تقارير

دبلوماسي يمني سابق يتهم السعودية بتمويل الحوثيين بملايين الدولارات

اخباري نت – كذب الكاتب الدبلوماسي اليمني السابق عباس المساوي مزاعم السعودية أنها تقوم بدعم الشرعية في اليمن ضد جماعة الحوثي مؤكداً في الوقت ذاته أن عاصفة الحزم لم تنتج سوى قتل آلاف المدنيين في اليمن، من بينهم 3 آلاف طفل وألفين امرأة، خلال الآونة الأخيرة.

وأوضح المساوي خلال حواره اجراءه مؤخراً مع برنامج “الاتجاه المعاكس” الذي يقدمه الإعلامي فيصل القاسم على قناة “الجزيرة”، أن عبد ربه منصور هادي نفسه هو الذي منع جيشه من مقاومة التمرد الحوثي، كما أن هادي هو الذي ذهب إلى مدينة عمران باليمن حينما اجتاحها الحوثي 2014 وقال بنفسه إنها عادت لحضن الدولة.

ولفت، أن السعودية هي التي قاتلت إلى جانب أجداد الحوثي في صفوف “الملكيين” في حرب السبعينات ودعمته في مواجهة “الجمهوريين” والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ودعمت السعودية بيت آل حميد الدين الذي كان يحكم اليمن وتعيش هذه الاسرة في السعودية تحت حماية النظام السعودي حتى الآن.

وكشف عباس المساوى أن السعودية دعمت عبد الملك الحوثي بخمسين مليون دولار حينما اجتاح صنعاء في 2014، كما دعمته السعودية مرة أخرى بعشرين مليون دولار، وكان السفير السعودي في صنعاء وقت اجتياح الحوثيين لصنعاء ولم يخرج منها، بل أمنه الحوثيون، كما كشف المساوي أن الحوثي يجتمع كل أسبوع مع الاستخبارات السعودية في ظهران الجنوب، متسائلا: ” لماذا لم تقض السعودية بأسلحتها المدمرة التي أبادت بها الشعب اليمني على الحوثيين؟ في الوقت الذي أبادت السعودية 25 مليون يمني بالحصار والقتل والمرض. وأضاف أن السعودية فعلت في صنعاء أكثر مما فعلته داعش في الحواضر الإسلامية، حينما قامت السعودية بتدمير صنعاء وهي العاصمة التي بناها سام بن نوح قبل مجيئ السعودية بمئات الآلاف من السنين، موضحا أن أكثر المستفيدين من الحرب السعودية هو الحوثي نفسه، حيث بدأت الحرب ولم يسيطر الحوثي على شيئ واستمرت الحرب ويسيطر الحوثي الآن على أغلب اليمن ويحكم بدعم آل سعود، خاصة بعدما أرادت السعودية أن تكون الشمال للحوثي، والجنوب للإمارات. وأضاف أن الإمارات سمحت لطائرة عبد ربه منصور رئيس اليمن للنزول في مطار صنعاء، ولم تسمح له بالنزول في عدن التي تسيطر عليها الإمارات، ويسيطر القاعدة على الجنوب في اليمن، وعلي عبد الله صالح الرئيس السابق يسيطر على صنعاء مع الحوثي، في الوقت الذي رفرفت أعلام القاعدة على الدبابات الإماراتية في الجنوب، كما أن السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي اعترفت بدولة الجنوب في اليمن واعترفت بانفصال الشمال عن الجنوب، في حين كانت قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي رفضت انفصال الجنوب في الأمم المتحدة.

وأكد المساوي أن أهم نتائج عاصفة الحزم هو تقسيم اليمن، حيث أصبحت حضرموت دولة وصنعاء دولة أخرى وتم فصل تعز ويتم القتال في مأرب، مشيرا إلى أن السعودية تلعب على المتناقضات وتسعى لاشعال حرب أهلية في اليمن لامنتصر فيها أي طرف ويخسرها كل اليمنيين.

وقال إن الحوثي مشروع لا يستطيع أن يعيش بدون رعاية سعودية استمرت معه على مدار خمسين عاما، وارتمت في حضن إيران على مدار أربع سنوات، قائلا إن عاصفة الحوم لم تقتل قائدا حوثيا واحد خلال حربها على مدار عامين كاملين، كما لم تستعد الإمارات جزيرة واحدة من جزرها السليبة، مضيفا أن الإمارات أخذت جنوب اليمن وصنعت من الحزام العسكري والأمني، وأنشات قوة في حضرموت وفصلتها عن الجنوب، وأنشأت القواعد العسكرية، وأقامت السجون السرية التي تنتشر على كامل الجنوب ضد اليمنيين، ومن رفع الأعلام الجنوبية على دبابات الإمارات.

علاقة آل سعود بالحوثيين

وحكمت أسرة آل حميد الدين اليمن اعتبار من ( 1918) حتى ( 1962) نهاية المملكة المتوكلية اليمنية على يد الثورة المدعومة من جمال عبد الناصر الذي كان يحارب الحوثيين في اليمن، دعما للثورة التي كانت تعارضها السعودية نفسها وتقف ضدها بجانب الحوثيين. ولم يستكين الإمام الجديد التي قامت ضده بعد توليه الإمامة بقترة وجيزة وهو الإمام محمد البدر بن أحمد يحي حميد الدين، للثورة أن تحكم اليمن وتلغي الملكية بل خرج إلى أطراف اليمن الشمالية المحاذية للسعودية وأنشأ في شمال اليمن قاعدة قتالية وتموينية لاسترجاع الحكم، وانتهت الحرب بعد فك حصار السبعين الشهير لصنعاء بقياده المناضل الفريق حسن العمري القائد العام للقوات المسلحة الذي كان يقود قوات الجمهوريين ثم عقد الصلح بين مؤيدي الملكية والجمهورية بمشاركة الجميع في الحكم وإنهاء نظام الملكية.

وعندما وضعت الحرب أوزارها خرج معظم أسرة حميد الدين إلى المملكة العربية السعودية وأقاموا في الطائف والرياض وجدة ومنحوا أعطيات ومخصصات وظلت الدولة السعودية تؤليهم الاهتمام والرعاية حتى الآن.

بل تعدى ذلك الأمر إلى أن أضحوا بمثابة الوصيين على المغتربين اليمنيين في حل مشاكلهم وتلمس احتياجاتهم، وبالنسبة للداخل اليمني كانت كلمتهم المسموعة لدى السلطات السعودية في شمل الرعايا اليمنيين في داخل اليمن بالمخصصات والرواتب والمراعاة في العلاج المجاني والدراسة في الجامعات الأوروبية والبعثات الخارجية، وظلت المملكة في تعاملها المميز مع الأسرة الكريمة وأعوانهم وأصدقائهم حتى أواخر 2001 عندما صدر الأمر الملكي الكريم باعتبارهم مواطنون سعوديون لهم ما على السعوديين من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات، وبموجبه منحت لجميع أفراد الأسرة الكريمة الجنسية السعودية.

وعندما قامت الحركة الحوثية بأول حروبها عام 2004 مع النظام اليمني جذبت الحركة وتعاطف معها الأسر اليمنية التي تدعي بصلة قرابة بال البيت (الهاشميين) ولان مازال كثير من هذي الأسر يتمتع بنفوذ وامتيازات اقتصاديه في معظم المناطق اليمنية فإنها دعمت الحركة الحوثية ماليا وقامت بتجنيد الأنصار من مختلف المناطق الشمالية للانخراط في معسكرات الحوثي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى