اخبار اليمنتقارير

استراتيجية جديدة للاخوان في السطرة على الجيش في تعز وجره إلى أتون الصراع الداخلي

 

تمر تعز في منعطف خطير بعد جرها إلى أتون الصراعات الداخلية المسلحة التي تصاعدت مع انتقالها إلى مناطق جديدة خارج المدينة وتحديدا إلى مدينة التربة في قلب قضاء الحجرية والتي تعد بمثابة المدخل الجنوبي لتعز، وشريان الحياة الوحيد للمدينة المحاصرة.
انتقال الصراع الداخلي المسلح إلى منطقة التربة لم يكن وليد اللحظة بل جاء نتاجا لمخطط دقيق مر بشكل دراماتيكي بقيادة جماعة الاخوان المسلمين وذراعها المسلح في تعز والذي يقوده عبده فرحان سالم، حيث بدأ الاخوان المسلمون مسلسل محاولات الاستحواذ على تعز من استحواذهم على مفاصل الجيش والأمن في المحافظة بتسهيل ودعم من نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر ومدير مكتب رئاسة الجمهورية عبدالله العليمي الذي كان لهما الدور الأبرز في اصدار القرارات والتعيينات العسكرية لأتباع جماعة الاخوان المسلمين ما مكن الجماعة من الاستحواذ على قيادة المحور وعدد من الألوية العسكرية بالاضافة إلى المؤسسة الأمنية، حيث تم منح ما يربو على 120 رتبة عسكرية لموظفين في قطاع التربية والتعليم أبرزهم عبده فرحان سالم الذي تم منحه رتبة عميد وتعيينه مستشارا لمحور تعز.
وعبده فرحان المشهور بــ”سالم” هو القائد الفعلي للجناح المسلح لجماعة الاخوان المسلمين في تعز، وهو أحد الأفغان العرب الذين شاركوا في حرب أفغانستان وتلقوا تدريبات عسكرية هناك، كما يعد واحدا من أبرز من شاركوا باقتحام الجنوب في العام 94م ليتسلم المهام العسكرية للاخوان المسلمين في عدن وتعز ويلعب دوره كقائد فعلي وغير واضح في الصورة للمجاميع المسلحة لجماعة الاخوان المسلمين في تعز والتي تعمل تحت يافطة الدولة في حين ولاؤها المطلق للجماعة، وظل سالم متواريا عن الأنظار ويقود الملف العسكري بسرية قبل أن يكشف أمره من قبل الشيخ السلفي أبو العباس لتضطر جماعة الاخوان بعد ذلك على اظهاره للعلن ومنحه رتبة عميد وتعيينه مستشارا لمحور تعز بدعم من علي محسن الأحمر.
عمدت جماعة الاخوان المسلمين مبكرا للاستحواذ على الجيش فقامت بإنشاء العديد من المجاميع المسلحة التي سيطرت من خلالها على قيادة الألوية العسكرية كما قامت بتسجيل استمارات الجيش داخل مقراتها الحزبية ليكون حصيلة ذلك قوام ضخم للمؤسسة العسكرية والأمنية يبلغ 40 ألف في الجيش و10 ألف في الأمن معظمها أسماء وهمية كما سعت جماعة الاخوان لإنشاء ألوية عسكرية جديدة مثل اللواء 145 مشاة والرابع مشاة والخامس حرس رئاسي، ولتقوم بعد ذلك بافتعال الصراع المسلح داخل المدينة ضد كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 مدرع، حيث شهدت المدينة عدة جولات من الصراع انتهت باخراج كتائب ابو العباس من المدينة.

بعد ذلك وضع الاخوان المسلمون أعينهم على منطقة التربة والتي سيطروا على إدارة مديرية الشمايتين فيها، وتم انشاء لواء وهمي اسمه اللواء الرابع قامت مجاميعه المسلحة بالسيطرة على مناطق سكنية في التربة، وهو لواء غير معروف قوانه ولا نطاقه ولا آلية تشكيله، ليقوم قائد المحور اللواء الركن خالد فاضل بتحرير مذكرة إلى قائد اللواء 35 مدرع يطالبه فيها بسحب قواته من التربة والتي تعد ضمن نطاق عمليات اللواء، كما طالب خالد فاضل الموالي لجماعة الاخوان بتسليم منطقة التربة للواء الوهمي التابع للجماعة.

الآلة الاعلامية التابعة للاخوان وفي ذروة التصعيد التي تشهدها منطقة التربة سربت وثيقة قالت انها القرار الجمهوري الخاص بإنشاء اللواء، لكن الملاحظ في الوثيقة المسربة هي احتواءها على ترويسة وزارة الشؤون القانونية مع أن القرار عسكري وليس مدني، كما أن عنوان القرار تضمن عبارة ”ترقية تعيين قائد الأول الرابع مشاه جبلي” وهو القرار الذي قضى بتعيين العقيد أبوبكر الجبولي الذي كان مديرا لمكتب محافظ عدن الأسبق.

الآلة الإعلامية لجماعة الاخوان بالتزامن مع ذلك شنت حملة تحريض ضد العميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع واتهمته بالتمرد وقيادة ميليشيات، كما شنت حملة تحريض ضد السعودية والامارات التي تقودان دول التحالف العربي، وهو ما يضعه المراقبون في خانة الدور الذي تلعبه دولة قطر ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية في اليمن وخاصة في تعز.
حملات التحريض الاعلامية لجماعة الاخوان والمرتبطة بدولة قطر طالت أيضا محافظ المحافظة واتهمته بتجاوز صلاحياته وذلك بعد تحريره مذكرة إلى قائد المحور طالبه فيها برفع النقاط المستحدثة للواء الرابع مشاة وسحبه إلى جبهة حيفان، كما حذر قائد المحور من انفجار الوضع في مديرية الشمايتين بين قوات اللواء 35 مدرع واللواء الرابع مشاه جبلي محملا اياه المسؤولية الكاملة عن دلك.

سلوك الاخوان المسلمين اثار حالة من السخط لدى الشارع الذي يتهم الجماعة بالسيطرة على الجيش وجره للصراعات الداخلية بينما يترك المعركة الحقيقية ضد الانقلابيين الذين لا يزالون في أطراف المدينة، وهو ما يعده البعض أمرا مخططا له ويأتي في سياق ابتزاز التحالف العربي لتقديم المزيد من المال والسلاح كما يأتي في سياق التقارب الايراني القطري الذي بدأ اثر الأزمة الخليجية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى