عربية ودولية

تهدد مدينة موسكو نفسها.. قصة قاعدة أميركية سرية بقرية بولندية

تعد القاعدة الأميركية في بولندا الواقعة بالقرب من قرية ريدزيكوفو، والتي تبعد نحو 100 ميل (161 كيلومتراً تقريباً) عن الأراضي الروسية وبالكاد 800 ميل (1287 كيلومتراً) عن موسكو نفسها كابوس بوتين الدائم، والذي يطالب دائما الولايات المتحدة بالكشف عن ماهية ونوعية السلاح الموجود في تلك القاعدة السرية.

ويحرس جنود بولنديون السياج الخارجي للمنشأة التي تستضيفها القرية وتخيف روسيا، وهي منشأة عسكرية أميركية شديدة الحساسية، ومن المتوقع أن تدخل مرحلة التشغيل هذا العام، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.

تغير موازين القوة بالمنطقة

وترى موسكو أن تلك القاعدة الأميركية في بولندا والتي تحوي أسلحة تراها موسكو أنها قد تغير موازين القوة بالمنطقة.

وتحتوي القاعدة، التي تقوم على نظام أيجيس المضاد للصواريخ الباليستية، على رادارات متطورة قادرة على تتبع الصواريخ المعادية وتوجيه الصواريخ الاعتراضية لإخراجها من السماء. وهي مجهزة أيضاً بقاذفات صواريخ من طراز “إم كيه-41″، التي يخشى الروس من إمكانية إعادة استخدامها بسهولة لإطلاق صواريخ هجومية مثل توماهوك.

وبالنسبة للقرويين في ريدزيكوفو، تسببت فكرة أنهم يعيشون على جبهة تثير مخاوف أمنية ملحة لدى بوتين في حدوث توترات.

يقول ريزارد كوياتكوفسكي، وهو مهندس مدني يعمل في مجال البناء، إنَّ أحد عملائه قرر مؤخراً إلغاء حجز شقة في مبنى جديد تبنيه شركته بسبب مخاوف من أن تضرب روسيا منشأة الدفاع الصاروخي في ريدزيكوفو؛ وبالتالي تنهار أسعار الممتلكات.

ويرى كوياتكوفسكي أنَّ روسيا أثارت القلق من خلال المبالغة في التهديد الذي يشكله الناتو. لكنه يضيف أنَّ كلا الجانبين قد أوجد “آلة خوف ذاتية الدفع” يغذيها عدم اليقين المثير للأعصاب بشأن نوايا الآخر.

لكن بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإنَّ القاعدة الأميركية في بولندا، وقاعدة أخرى في رومانيا، هما دليل على ما يراه أنه التهديد الذي يمثله توسع الناتو باتجاه الشرق- وجزء من تبريره لتطويقه العسكري لأوكرانيا.

بينما تصف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الموقعين بأنهما دفاعيان ولا علاقة لهما بروسيا، لكن الكرملين يعتقد أنه يمكن استخدامهما لإسقاط الصواريخ أو إطلاق صواريخ كروز هجومية على موسكو.

وبينما يهدد الرئيس الروسي أوكرانيا، يطالب بوتين الناتو بتقليص تواجده العسكري في شرق أوروبا ووسطها، وهو ما رفضته واشنطن والقادة الأوروبيون رفضاً قاطعاً.

لكن إغلاق موقع ريدزيكوفو، كما تريد موسكو، هو “خط أحمر” لن تتخطاه الولايات المتحدة وبولندا، على الرغم من أنَّ الناتو عرض مؤخراً إجراء مناقشة حول “آلية شفافية” غير محددة على أمل تهدئة المخاوف الروسية بشأن المواقع البولندية والرومانية، رداً على قائمة المطالب التي قدمتها موسكو في ديسمبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى