عربية ودولية

طالبان و”الكنز المخدر”.. هل تتخلى الحركة عن الأفيون؟

لا شك أن تجارة الأفيون شكلت على مدى سنوات طويلة نواة مهمة للثراء في أفغانستان، فقد بلغ إنتاج البلاد من مخدر الأفيون الخام حوالي 4660 طن في تسعينات القرن الماضي، وتحديداً بعد 3 سنوات من بدء حكم الطالبان.

فهذه التجارة المتأصلة في علاقتها مع الحركة تدر عليها عائدات بالملايين.

فبعد مرور ربع قرن، لا تزال أفغانستان أول منتج للأفيون في العالم، وفق تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

تنتج 85% من أفيون العالم

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، أنتجت البلاد 85% من الأفيون المنتج فى جميع أنحاء العالم العام الماضي، وتفوقت في ذلك على أهم المنتجين عالميا مثل ميانمار والمكسيك.

فرغم التزامها المتشدد، إلا أن الحركة سمحت بتجارة الأفيون على مدة السنوات الماضية حتى مع حظرها استهلاك الحشيش والسجائر على المواطنين.

التخلي عن هذا الكنز

إلا أن طالبان الساعية إلى أخذ مباركة غربية، أو ربما اعترافا دوليا بشرعيتها للحكم، تعهدت مؤخرا بالتخلي عن هذا الكنز، غير أن مراقبين يشككون في ذلك لما لهذه التجارة من فائدة عليها.

في المقابل، أوضح هارون رحيمي، الباحث القانوني في الجامعة الأميركية في أفغانستان، أن الحركة تحتاج إلى العائدات التي يمكن أن تحصل عليها من خلال فرض ضرائب على إنتاج الأفيون.

رجل أمن أفغاني أثناء تدمير حقول الأفيون (رويترز)

رجل أمن أفغاني أثناء تدمير حقول الأفيون (رويترز)

مجرد “مبادرة دبلوماسية”

فيما رأى روبرت كروز، الخبير في شؤون أفغانستان في جامعة ستانفورد، أن إعلان طالبان حول الأفيون هو مجرد “مبادرة دبلوماسية”، تهدف إلى تقديم تعهدات للمجتمع الدولي أنهم سيشكلون حكومة تلتزم بالقوانين الدولية.

يذكر أنه بعد سيطرة طالبان مؤخراً على البلاد من جديد، قال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، مراراً لوسائل الإعلام الدولية إن الحركة لن تسمح بإنتاج الأفيون أو أي مخدرات داخل أراضيها.

كذلك، أضاف خلال مؤتمر صحافي في 17 أغسطس الجاري، بعد يومين من استيلاء الحركة على العاصمة الأفغانية، أن “أفغانستان لن تكون دولة تزرع الأفيون بعد الآن”.

يشار إلى أن الحركة حظرت إنتاج الأفيون عام 2000 تحت ضغط غربي، لكن الإنتاج سرعان ما ازدهر بعد التدخل الأميركي في 2001 في المناطق التي كانت تسيطر عليها الحركة.

مزارعو الأفيون (رويترز)

مزارعو الأفيون (رويترز)

الإنتاج بلغ ذروته في 2017

ورغم الجهود الدولية لاستئصال التجارة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، فقد بلغ الإنتاج ذروته في 2017 وبلغ 9000 طن.

وتواجه طالبان واقعا جديداً بعد سيطرتها على البلاد، يتمثل، بحسب الصحيفة، في شعب فقير ومستوى إدمان على الأفيون كبير داخل البلاد.

كذلك، تحصل الحركة على عائداتها بشكل أساسي من النشاطات الإجرامية، بدءا بزراعة الخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون ثم الهيروين وبالتالي من تهريب المخدرات لكن أيضاً من ابتزاز شركات محلية وفديات تحصل عليها بعد عمليات خطف، بحسب تقرير من وكالة فرنس برس هذا الشهر.

يذكر أنه في عام 2020، بلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان 19,81 مليار دولار فيما شكل تدفق المساعدات 42,9% من إجمالي الناتج الداخلي بحسب أرقام البنك الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى