اخبار اليمن

تقرير | خيوط المؤامرة وهدايا الشرعية للحوثيين

اخباري نت، عماد طربوش:

تطارد الشرعيةَ لعناتُ كل المناهضين للحوثية ومشروعها التدميري؛ لخذلانها حجور وما قدمته القبائل هناك من بطولات وتضحيات وصمود أسطوري كشف عورة المليشيات وجيش الشرعية في آن واحد.

وخلقت معركة حجور، ولأول مرة منذ فترة طويلة، إجماعاً وطنياً، حيث وقفت كل القوى الشعبية بمختلف توجهاتها السياسية إلى جانب حجور، ولو بالدعاء والثناء، وطالبت قيادة الشرعية بنصرة الأبطال في جبال حجور وشد أزرهم في مواجهة المليشيات الحوثية.

ومع أن الشرعية كانت تملك أوراقاً يمكنها تحريكها إلى حين ترتيب عملية عسكرية لكسر حصار حجور ونصرتها خلال عشرين يوماً، على أقل تقدير، وفق متطلبات التحرك على الأرض، إلا أن قيادة الشرعية لم تستخدم أي ورقة من تلكم الأوراق والتي أسهلها تحريك جميع الجبهات لوقف تصدير المليشيات التعزيزات إلى حجور..

وتتواجد في حجة المنطقة العسكرية الخامسة التي تضم وحدات عسكرية كانت كافية للقيام بدور محوري لتغيير المعادلة على الأرض في محافظة حجة لصالح الشرعية والتحالف والجيش الوطني، غير أن طريقة تعاطي الشرعية وجيشها مع ملحمة حجور كانت كارثية بكل المقاييس.

وكان نشطاء تداولوا أمراً عملياتياً أو توجيهاً عسكرياً بتجهيز قوة عسكرية مكونة من 8 إلى 9 كتائب من مناطق عسكرية مختلفه أحدها المنطقة الأولى في المهرة، وكان الأمر مزمناً ب 72 ساعة، أي يفترض وصول هذه القوة إلى مواقعها في جغرافيا محافظة حجة قبل تاريخ 26 من الشهر الماضي.

ورغم أن التوجيه جاء بعد شهر كامل من المواجهات، وهذا التأخير له دلالة واضحة بأن الشرعية منحت المليشيات الفرصة الكافية لإخماد جبهة حجور، إلا أنه مضى على التوجيه حتى اليوم، مثلاً، نصف شهر أيضاً، ولم يتغير الوضع على الأرض، ولم تصل هذه القوة العسكرية.

وكان خصروف، مدير دائرة التوجيه المعنوي للجيش واحد أكثر من يتهم الدول العظمى والضغط الدولي بمنع تحرير صنعاء، كان أعلن أن القوة العسكرية وصلت ولم يتبق سوى بعض الترتيبات منها الدعم الغذائي لهذه القوة، كون هذه القوة موزعة من وحدات كثيرة وليست كلواء واحد مثلاً.. وكأن التوجيه بتوليفة القوة كان مقصوداً أيضاً، فبدلاً أن تكون وحدة كاملة تضمن جمعها من عدة وحدات.

وكذلك رئيس الوزراء الذي أكد منتصف فبراير أن حكومته تنسق مع التحالف لدعم قبائل حجور لوجستياً وعسكرياً، وقال نحن مع أبطال حجور ضد المليشيات الحوثية الانقلابية، لكنه بعد ذلك غاب وغاب دور حكومته.

وتمثل حجور جغرافيا مدخل عمران من عاهم، وبسيطرة الشرعية وتواجد الجيش الوطني في حجور يكون وادي مور فقط هو الذي يفصله عن عمران، وبالتالي التواجد في جبهة استراتيجية واختصار مسافة كبيرة ومهمة تحتاج إلى وقت وجهد من قبل الجيش في حال كانت المليشيات هي من تحكم حجور.

وخلال حروب صعدة ال 6 كانت حجور مخرزاً في عين المشروع الحوثي، وفشل الحوثيون في استمالة الحجوريين للقتال معهم أو حتى السماح لهم بالتموضع في مناطقهم، وقاومت حجور بصلابة عن المشروع الوطني، وأرسلت أبناءها إلى كل الجبهات ضد الانقلابيين

عمدت المليشيات منذ بداية الانقلاب إلى تغذية حروب قبلية في حجور لإشغال القبائل عن التوجه، ومحاولة إيجاد مساحة لها على مثلث عاهم للتموضع وإعاقة التقدم لاحقاً عبر حجور شمال حجة نحو عمران، ووجدت في أحد الجيوب القبلية في بني ريبان بغيتها.

وقبل ثلاثة أشهر من استشهاده دعا العقيد أحمد أبو هادي الحجوري، قائد عمليات حرض وقائد أحد قطاعات لواء القوات الخاصة، دعا قبائل حجور إلى تتويج بطولاتها بالالتحام بالجيش الوطني في محور حرض، وكانت هذه الرسالة المصورة بحضور أحد قادة التحالف بداية الانتفاضة في حجور.

ومع انطلاق معارك حجور استشهد العقيد أحمد أبو هادي الحجوري، رفيق الشدادي، وقائد أول وحدة عسكرية للجيش الوطني قاتلت في الجفينة على أبواب مدينة مأرب، وكان استشهادة موجعاً، وملابسات استشهاده وجعاً أكبر، حيث تفيد معلومات عسكرية بأنه قُتل في مؤامرة دنيئة لا تختلف كثيراً عن المؤامرة التي كتبت نهاية الشدادي في صرواح.

أحمد أبو هادي كان بطلاً جمهورياً من طراز، وبدأ قتال الحوثية في صعدة، قائداً لمجاميع قبلية، وهو ضابط في الداخلية وليس في الجيش حينها، وبعد الانقلاب شارك مع الشدادي في القتال في جبهات مأرب ونهم وصرواح، وقال الشدادي عنه قولته الشهيرة، إذا راح الشدادي باقي أبو هادي.

استشهد الشدادي حين عاهد مقاتليه بأن لا يعود من صرواح إلا شهيداً أو تتحرر صرواح، وبعد أن أوقفت الشرعية وقيادة الجيش مرتبات جنوده استدان مبلغاً كبيراً وصرف رواتب قواته وذهب يقاتل في صرواح، حينها منعته المؤامرة التي اغتالت علي عبد المغني قبله وبعده رفيق دربه أحمد أبو هادي ووصلته قذيفة مأمورة يعلم الله وحده من أرسلها.

وقبل استشهاد أبو هادي تمت مضايقة القائد محمد الحجوري، قائد لواء القوات الخاصة قائد محور حرض وصاحب السجل البطولي في مواجهة المليشيات، وتم إبعاد الحجوري عن محور حرض من خلال أدوات المؤامرة ذاتها.

جمع الحجوري جنوده حين شعر بالمضايقات وألقى كلمة قوية دعاهم إلى نبذ الخلافات والصراع الحزبي، وأكد أن اليمن لن تعود ما لم يكن لها جيش وطني مخلص ومتخلص من كل الانتماءات الحزبية والولاءات غير الوطنية.

ويتمحور جوهر استهداف الحجوري في رغبة قيادات عسكرية حزبية في ميدي بابتلاع لواء القوات الخاصة والسيطرة على القرار العسكري في محور حرض بعد أن وجدت الحجوري محمد حجرة في طريقها..

تخلص المتآمرون من محمد الحجوري بنفيه، ومن أحمد الحجوري بقتله، ومن حجور بتركها فريسة لمليشيات الإرهاب الحوثية الإيرانية.. بعد ذلك هل هناك من يقول إن الشرعية لا تخدم الحوثيين ومشروعهم الإمامي التدميري.
نيوزيمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى