اخبار اليمناخبار خاصةبالادلةتقاريرملفات وقضايا

عاشورا لدى الحوثية | مساحة نهب اقتصادي وميدان تأجيج للصراعات !

:

حولت عصابة الحوثي الارهابية المدعومة من إيران المناسبات الدينية ومنها يوم عاشوراء الى فعاليات سياسية واقتصادية تجني من خلالها اموالا طائلة

من الجبايات المالية التي تفرضها بقوة السلاح على التجار في مناطق سيطرتها.

ومنذ مئات السنيين يحيي اليمنيون المناسبات الدينية باختيارهم وبعيدا عن الخرافات والخزعبلات التي لا علاقة لها بالدين والتي سعت عصابة الحوثي من خلالها الى تجريف الثقافة اليمنية واستبدالها بالثقافة الفارسية التي تعتمد على الخرافة والبدع والافكارالدخيلة على المجتمع اليمني.

هذه القضايا وغيرها نناقشها مع نائب مدير عام مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بتعز الشيخ / مختار الرميمة وفيما يلي حصيلة هذا اللقاء :

تقليد النموذج الإيراني

— ارتبط يوم عاشوراء في حياة اليمنيين باعتبارها مناسبة دينة لكن عصابة الحوثي استغلتها بشكل سيئ ورخيص ممكن توضح للقارئ الكريم كيف ذلك؟

كأسلوب مستورد تحاول عصابة الحوثي تقليد النموذج الرافضي الصفوي الإيراني في نشر أباطيلهم وجذب العوام إليها من خلال إحياء العشرات من المناسبات الدينية ، التي يستخدمونها للاستحواذ الفكري والثقافي والإعلامي على عقول اتباعهم ، فمناسبة يؤججون فيها مشاعر الحزن لديهم لإثارة كراهيتهم وحقدهم تجاه خصومهم، ثم تليها مناسبة فرائحية لإثارة مشاعر الانتماء والاعتزاز بقادتهم وإنجازاتهم، ولاجل استمرار هذا التأثير وزعت المناسبات الرافضية على شهور العام بل أسابيعه ، ليبقى اتبعها مستنفرين ، منشغلين بها فلا يتاح لهم فرصة للتفكير والمراجعة في مشروعيتها ، بل في الدين والمرجعية والهدف من حياتهم، فيعيشيون طوال اعمارهم ، تابعين وخادما لأسيادهم بلا عقل ولا رؤية ، قد ملئ حقدا وبغضا على ماضيه وحاضره ، وأصبح مثل” الربوت آلالي” يقال له ابكي فيبكي ، اضحك فيضحك ، اقتل فيقتل .يعيش لهذا ويموت عليه .

_ ما الموقف الشرعي من الاحتفال بهذه المناسبة، والافراط والمبالغة في احياءها ؟

ارتبطت عاشوراء كيوم وتاريخ بحدثين في تاريخ الأمة :

الحدث الاول :

ارتباطها بحدث نصر وعزة :

“فعندما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه” . متفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما .

فأصبح صيام يوم عاشوراء سنة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بتشريع الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في النص الصحيح الوارد أعلاه .

الحدث الآخر :

حادثة مقتل الحسين بن علي في كربلاء سنة ٦١ هجرية ، والتي اتخذها الرافضة ذكرى بكاء ولطم لوجوههم وضرب لأجسادهم لقتلهم الحسين وخذلانهم له ولأهل بيته .

فهل لفعلهم هذا من مشروعية ؟

الجواب لا .

استثمار سياسي خبيث

فإن قالوا : بأن موت الحسين رضي الله عنه كان مصيبة ، وأنهم حين يتذكرونها يعبرون عن مصابهم بتلك الأفعال الشنيعة !!!

فنقول لهم : من حيث كونها مصيبة لا إشكال في ذلك ونحن نقول لعنة الله على من قتل الحسين ومن خذله ، لكن قد مات من هو خير من الحسين وما شرع لأحد أمام موتهم أو قتلهم الا الاسترجاع، والصبر ، والبكاء المشروع.

ولماذا لجأت الى تخصيص الحسين رضي الله عنه بهذه الذكرى وما ابتدع فيها من بكائيات ولطميات وضرب الأجساد وادماؤها؟

إن الدافع لذلك لا يفسره الا الاستثمار السياسي الدنيء للحادثة الذي مارسه الروافض الصفويون على مدار التاريخ الاسلامي كما سنبين ذلك لاحقا .

لكن لماذا الحسين بالذات وقد قتل أباه علي وقتل أخاه الحسن بن علي ، ولماذا استثمرت هذه الحادثة من قبل الاثنا عشرية الروافض دون غيرهم ؟؟

تم ربط هذه الحادثة بمسارين :

المسار الأول : علاقة المصاهرة حيث أن الإمام الحسين تزوج بنتا لأحد ملوك فارس .

المسار الثاني : علاقة المباشرة والممالئة على قتله رضي الله عنه : حيث تثبت المراجع أن رافضة العراق هم من دعوه للقدوم عليهم لكي يأمروه عليهم ، فلم وصل إليهم تفرقوا عنه وخذلوه وانحازوا لجيش اعدائه وقتلوه .

فالروافض استغلوا العلاقة الأولى صناعة دين جديد يضاهئون به دين الإسلام ، واتخذوا من مقتل الحسين مناسبة للثأر من أبناء الإسلام .

وعبر أكثر من ألف عام واستغلالا لمثل هذه المناسبة يثير الروافض هذه الفتنة لإثارة العداوات وإعلان الثأرات ، توصلا إلى سفك دماء المسلمين الأبرياء .

فكل من هم على غير دينهم فهو قاتل الحسين شاء أم أبى … مع أن الحقيقة التاريخية الثابتة ترد عليهم بالقول :

” لعنكم الله تبكون علينا ، فمن قتلنا غيركم ”

منسوبة لعلي زين العابدين في خطابه لأهل الكوفة وهي ثابتة في مراجع الشيعة قبل مراجع السنة .

– كيف يتم استغلال هذه المناسبة من قبل عصابة الحوثي وتحويلها من مناسبة دينية إلى حدث سياسي ؟

– كما قلنا سابقا ان إحياء مآتم عاشوراء هي من خصائص الاثنى عشرية الرافضة ، وشاركهم فيها جل فرق الباطنية، بكل ما فيها من إظهار الحزن والضرب على الصدور والظهور وغيرها بالسلاسل وإسالة الدماء والنواح وإعلان سب الصحابة الكرام، رضي الله عنهم، والمناداة بثارات الحسين -رضي الله عنه- ، ناهيك عما يصاحب هذه البدعة المنكرة من الشرك الصريح بالله تعالى وما يتبع ذلك من تأجيج روح العداوة والبغضاء بين الأمة، وهذه البدعة وافدة على اليمن وعلى المذهب الزيدي وليست معهودة في ثقافته، بل المشهور عن جل علماء الزيدية، النهي عنها والتشنيع على أهلها.

لكن عصابةالحوثي ونتيجة لتقليدهم للفكر الصفوي الرافضي المستورد حذو القذة بالقذة ، في احياء كثير من المناسبات التي تعتبر دخيلة على المجتمع اليمني ، وتضحك من شر البلية التي وقعوا فيها حتى ترى بعض المقاطع التي تصور إحياء الحوثيين لهذه المناسبة ومحاولتهم تقليد الروافض في اللطم ، وكيف أنهم لا يجيدون اللطم بالكيفية الموحدة التي يفعلها الروافض في إيران مثلا. لكنه شيء فرض عليهم ولن ترضى عنهم إيران إذا لم يثبتوا لهم صدق انتمائهم وجدية اتباعهم .

وهذه المناسبة وغيرها، بل كل دين الشيعة هو السياسة ولا شيء غيرها ، فإحياء ذكرى الغدير ١٨ ذي الحجة عيد ومناسبة لما فيها من إعلان الولاية ، والاستحقاق للحكم لعلي رضي الله عنه وأولاده من بعده كما يزعمون .

فأحياء ذكرى عاشوراء ١٠ محرم ، مناسبة بكاء ولطم لحرمان الحسين رضي الله عنه من حقه في الحكم وقتله على إثر ذلك حد زعمهم.

كما ان عداوتهم للخلفاء الراشدين إنما هو بسبب سلبهم الحكم وحرمان علي بن ابي طالب ماهو له بمقتضى الاصطفاء الإلهي ، ولذلك هم ضلال منحرفون وفق مفهومهم.

كما يرون ان امة محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم في انحراف وضلال لكونهم ارتضوا بحكم الخلفاء الراشدين ، ولا صلاح ولا هداية لأمة محمد حتى تعطي الحق والحكم والسياسة لأهلها .

ولو سألتهم :

– من يقصدون بأهلها ؟؟؟

لقالوا : علي رضي الله عنه وابنائه .

– ومن هم أبناء علي وفاطمة في أيامنا هذه ؟

سيقولون علي خامنئي في ايران وعبد الملك الحوثي في اليمن !!!

– فما هي مؤهلاتهم للحكم ؟

سيكون الجواب :

النطفة الطاهرة .

والاصطفاء الإلهي لهم .

واختيار الله لهم لحكم الناس .

وكونهم قرناء القران ، والمكلفين من الله بتفسيره وبيانه .

وطبعا كل هذا الكلمات ليس تجنيا عليهم ، إنما هو ما وارد في ملازم سيدهم الهالك حسين الحوثي ووالده بدر الدين في كتبه .

فهل يقبل عاقل مثل هذا الكلام ؟

نعم لن يقبل به عاقل ، ملكه الله عقلا يميز به بين الحق والباطل ، وصادق الكلام وكاذبه !!!

ولأجل ذلك ولان العقل والفكر هو عدو الحوثي الاول لجأت هذه المليشيات إلى تغييب عقول أبناء اليمن باستخدام الوسائل الآتية :

١- تجهيل أبناء اليمن .

٢- احياء هذه المناسبات لإثارة العصبيات والسلاليات التي تضيع العقول وتجعل المتعصب يسير بغير هدى .

٣- تعبئة العقول الفارغة بالدورات الثقافية والدورات الصيفية .

٤- نشر المخدرات والترويج لتجارتها .

٥- شغل العقول بصراعات الماضي ، حتى لا يفكر بحاضره ومصالحه.

٦- الترويج الإعلامي الباطل وتكثيفه من منطلق أكذب أكذب حتى يصدقك الناس .

٧- احتكار العلم والمعرفة عليهم ليصبحوا المصدر الوحيد للحقيقة ، في مقابل ذلك منع أي نشاط علمي معرفي لغيرهم .

خطر الفكر السلالي

وفق ذلك ماهي المخاطر المترتبة على سيطرة عصابة الحوثي على اليمن؟

لم يقتصر خطر هذا الفكر السلالي الحوثي البغيض على دين وعقيدة أبناء اليمن ، وخطره على عقول أبناء اليمن كما سبق بيانه ، وانما تعدى هذا الخطر إلى الكليات الخمس المرتبطة باليمنين كبشر ، هذه الضروريات التي انزل الكتب وأرسل الرسل وشرع الشرائع لأجل حفظها على الإنسان ، فالخطر والشر والفساد الحوثي طال كل شيء في اليمن ، وأصبح الانسان اليمني في حال خطر واقع ومتوقع تشكله هذه المليشيات على :

دينه

وروحه

وعقله

وماله

وعرضه .

يقتل أبناء اليمن لأجل عبد الملك الحوثي والسلالة، وتنهب أموال أبناء اليمن بحجج واهية وبحجة الخمس حينا ، ومجهود حربي ، وأحياء مناسباتهم [المولد – الغدير – عاشوراء – وفاة فاطمة – ولادة علي ، يوم الشهيد – يوم القدس وهلم جر ] .

مناسبات ما أنزل الله بها من سلطان والشعب اليمني يدفع ماله غصبا عنه وتحت القوة والقهر والا اعتبروه عدوا لأهل البيت ، ومع العدوان وعيال يزيد وقتلة الحسين !!!

أبناء اليمن يدفعون إلى الموت ويلقى بفلذات أكبادهم إلى محارق الموت ليقدموا كقرابين لأله السلالة .

تهدم مساجدهم وتفجر منازلهم .

تنهب ثروات البلاد ، ويرغم أبناء اليمن على تمويل حرب عصابة الحوثي ضد أبناء اليمن ، وتمويل مناسباتهم ، وما يترتب على ذلك من إثراء فاحش لأبناء السلالة الأصليين على حساب تجويع و افقار جميع أبناء اليمن .

ولماذا كل هذا الظلم وهذا الفساد وهذا القتل ، والتهجير ، والغربة والنزوح والمذلة ، والتجويع والحصار الذي عم جميع أبناء اليمن ؟

– كل ما لاقاه ويلاقيه الوطن اليمني والإنسان اليمني من يوم ظهرت عصابة الحوثي إلى اليوم لأجل أن يحكم عبد الملك الحوثي !!!

وياليتهم يفعلون ذلك بدافع من الانتماء والولاء لليمن ، لكنهم يفعلون ذلك ويضحون بوطن وشعب بكامله خدمة للمشروع التوسعي الصفوي الإيراني .

وهل سيستطيعون تحقيق مرادهم ؟

بمعنى اخر هل سيقبل أبناء اليمن التضحية بوطنهم ، تاريخه ، وحاضره ومستقبله ، وبحريتهم ، وبثروات بلادهم ، وبعرق جبينهم ، لأجل مشروع السلالة واطماعه وخرافاته ؟

اللهم- أكيد لا لن يقبلوا

لكنها الدهشة من خطر لم يكن متوقع ، والذهول من وقع شدة المؤامرة ، والخلاف البيني ، والمناكفة السياسية ، كل ذلك وغيره ادخل اليمنيين في مرحلة تيهان لن تدوم كثيرا ، فالعمق الحضاري لليمن ، والتعلق الديني الفطري لابنائه ، والفقه والحكمة لعقلائه ، والشجاعة والغيرة لرجاله ، يجعل من القبول بهذا الفكر ، والخضوع له من سابع المستحيلات ، وان غدا لناظره لقريب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى