تقارير

الحوثيون يناقضون انفسهم .. ويحولون التهويلات الى حقائق !

اخباري نت.. مدير التحرير* |  منذ نشأة الحركة الحوثية .. مضى  خصومها السياسيون والدينيون في سبيل مواجهتها وخوض سباق المنافسة معها في معترك السياسة الى تخويف الشارع اليمني من المبادئ والمنهجيات الجديدة والمستحدثة والدخيلة للحركة ..وخطرها على قيم وموروثات المجتمع اليمني المتعايش والمتناغم في كل امزجته وتراثه الثقافي والوطني والديني .. ولأن اولئك الخصوم او من تبنوا هذا الترهيب .. ليسوا ملائكة كما يقال .فقد كان ينظر اليها الشارع اليمني نوع من الكذب والتدليس السياسي الرخيص  الذي ما انفك اولئك يمارسونه على كل خصومهم في الساحة ومحاولة شيطنتهم.

ولم يكن خافيا ان هناك مبالغات وسيناريوهات ومواقف زيفت بشكل هزلي ومفضوح..

وما توقفت حركة الحوثيين في دحض تلك المزاعم واعتبارها تاتي في اطار التحريض لتغطية الاقصاء والتهميش والاستفراد والاستئثار بالسلطة .. ورغم مراوحة الشارع اليمني بين المتعاطف معهم وبين المتخوف منهم.. وكسبت الحركة تاييدا واحتضانا تجاوز المنطقة والعرق والمذهب .. فقد  كانت هناك نوع من الطمأنة بأن اليمني لا يغير جلدته وبان ما يجري هو صراع سياسي محض يتخذ من الورقة الدينية والمذهبية غطاء لتهييج الشارع .. كما حدث في احتجاجات 2011م .. حين تحول مفهوم “الثورة” للتغيير نحو المزيد من المؤسسية والمدنية .. الى “جهاد” بين كفارا و مسلمين .. ومن منصة التغيير تم التبشير بعهد جديد من الخلافة .!

غير انه وبعد 3 اعوام من خروج الحركة الحوثية من قمقمها وسيطرتها على صنعاء وسدة القرار فيها .. تبدأ هذه الحركة في اجبار الشارع الى اعادة هواجس خوفه الى الواجهة .. في ان مسارا تصاعديا للخطاب السياسي والديني الذي تقدمه .. بدا يخرج عن المالوف والمعتاد.. واصبح يهذي باحداث ومواقف لم تكن حاضرة في السنين الماضية..

ورغم المآخذ الكبيرة على الحركة اداريا وسياسيا .. وفشلها الذريع في تحقيق ادنى ما افلح السابقون في تحقيقه خدميا واقتصاديا .. الا ان المخاوف تتمركز اكثر في ما باتوا يبثونه من خوض عميق في الخلاف المذهبي وعبر الاعلام .. بل حتى الاعلام الرسمي للدولة والذي من المفترض ان يقدم خطابا متماهيا مع كل فئات واطياف المجتمع اليمني.

يخشى اليمنيون من اذكاء نار الفتنة والصراع الذي يؤججه الحكام الجدد والذين لا يزالوا دون التفكير بكونهم باتوا حكاما لمجتمع متنوع يجب ان يكون حاضرا في وعيهم وممارساتهم. . فطفى على السطح مؤخرا خطاب عدائي استعلائي متكور في نبش ماضي عتيق لا مبرر لنبشه الا الاصرار على توسيع الفجوات وتمكين كل المخططات والمخاوف من ان تصبح واقعا تصنعه الحركه لا خصومها..

هل رايتم احتفائية بذكرى استشهاد الحسين .. وهل تشابه سابقاتها في السنين الماضية .. من حيث اليافطات والتحشيد والتهريج الاعلامي الذي سبقها هذه المرة بأيام ..

وما الذي يريد الحوثيون ان يقنعونا به .. هل هم صورة متدرجة لتجربة خمينية معلبة .. ام انهم ورثة الحسين .. وما دونهم اعدائه ..؟

الم يكفي هؤلا الحمقى ان حشدوا ضدنا الاقليم والعالم لندخل في اتون حرب مستحدثة.. فباتوا يستنطقون خلافا مدفونا ويحشدوا له .. وكان الحروب والعدائية باتت هي بيئتهم الوحيدة الصالحة للبقاء.. ؟

*احمد حسين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى