اخبار اليمن

الإصلاح المنتشي بنصر المدينة القديمة يسقط وحيداً في وحل الهزيمة

تعز، نقلا عن نيوزيمن، :

أثارت العملية العسكرية، التي أعلنها محور تعز العسكري قبيل عيد الفطر بأيام، تساؤلات عن أهداف العملية ونتائجها وتوقيتها بعد أن توقفت بعد تقديم عدد من الشهداء الذين يشكل تواجدهم في خطوط التماس مكسباً للمحافظة استناداً إلى ما قدموه من تضحيات سابقة وانتصارات لا أحد ينكرها.

جاءت العملية المرتجلة إلى حد بعيد لتنهي أشهراً طويلة من السبات الذي عاشته الجبهات في مدينة تعز، وبعد صراعات وحروب بينية بين رفاق السلاح داخل المدينة أهدر فيها كميات كبيرة من الذخيرة والجهد وكانت الخسارة المعنوية أكثر وقعاً على الحاضنة الشعبية للقوات التي تشترك في قتال الحوثيين وتحديداً الموالية لحزب الإصلاح.

ومع أول طلقة وسقوط أول شهيد كان التطور الأكثر غرابة هو أن من ناصروا الحرب ضد المليشيات وشكلوا سنداً مهماً، وقدموا تضحيات جسيمة في مؤازرة المقاومة، كما تسمى في تعز حتى اللحظة، هذا التطور هو إعلان أنصار المقاومة فشل العملية العسكرية في بداية تدشينها وحتى السخرية منها وعدم اليقين بأنها عملية صادقة النوايا.

بعد توقف العملية كانت النتيجة مؤلمة وصادمة، حيث أربعة أيام من القتال والكثافة النارية لم يحقق الهجوم أي تقدم ميداني، بل ذهب عدد من الشهداء والجرحى ضحايا عملية عسكرية أدارها مجموعة من قيادات الإصلاح في تعز وانتهى الحال بهم مصابين بشظايا قذيفة حوثية، كما أعلن عن عبده حمود الذي نقل للقاهرة وسالم الموجود في تعز، كون إصابته خفيفة.

حالة من الإحباط واليأس تسكن أرواح المقاتلين في تعز، وتذمر من أن تسجيل أي اختراق ميداني ضد المليشيات يحتاج إلى أشبه بالمعجزة تنتشل أولا المقاتلين من أجواء الصراع الداخلي والفرز السياسي والمناطقي وتتجاوز العدمية القيادية لرأس هرم محور تعز ومساعديه الخارجين عن الجاهزية المهنية قبل أي اعتبار.

صحيح أن هناك عوامل ميدانية تتعلق بمسرح العمليات كان لها دور محوري في فشل عملية قطع الوريد التي أعلنها محور تعز، غير أن الزخم الذي كانت تخلقه العمليات السابقة ضد المليشيات لم يعد موجوداً بعد أن أفشل الإصلاح العلاقة مع رفاق السلاح وأفسد العلاقة أيضا مع التحالف العربي، كما أشار لذلك المحافظ السابق أمين محمود، حيث لم يشارك طيران التحالف ولو بالتحليق في أيام العملية المعطوبة، وهذا الأمر عزز أيضا من روح الانهزام لدى المقاتلين بأنهم يتحركون في عملية انتحارية غير محسوبة النتائج.

منح الإصلاح المليشيات الحوثية مساحة كافية من الوقت لترتيب تواجدها على أطراف تعز ومرتفعاتها وتفخيخ مناطق التماس وإعادة التموضع بأريحية تامة كون الإصلاح كان مشغولا بجبهة صراع داخلية ممثلة بكتائب أبي العباس والمحافظ السابق أمين محمود، حيث أفردت جل وقتها طيلة عام كامل لهذا الملف الداخلي وتركت المليشيات تؤسس واقعا جديدا على أطراف مدينة تعز.

خسرت العملية الأخيرة وجود كتائب أبي العباس ومقاتليها في المعركة بما يملكونه من سلاح نوعي ووفرة ذخيرة وآليات عسكرية كمدرعات ومدفعية، وكذلك مقاتلين تمرسوا على حروب المدن، وكان لهم نصيب وافر من تحرير غالبية مناطق تعز الشرقية والجنوبية أيضا، إلى جانب كتائب حسم التي تأطرت في اللواء الخامس حرس رئاسي والتي لم تشارك بفاعلية في العملية الأخيرة.

كما افتقرت العملية للغطاء الجوي من قبل التحالف العربي، حيث وفر غياب الطيران على المليشيات جهدا كبيرا واستخدمت السلاح الثقيل بأريحية وكثافة، وهو ما شكل فارقا أيضا في مسار المعركة، كما أن غياب التنسيق وعدم تحريك بقية الجبهات منح المليشيات حرية نقل التعزيزات بسهولة فائقة من جبهات تعز إلى مسرح المواجهات غرب وشمال المدينة.

أراد الإصلاح تحقيق نصر ولو بسيط للظفر بجرعة معنوية تنقله من مربع الصراع الداخلي مع رفاق السلاح للسيطرة على المدينة إلى ساحة المواجهة مع العدو الأول لتعز واليمن بشكل عام، مليشيات الحوثي.. غير أن الإصلاح وجد نفسه يدفع أول أثمان مشاريعه الاستحواذية والإقصائية بحق شركاء النضال، وكان الثمن هزيمة نكراء بددت نشوة الانتصار الغاشم على رفاق المتارس والسلاح، كتائب أبي العباس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى