تقارير

تعز | مخطط إصلاحي لا يمكن اخفاء بصمات اصابع مهندسه !

اخباري نت – نيوزيمن، عماد طربوش:

لايمكن إخفاء بصمات أصابع نائب الرئيس علي محسن الأحمر من كل التحركات التي تحدث في تعز ويكون الإصلاح طرفاً مركزياً فيها، في حين يكون خصوم الإصلاح المفترضون في الجهة المقابلة من ساحة النزال الذي يأخذ مسارات متشعبة وبفعالية إصلاحية كبيرة.

مطلع الشهر الجاري حاول قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن، التدخل لإصلاح مسار التموضع العسكري في الحجرية ونزع فتيل الصراع الذي اقترب من تفجير الوضع عسكرياً في حاضرة نخبة تعز المعروفة بالحجرية، وذلك بتوجيه للواء الرابع مشاه إصلاحي واللواء الخامس حرس رئاسي بسحب قواتهم من المواقع المستحدثة وإعادة قوات اللواء 35 إلى مواقعها السابقة في هيجة العبد والمقاطرة والتربة وبقية المناطق.

بعد يوم واحد، فقط، من الأمر العملياتي للمنطقة الرابعة، كان لعلي محسن رأي آخر وأرسل للمنطقة الرابعة وإلى محور تعز أمراً عملياتياً من رئيس الأركان العقيلي ينسف أمر فضل حسن ويبقي قوات الإصلاح في المواقع المستحدثة، وشكل هذا التدخل السريع مؤشراً على أن القادم سيكون حافلاً بدور فاعل للنائب الأحمر في ملف تعز بعد أن تجاوز موقع الطرف الذي يتعاطى بحدود منصبه إلى المنحاز للطرف الذي يتحرك بكل شراهة لابتلاع تعز ريفاً ومدينة.

وحين خرجت الحجرية ومعها صبر معلنة وقوفها ضد مخططات الابتلاع الإصلاحي لجغرافيا تعز، وطالب أحد شيوخ الحجرية من بيت النعمان علي محسن برفع يده عن تعز، كانت استجابة الجنرال القوي سريعة، حيث أرسل صديقه المقرب عبدالله الحاضري، محامي النيابات العسكرية إلى تعز، والذي بدوره وجه السهم الأول في كنانته إلى قائد المقاومة الشعبية بالحجرية العقيد فؤاد الشدادي الذي يقود الجناح الشعبي المساند للعميد عدنان الحمادي المستهدف الأبرز في حملة الإصلاح والجنرال علي محسن.

طلب الحاضري من العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع عبر استدعاء عسكري، حصل نيوزيمن على صورة له، إرسال العقيد فؤاد الشدادي للشرطة العسكرية في تعز للتحقيق معه في عملية مقتل الشيخ الصمتي وواقعة تهريب مشتقات نفطية إلى خارج تعز لمجموعة من الصبيحة تم إيقافهم في المسراخ.

الوثيقة الثانية التي استند عليها الحاضري هي أمر عسكري بتشكيل لجنة عسكرية للتحقيق مع العقيد الشدادي برئاسة الحاضري كونه مدير دائرة القضاء العسكري وعضوية قائد الشرطة العسكرية بتعز جمال الشميري والنيابة العسكرية وشعبة الاستخبارات العسكرية وجميعهم ينتمون إلى حزب الإصلاح، ومن سعى إلى تعيينهم في مناصبهم الجنرال علي محسن الأحمر.

وجاء التوجيه بتشكيل اللجنة أشبه بعريضة اتهام جاهزة، حيث نصت على توقيف العقيد فؤاد الشدادي من قوة اللواء 35 مدرع في الشرطة العسكرية بتعز والتحقيق معه ومن شاركه في التهريب والتستر عليه والتأكد من تحديد الفاعلين في مقتل الشيخ الصبيحي وإحالة العقيد ومن معه إلى النيابة العسكرية على ضوء إجراءات اللجنة وتأكدها لمن يثبت عليه القتل والتستر والمساعدة في التهريب.

ويتضح من خلال قرار تشكيل اللجنة أن الحكم بحق الشدادي قد صدر وأن تهمة تهريب مشتقات نفطية للحوثيين أصبحت جاهزة، وكذلك التستر على قتلة الشيخ الصبيحي، وأن إحالته للنيابة العسكرية أيضا أصبحت مجرد تحصيل حاصل، حيث يقول القرار، التحقيق معه ومن شاركه في التهريب والتستر عليه، وهنا يصل الاتهام إلى العميد عدنان الحمادي كونه متستراً على الشدادي.

وقبل هذه الفقرة جاء في التوجيه العسكري.. وضع الضوابط الكفيلة بعدم الاتجار بمادتي البترول والديزل وحظر تهريبهما وأي مواد أخرى ينتفع بها الإمداد اللوجستي لتلبية احتياجات المليشيات الحوثية الانقلابية بما يعينهم على قتال جيشنا الوطني.. وهذه الفقرة تعد بمثابة منطوق حكم جاهز ضد الشدادي.

البند الأخير في أمر تشكيل اللجنة ينص على التقصي في قضية الحجرية والمسراخ، وما تولد عنها من حوادث وتحديد الفاعلين والمتسترين خلفهم إضافة إلى وضع آلية تضمن عدم تكرار التقطع.

وهذا البند يعني وضع التحركات الشعبية في الحجرية والمسراخ في إطار القانون العسكري والتعاطي معها كتمرد على القيادة العسكرية، والاتهام سيوجه للحمادي والقيادات الميدانية المنتمية لمناطق الحجرية والمسراخ المساندة للحمادي والمتواجدة ضمن قوة اللواء 35 مدرع.

التوجيه العسكري الثالث كان من قيادة محور تعز إلى العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، وهو مرسل للتنفيذ مع تهديد للحمادي بتحمل مسؤولية التقصير في تسهيل مهمة اللجنة المشكلة من قائد المنطقة الرابعة.

الأمر العسكري لمحور تعز اتهم أطقم اللواء 35 مدرع بقتل الشيخ أحمد الصمتي، وأضاف تهمة جديدة للحمادي وقواته، وهي الاعتداء والتقطع لقادة ألوية محور تعز، وأيضا تضمن الأمر قضية الحجرية والمسراخ دون تحديد طبيعة هذه القضية المتسعة جغرافيا لتشمل ربع محافظة تعز تقريباً.

أربعة أيام فقط صدرت فيها كل هذه التوجيهات العسكرية من أجل قضية يعرف الجميع أنها كيدية والهدف منها قص أحد أجنحة الحجرية العسكرية العقيد الشدادي رفيق الحمادي في مواجهة المليشيات الحوثية، حيث كانت البداية بإستهداف أبو العباس وقواته، والآن جاء دور الشدادي، حيث أبدع الحاضري في تكييف تهمة ضد الشدادي بهدف سجنه أو اسكاته وابعاده عن الحمادي.

هذا الهجوم الشرس ضد الحمادي استعر بعد التحرك الشعبي في الحجرية وصبر ضد مشروع الاستحواذ الإصلاحي على كل تعز، ولكن هذه المرة ليس فقط من خلال محور تعز الإصلاحي، بل من خلال رئاسة الأركان والمنطقة الرابعة ومحور تعز، وهذا الهجوم المنظم لايمكن تنفيذه دون ان تكون أصابع الجنرال علي محسن مشاركة في هندسته.

قدم الشدادي نجله شهيدا في معركة الدفاع عن تعز واليمن ودحر المليشيات الحوثية، وتنقل في جبهات الاقروض المسراخ والكدحة والصلو مقاتلا صلبا ولازال حتى اللحظة حاملا بندقيته على كتفه، غير أن الجنرال علي محسن يتخذ من الجيش سيفا مصلتا على رقاب كل من يرفض الانصياع لمشروع الإصلاح، والشدادي أحد هؤلاء المغضوب عليهم والذي ينتظر حكما بتخوينه من أعلى هيئة عسكرية في البلاد، قيادة الجيش.

يستطيع علي محسن أن يقنع هادي بإصدار قرار بإقالة الحمادي، لكنه يعرف أن مكونات اللواء 35 لن تنصاع لقائد عسكري إصلاحي، وستتجه إلى الشدادي كقائد للمقاومة الشعبية في الحجرية، لذلك كان المخطط بأن يتم البدء بالشدادي وتخوينه وإلباسه تهمة قذرة وبأساليب يأنف العسكريون الشرفاء اتباعها، وبعد ذلك سيتم وضع مخطط آخر للحمادي ينتهي بتفتيت اللواء 35 وتوزيع ملاكه البشري على ألوية الإصلاح الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى