عربية ودولية

السعودية: لجنة مكافحة الفساد توقف أمراء ووزراء سابقين وحاليين

اخباري نت – أوقف 11 أميرا وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين مساء السبت 04 نوفمبر 2017 في السعودية وفق وسائل إعلام، في حملة تطهير غير مسبوقة في المملكة يفترض أن تسمح لولي العهد الشاب بتعزيز سلطته. كما صدرت أوامر ملكية بإعفاء وزير الحرس الوطني ووزير الاقتصاد والتخطيط وإحالة قائد القوات البحرية إلى التقاعد، بحسب وكالة واس.

جرت الحملة بعد ساعات على تشكيل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها الى نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فقضت بتوقيف 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين، بحسب ما ذكرت قناة العربية.

أصدر العاهل السعودي أمراً ملكياً قضى “بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعضوية رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ورئيس ديوان المراقبة العامة، والنائب العام، ورئيس أمن الدولة.

وبحسب الأمر الملكي الذي نشرت نصه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فإن اللجنة مكلفة “بحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام”، وقد باشرت اللجنة التحقيق في الفيضانات التي شهدتها مدينة جدة الواقعة في غرب المملكة على البحر الأحمر في 2009 وأدت الى مقتل 123 شخصا وتشريد الآلاف.

ومنح الملك سلمان اللجنة صلاحيات “التحقيق، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها، ولها الحق في اتخاذ أي إجراءات احترازية تراها حتى تتم إحالتها إلى جهات التحقيق أو الجهات القضائية بحسب الأحوال.

وعلقت هيئة كبار العلماء بالسعودية على موقع تويتر مؤكدة أن “محاربة الفساد لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب”.

وأقال الملك سلمان بموجب أوامر ملكية وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وعيّن بدلا منه الأمير خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، كما أعفى وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه وعين مكانه محمد التويجري، بحسب ما ذكرت وكالة واس.

كذلك أصدر الملك سلمان أمرا ملكيا قضى بإنهاء خدمة قائد القوات البحرية الفريق الركن عبد الله بن سلطان بن محمد السلطان بإحالته إلى التقاعد، وترقية اللواء البحري الركن فهد بن عبد الله الغفيلي إلى رتبة فريق ركن وتعيينه قائداً للقوات البحرية.

كما أفادت مواقع الكترونية سعودية أن من بين الموقوفين الأمير الملياردير الوليد بن طلال، غير أنه لم يتم التأكيد رسميا على ذلك.

قال الخبير في شؤون الخليج في معهد بيكر بجامعة رايس الأميركية لوكالة فرانس برس “يبدو أن نطاق ومدى هذه الاعتقالات لم يسبق لهما مثيل في التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية”. وأضاف “إذا تأكّد اعتقال الامير الوليد بن طلال، فسيشكل ذلك موجة صدمة على الصعيد الداخلي وفي عالم الاعمال الدولية”.

وقال مصدر في المطار لوكالة فرانس برس ان قوات الامن منعت طائرات خاصة في جدة من الاقلاع وذلك منعا لمغادرة شخصيات الاراضي السعودية.

التصدي للمعارضة

يعمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أحكام قبضته في السياسة والاقتصاد، بحسب ما يرى محللون، عبر استراتيجية مزدوجة: التصدي لأي معارضة، واستقطاب الجيل الشاب الى حلقة طموحاته.

اتخذ الأمير الثلاثيني منذ تعيينه في منصبه في حزيران/يونيو الماضي إجراءات سياسية وأمنية عديدة بهدف تعزيز نفوذه في المملكة قبل ان يتوج في المستقبل ملكا خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز (81 عاما).

كما تعهد في نهاية أكتوبر 2017 بقيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الافكار المتشددة، في تصريحات جريئة شكلت هجوما عنيفا ونادرا من قبل مسؤول سعودي رفيع المستوى على أصحاب الافكار المتشددة في المملكة المحافظة التي بدأت تشهد في الاشهر الأخيرة بوادر انفتاح اجتماعي.

قال الأمير محمد متحدثا خلال منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي أقيم في الرياض “نحن فقط نعود الى ما كنا عليه، الاسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الاديان وعلى جميع التقاليد والشعوب”، مضيفا “70 بالمئة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار مدمرة، سوف ندمرها اليوم وفورا”.

وتسارعت بوادر الإنفتاح الإجتماعي في المملكة منذ بروز دور الامير محمد في العام 2015 حين كان وليا لولي العهد. وفي 2016، أعلن الامير عن خطة اقتصادية شاملة تحت مسمى “رؤية 2030” تقوم على تنويع الاقتصاد المرتهن للنفط وتركز على قطاعي السياحة والترفيه، وعلى تفعيل دور المرأة في الاقتصاد.

وعلى صعيد الإصلاح الاجتماعي، اتخذت السعودية مؤخرا خطوة تاريخية إذ سمحت للمرأة بقيادة السيارة اعتبارا من حزيران/يونيو المقبل، وألمحت الى امكانية السماح بإعادة فتح دور السينما قريبا، كما أعادت بعض الحفلات الغنائية الى دور الموسيقى في الرياض وعلى شاشة القناة الرسمية الثقافية.

وشهدت السعودية في سبتمبر 2017 حملة توقيفات شملت أكثر من 20 شخصا بينهم رجال دين بارزون وشخصيات معروفة.

ورأى محللون ان بعض الموقوفين معارضون للسياسة الخارجية المتشددة التي تتبعها السعودية حاليا، خصوصا فيما يتعلق بالأزمة مع الجارة قطر، بينما ان بعضهم الاخر ينظر بريبة الى الاصلاحات الاقتصادية التي يعتمدها الامير محمد، وبينها تخصيص قطاعات عامة وتقليل الدعم الحكومي.اخب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى