اخبار اليمن

تحالف لإنقاذ التحالف من متاهة الشرعية.. هادي يغرق الرياض بأدوات مرتهنة لمشاريع مضادة

اخباري نت.
أغرقت الشرعية التحالف في متاهة فشلها وارتهان أطراف داخلها لجهات إقليمية تعمل أساساً ضد الرياض ودولة الإمارات، وتستخدم الملف اليمني بفاعلية كبيرة للإبقاء على مليشيات الحوثي قوة ذات تأثير كبير على الأرض.

مؤخراً بدأ نشطاء الإصلاح وقياداته مهاجمة التحالف والرياض بشكل مباشر، والترويج بأن حرب التحالف تستهدف الإخوان وليس الحوثيين، وذلك لتبرير تقارب حزبهم مع التوجهات الإقليمية التي تقودها قطر وتركيا وطهران، وتعتبر وقوف الإصلاح مع التحالف ضد الحوثيين خطأ يجب تجاوزه.

كما أن حديث نشطاء وقيادات الإصلاح ومسؤولين في الشرعية يحمل التحالف مسؤولية عدم تقدم الجيش الوطني وأن تعليمات صارمة تصدر من التحالف بعدم تقدم الجيش الوطني لتحرير المواقع التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية.

هذا الطرح الذي تسوقه ماكنات الإخوان المسلمين هو للهروب من انتقاد التحالف وأطراف داخل الشرعية لفشلها عسكرياً في الميدان، وانتشار فضائح الفساد داخل منظومة الجيش المسمى “جيش وطني” وهو بالأصل كيان في الكشوف أشبه بصندوق رعاية اجتماعية.

يحتاج التحالف إلى تحالف محلي على الأرض لإنقاذه من استغلال تحالف الشرعية والإخوان وبقايا النظام القديم ونقل مسار العمل العسكري ميدانياً إلى مربع آخر يمكن على مساحتة إحداث التفاف شعبي وعسكري وتجاوز حالة التذمر والإحباط وفقدان الأمل بإزاحة كابوس المليشيات من المشهد العام في البلاد.

ليس منطقياً مواصلة الحرب بقيادة تشكيلات عسكرية أثبتت خلال 5 أعوام أنها غير قادرة على تقديم المطلوب منها وطنياً وللتحالف، حسب اتفاقات الدعم والتمويل على الأقل، وكذلك عملية تقسيم المهام وتوزيع الوحدات وتسمية القيادات تحولت إلى مهمة لصناعة الفشل على الأرض.

بينما دفاع الإخوان وتحالف الشرعية عن الوضع القائم والخوف من دخول أسماء عسكرية مهنية كقيادات وأفراد أصبح عملا عسكريا يخدم مليشيات الحوثي ويضر بالتحالف وقبل ذلك بالرياض التي تتحمل كثيراً من دلال الشرعية وفسادها بحجة عدم تجاوز قيادتها، بينما قيادة الشرعية غير معنية بالحرج والمخاطر التي يسببها هذا الفشل للسعودية.

خمس سنوات كافية لتأهيل أي قوة عسكرية في الميدان متى ما أرادت قيادة هذه القوات أن تصدق في مهامها ونواياها، كما أن التذرع بالإمكانات ليس معقولاً، خصوصا وأن الرياض وفرت إمكانات كبيرة للقوات في مأرب وميدي وصعدة، وتحولت قوة أمنية في مأرب، هي الأمن الخاص، إلى أشبه بقوة جيش بآليات ثقيلة ومدرعة.

تتقاسم المناطق العسكرية الأولى والثالثة والخامسة والسادسة والسابعة ومحور تعز ومحور إب الفشل العسكري، رغم امتلاك هذه المناطق والمحاور تشكيلات عسكرية هائلة تكفي لإحداث فارق سريع على مسرح العمليات حال تمت إعادة هيكلة هذه التشكيلات وتسمية قيادات مهنية على رأسها.

غير أن توطين الفشل والفساد تحول إلى مهمة لتحالف الشرعية والإخوان لضمان استمرار الوضع دون تغيير على الأرض وتدفق الإمكانات المالية والعسكرية لتقويه تشكيلات جيش الإخوان المسلمين الذي يخوض حرباً خاصة به خارج مسار الحرب ضد مليشات الحوثي.

وحين النظر إلى ما يملكة الرئيس هادي من نفوذ داخل هذه التشكيلات يكفي معرفة أن هادي له في كل منطقة لواء حماية رئاسية، إضافة إلى الألوية الثلاثة التي كانت في عدن.. وللعلم مكث قائد لواء الحماية الرئاسية في المنطقة الخامسة أشهراً مختطفاً في مأرب حيث دولة علي محسن، ولم يطلق سراحه إلا الاثنين، بينما أشعل الإخوان حربا ضد الأشراف بسبب أرضية البرلماني الإخواني محمد الحزمي.

يعتقد هادي أو هكذا يخيل له أن الإخوان وعلي محسن هم سنده الأساسي، وأن بقية الأطراف يتربصون به، وتسكنه عقدة نظرية المؤامرة بشكل كبير تجعله ينقلب حتى على من يحاولون مساعدته بصدق وإخلاص، ويكفي استعادة طريقة إحراق هادي لأوراقه في الجنوب ابتداءً من مؤتمر شعب الجنوب وحراك النوبة وعيدروس وأتباعه والقائمة طويلة من الأسماء والمكونات، وفي المقابل يواصل تثبيت الإخوان وتقويتهم باعتبارهم الحليف المخلص.

يعمل هادي وبإصرار على إفشال التحالف من خلال أدواته المعطوبة، بينما يقف التحالف حائراً ينتظر معجزة تنقذه من الذين جاء لإنقاذهم من قيادات وتكتلات تحمل مشاريع تستهدف الرياض قبل المليشيات الحوثية خدمة لمحور إقليمي هو ذاته من يدعم ويساند مليشيات الحوثي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى