تقارير

احباط لمعنويات الشعب .. تعزيز لقوة المليشيات !

اخباري نت ، جلال محمد:

ما إن أعلن التحالف والقوات المشتركة توقف عمليات تطهير الحديدة، حتى انتكست حالة النشوة والفرح لدى المواطن اليمني خصوصاً في العاصمة صنعاء، والتي كان يترقبها ويتابعها بشغف سير العمليات العسكرية وكيفية سحق قوات الكهنوت الحوثية وتعريتها أمام الشعب والعالم كعدوة للحياة والإنسانية، وما أقدمت عليه من أساليب داعشية في محاولاتها التصدي للقوات المشتركة.

يبدو المواطن اليمني مهموما وغير متفائل بجدوى الدعوات الإنسانية والأعمال الإغاثية الرامية لتخفيف الضغط على الجماعة الحوثية بالمقام الأول، خاصة في ظل خروق فاضحة للهدنة في الحديدة وما تقوم به الجماعة من إعادة تموضع وتزود بالمؤن والمقاتلين، فضلاً عما تمارسه من انتقام بحق السكان من أبناء الحديدة بحجة تعاونهم مع القوات المشتركة، وينتاب قطاعاً واسعاً من المواطنين شعور بخيبة الأمل والبؤس، فكلما لاحت بوادر التخلص من هذه الجماعة الكهنوتية تمارس الأمم المتحدة وأمريكا وبريطانيا ضغطاً رهيباً بصورة غريبة، لتلتقط الجماعة أنفاسها من جديد وكأن المجتمع الدولي يريد إطالة أمد الحرب في اليمن وبقاء المليشيات أمرا واقعا وذراعا طولى لهم.

غير آبهين بما خلفته ممارسات هذه الجماعة الانقلابية والقمعية من تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي باتت توصف بأنها كارثية، فالحياة صعبة في مناطق سيطرة الجماعة وخصوصاً في العاصمة صنعاء بسبب ارتفاع سعر الوقود وانعدام الغاز المنزلي.

إنسانية كاذبة

ويقول المواطن عادل أحمد، كل مرة تلوح في الأفق النهاية المحتومة للمليشيا الحوثية، وتتحرك الجبهات في مختلف المحافظات اليمنية للانقضاض عليها نتفاجأ بالضغوط الدولية التي يرضخ لها القادة في الميدان. ويتساءل عادل قائلاً “يا أخي هي بلادنا أوبلاد مارتن غريفيث، والمقاتلين في الميدان وقياداتهم لماذا ينصاعوا لضغوط العالم وهم يعلموا ان العالم يريد عذاب الشعب ببقاء هذه الجماعة”.. ويضيف “يحسموها وطز في العالم وضغوطاته، يدقوهم ويخلصوا الشعب من الشر المحيق به”.

من جانبه، يصف المواطن بندر السالمي، المناشدات الإنسانية بأنها كذبة وذر الرماد في العيون قائلاً “الوضع الكارثي في اليمن والمأساوي الذي يعانيه الشعب اليمني معروف لدى الجميع منذ سيطرت هذه الجماعة على الدولة، والعالم يعرف ذلك، ويعلم أنه كلما استمرت جماعة الحوثي في سيطرتها على مؤسسات الدولة والمدن اليمنية استمر البؤس”. وأكد السالمي أن المناشدات الإنسانية دائماً تترافق مع تقدم القوات الحكومية وقوات التحالف لسحق جماعة الحوثي، ما يجعل الدعوات محل شك وتعبيرا واضحا عن الدعم الذي تتلقاه الجماعة عبر الأمم المتحدة نفسها من خلال تخفيف الضغط على مسلحيها هنا أو هناك.

بدوره يتساءل عبدالرحمن فتيني -أحد نازحي الحديدة- عن جدوى الحديث عن هدنة إنسانية مخصصة للإغاثة، بينما تستمر آلة الحرب الحوثية في ممارسة القتل والتدمير في الحديدة، واستهداف المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية وآخرها تلغيم كافة أرصفة ومداخل ميناء الحديدة، وقصفها لمخازن مصنع أخوان ثابت.

وقال “يمارس الحوثيون تدميرا وانتقاما لكل ما هو يمني أو يمس حياة المواطن اليمني مستقبلاً، وينفذون مخططا خارجيا يعيد اليمن بأن تستورد الزبادي مستقبلاً وهذا من مصلحة الخارج واعداء اليمن”.

ورد فتيني على سؤالنا له حول الدعوات الأممية لوقف الحرب في الحديدة والوضع الإنساني هناك بقوله “أين هذه الدعوات قبل ما تدخل القوات المشتركة المدينة، وهم يعلمون أن المجاعات ضربت الحديدة من شرقها لغربها والحوثيين ينهبون المساعدات التي تصل إلى ميناء الحديدة ويكتفي أبناء الحديدة بالنظر إليها وهي محملة فوق الناقلات إلى صعدة وصنعاء”.

لا عهد ولا ذمة

قال عدد من الناشطين والصحفيين الذين التقى بهم مراسل “نيوزيمن”، إن الحوثيين لم يلتزموا بالهدنة ولو لدقائق معدودة، ويومياً يعلنون عن ضربهم للقوات المشتركة وقصفهم للمواطنين في كيلو16 أو التحيتا أو ما قاموا به في مدينة 7 يوليو من استهداف بالقذائف أدى إلى استشهاد أربع نساء وجرح آخرين، ويبثون ذلك يومياً دون أن يتحرك المبعوث الدولي أو بريطانيا وأمريكا كما تحركوا ضد القوات المشتركة.

مؤكدين أن الهدنة فرصة لمسلحي الحوثي لإعادة الانتشار والتموضع في الحديدة والمنشآت الحيوية استعداداً لتدميرها وتحويلها إلى متارس عسكرية كعادتهم، معتبرين أن الحرب في الحديدة بالذات لم تعد تدار من قبل مسلحي الحوثي فقط، بل من الأمم المتحدة نفسها والقوى النافذة في مجلس الأمن وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا اللتان تقفان حائلاً أمام حسم القوات المشتركة المعركة وتخليص الحديدة من الحوثيين.

مرة أخرى يفقد اليمنيون ثقتهم في المجتمع الدولي وخصوصاً مبعوثي الأمم المتحدة الذين يظهرون تحيزاً غريباً لجانب المليشيات، دون الأخذ بالاعتبار ما آلت إليه أوضاع الشعب اليمني جراء استمرار سلطة جماعة الحوثي الكهنوتية، وما تمارسه من إجرام من خلال زجها بآلاف الأطفال والشباب من أبناء القبائل والمناطق الواقعة تحت سيطرتهم إلى محارق الموت، وما يرافق ذلك من تنكيل وتهديد وابتزاز دون اكتراث للقوانين الدولية التي تجرم كل ما تقوم به الجماعة.

ليثبت لنا الواقع أن الأمم المتحدة والقوى النافذة عالمياً لا تريد لليمن أن يستقر، وللحرب أن تنتهي، ولهذه المليشيات أن تتوقف عن اختطافها للدولة ومقدراتها، وكأن العالم يريد بقاء هذه الجماعة يداً طولى تنفذ مخططاتهم الهدامة والتمزيقية لليمن، وخنجراً مسموماً في خاصرة دول الجوار بما يحقق استمرارية الابتزاز والتدخل الغربي في مستقبل اليمن ومستقبل جيرانه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى