عربية ودولية

انتخاب برّي رئيساً لبرلمان لبنان يشعل زوبعة.. “العدالة ملغاة”

للمرة السابعة على التوالي ، انتخب مجلس النواب اللبناني نبيه بري رئيساً له في أول جلسة يعقدها البرلمان الجديد الذي بات يضم بعد الانتخابات النيابية الأخيرة كتلاً غير متجانسة، لا يحظى أي منها بأكثرية مطلقة.

فبـ 65 صوتاً مقابل 23 ورقة بيضاء و40 ورقة ملغاة من إجمالي 128، عاد حليف حزب الله على رأس البرلمان، محطماً آمال العديد من اللبنانيين الذين توقعوا أو ربما حلموا بتغيير ما وإن مستبعداً في المشهد النيابي بالبلاد.

صاحب أطول ولاية

وبهذا الانتخاب أو تجديد الولاية، يصبح بري البالغ من العمر 84 عاماً، صاحب أطول ولاية في رئاسة مجلس النواب في العالم العربي والأرجح في العالم، بعد سلسلة أزمات شهدها لبنان خلال السنوات الأخيرة بينها انهيار اقتصادي متسارع واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة وانفجار كارثي في مرفأ بيروت.

إلا أن اللافت هذه المرة أن التصويت له أتى “ضحلاً” على غير العادة. فالرجل الذي اعتاد أن يتبوأ المنصب بأغلبية مطلقة دون منازع، خطفه هذه المرة بـ “حلاوة الروح” كما رأى العديد من اللبنانيين. بما يظهر تراجع “الثنائي الشيعي”، حزب الله وحركة أمل (التي يتزعمها بري) في البلاد.

العدالة ملغاة!

بالتزامن مع بث تلك النتائج على وسائل الإعلام المحلية، انطلقت عاصفة من التعليقات والانتقادات على وسائل التواصل.

فقد شارك مئات اللبنانيين مقاطع من جلسة الانتخاب حيث تلا أحد النواب ما كتب على أوراق التصويت.
إذ سادت حالة من الهرج والمرج عند بدء فرز الأصوات بعد امتناع بري عن قراءة أوراق الاقتراع التي تضمنت عبارات عدة تعد ملغاة.

لكن عددا من النواب بينهم المستقلون اعترضوا على ذلك قبل أن يعود بري ويوافق على قراءتها علناً.

 البرلمان اللبناني(أسوشييتد برس)

البرلمان اللبناني(أسوشييتد برس)

وقد جاء في بعضها “العدالة لضحايا انفجار المرفأ”، في إشارة إلى عرقلة التحقيق في انفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من آب/أغسطس 2020، و”العدالة للمودعين”، في إشارة إلى الانهيار الكامل واحتجاز ودائع اللبنانيين في المصارف، و”لقمان سليم”، الناشط المعارض لحزب الله الذي اغتيل من دون أن يكشف منفذو الجريمة حتى الآن، و”الجمهورية القوية”.

ليرد بري بعبارة “ملغاة”!

ولعل تلك العبارة ألهمت آلاف التعليقات التي جاءت مؤكدة أن العدالة والديمقراطية ملغاة في بلاد، يتربع نائب على عرش البرلمان لعشرات السنوات بلا تغيير!

كما علق آخرون من الشباب والجيل الجديد ساخرين، ومعتبرين أنهم لم يعرفوا قط منذ فتح أعينهم رئيسا للبرلمان غير بري.

وبين هذا وذاك، رأى البعض أن مجرد منح حليف حزب الله 65 صوتاً فقط للمرة الأولى في مسيرته النيابية، يشكل صفعة قوية للثنائي الشيعي، الذي بات يدرك أن مزاج اللبنانيين الذين بات معظمهم تحت خط الفقر تغير!

أهالي ضحايا مرفأ بيروت

يشار إلى أنه في خطوة رمزية سبقت انعقاد الجلسة، انضم النواب المستقلون إلى أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص، في مسيرة على وقع هتافات “ثورة، ثورة” انطلقت من المرفأ، مروراً بساحة الشهداء التي شكلت مهد تظاهرات 2019، وصولاً إلى مقر البرلمان في وسط بيروت.

وكانت الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في 15 مايو فتحت المجال لوصول 13 نائباً مستقلاً على الأقل إلى البرلمان، بينهم أطباء ومحامون ومهندسون وأساتذة جامعيون انبثقوا من تظاهرات 17 أكتوبر 2019 التي طالبت بإسقاط كل الطبقة السياسية التقليدية، جراء الانهيار الاقتصادي غير المسبوق في البلاد، والفساد الذي نهش الدولة من جذورها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى