصل إيران، رغم أن إيران حليف رئيس للجماعة. لكن يقول الخبراء إن المعتقدات الزيدية أقرب إلى الإسلام السني.

لقد اكتسب الحوثیون أھمیة كبیرة في أوائل العقد الأول من القرن الحالي مع إعادة إحیاء المذھب الزیدي، وكان مؤیدو ھذا الإحیاء یخشون من أن الرئیس الیمني وقتھا علي عبد الله صالح قد أضعفھا، حیث اعتبر الحوثیون صالح فاسداً ومقرباً جداً من المملكة العربیة السعودیة والولایات المتحدة.

وجاءت نقطة التحول مع الغزو الأمریكي للعراق في عام 2003، والذي أدى إلى تطرف الحركة. وفي نفس العام، أصبح شعار الحوثیین “الله أكبر، الموت لأمریكا، الموت لإسرائیل، اللعنة على الیھود النصر للإسلام”. وغیروا اسمھم فیما بعد إلى “أنصار الله”

وقال ألكسندر فايسنبيرجر، الباحث في أكاديمية العلوم النمساوية، إن توجه حسين الحوثي لمعارضة الحكومة اليمنية، آنذاك، لم يكن واضحاً في البداية.

وأضاف فايسنبيرجر: “لقد ركزت خطاباته على القوة الأمريكية والإسرائيلية، ويبدو أنه كتب رسالة إلى الرئيس صالح يعلن فيها ولاءه”.

لكن كل شيء تغير عندما أطلق الزعيم صالح سلسلة من الحملات العسكرية ضد الحوثيين بعد عام 2003.

وفي عام 2004، قُتل حسين وعديد من مساعديه على يد القوات الحكومية، وبعدها انتقلت قيادة الحركة إلى الأخ غير الشقيق لحسين، عبد الملك الحوثي، الذي لا يزال يتزعم الحركة إلى اليوم.

متى أصبح الحوثيون معارضين للحكومة؟

بين عامي 2004 و2010، كانت هناك ست جولات مختلفة من الحرب بين الحوثيين والقوات الحكومية.

وجاءت أزمة “الربیع العربي” في المنطقة، فوجد الحوثیون أنفسھم یقاتلون إلى جانب خصوم النظام الآخرین، بما في ذلك أعداؤھم التقلیدیون الإخوان المسلمون، ضد حكومة صالح. ولكن حتى بعد سقوط صالح بقي الحوثیون معارضین للسلطات الجدیدة بعد تعیین ھادي وھو سني من الجنوب، رئیساً.

ورأى الحوثيون مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي تم تبنیھا لمعالجة مستقبل الیمن، والتي أسست لإنشاء بنیة اتحادیة فدرالیة للیمن، كانت الأقالیم الستة قد وضعت منطقة صعدة معقل الحوثي بعیدة عن أقالیم الجوف وحجة المجاورة، مما یعني أن الحوثیین قد فقدوا حدودھم مع البحر وأیضا مع مؤیدیھم.

وتحالف الحوثيون مع عدوھم القدیم، الرئیس السابق صالح، في ما أسماه الزمیل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، آدم بارون، “توافق مؤقت للمصالح”. وبدعم من صالح، الذي كان لا یزال یحظى بتأیید من ألویة الحرس الجمھوري والجیش، اكتسحت الحركة البلاد بسھولة.

وتباعاً، سقطت صنعاء بید تحالف صالح/ الحوثي في ینایر 2015 في الوقت الذي تولى فیه الملك سلمان العرش في المملكة العربیة السعودیة، وسرعان ما تبع ذلك السقوط أجزاء كبیرة من الیمن. وبدأ السعودیون وحلیفتھم الإمارات تدخلاً عسكریاً في مارس لإعادة ھادي، الذي أجبر على الفرار من البلاد. وفي أواخر نوفمبر 2017، ظھر صالح وقال إنه سیكون مھتماً بفتح صفحة جدیدة مع جيرانه مرة أخرى، لكنه قتل على أیدي الحوثیین بعد أیام قلیلة.

في الوقت الحالي، لا تزال الحرب مستعرة في البلد الفقير.

وفي حين تعرض التحالف السعودي لانتقادات بسبب الضربات الجوية المدمرة، فقد واجه الحوثيون انتقادات عنيفة لأعمالهم الإجرامية في ساحة المعركة. ففي تقرير صدر في أغسطس، أبرزت الأمم المتحدة حصار الحوثيين على محافظة تعز التي تسيطر عليها الحكومة وقصفت المدنيين ومنازلهم. كما ذكر التقرير أن هناك أدلة على انتشار الاعتقال التعسفي والتعذيب. وقد اتهم الحوثيون بشكل منفصل باحتجاز المساعدات الإنسانية.

ما حجم قوة الحوثيين؟

لا أحد يعرف حقاً مدى قوة الحوثيين، لكن الخبراء يقدرون أن لديهم ما بين 1000 و 10000 من المقاتلين المتطرفين. كما لدیھم أیضا قوات قبلیة تم تجنیدھا تحت الاجبار وتضخم أعدادهم إلى عشرات الآلاف. بالإضافة إلى أنهم يمتلكون السلاح، عندما سيطروا على العاصمة صنعاء استولوا على كل أسلحة الجيش اليمني. كما أنھم جنوا أموالا كبیرة من الضرائب والواردات منذ انتزاع سیطرتهم على

البلاد.

ما علاقتهم بإيران؟

على الرغم من اختلافاتهم الدينية، فإن الحوثيين وإيران قريبان من بعضهم لدرجة كبيرة. ويُعتقد أن إيران قامت بتسليح الحوثيين بالإضافة إلى تقديم المساعدات اللوجيستية. وبعد أن بسط الحوثيون سيطرتهم على اليمن، فتحوا حركة جوية مباشرة بين صنعاء وطهران التي وعدت بصفقات نفطية رخيصة.

في يونيو، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً يقول إن أجزاءً من الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على السعودية في عام 2017 كانت تحتوي على مكونات مصنعة في إيران، على الرغم من أن الخبراء لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كانت التكنولوجيا أو الأجزاء قد نُقلت بالفعل من إيران.

من ھو زعیمھم؟

لا یعرف الكثیر عن أي من زعماء الحوثیین لأنھم لا یجرون مقابلات. عبد الملك الحوثي، الذي یعتقد أن عمره یتراوح بین 35 و 40 سنة، ھو القائد الحالي، ويقال إنه متدین وأقل میلاً للسياسة.

ویقول ألكسندر فایسنبرجر إنه الزعیم الروحي لمؤیدي الجماعة في الخارج، ولكن من غیر الواضح مدى تأثیره على المستوى الداخلي، ویعتقد أن ابن عمه محمد علي الحوثي هو القائد السیاسي الحقیقي للجماعة.

ما ھو القادم بالنسبة إلیھم؟

ھناك أمل ضئیل في أن تؤدي مباحثات السلام التي تأمل الأمم المتحدة في استئنافھا في نھایة العام إلى التوصل إلى اتفاق حقیقي..

وقال فایسنبرجر، إن الحوثیین یستعدون الآن لمعركة شوارع شرسة في الحدیدة، حیث قاموا، على ما یبدو، بسحب مدفعیتھم إلى الجبال خلف المدینة حتى یتمكنوا من قصفھا. مشيراً أن القلق الآن ھو أن تتطور المعارك، مع عدم قدرة أي من الطرفین على الانتقال من مواقعھا، إذ أنه لیس ھناك أي دافع لأي من الطرفین للاستسلام”.