اخبار اليمن

صحفي يسرد قصص مبكية لمظلومين زجّ بهم الحوثيون في سجن الصالح بتعز (الحلقة الأولى)

اخباري نت. نقلا عن اليمن الجمهوري.

يسرد الصحفي اليمني سامي نعمان، حكايات وقصص لمختطفين مظلومين غيبهم الحوثيون في مدينة الصالح التي حولها الحوثيون إلى سجن بمدينة تعز، دون مبرر منطقي لاحتجازهم، سوى أن هذه الجماعة الإرهابية، استمرأت الأذى، وتملكتها شهوة الظلم، بحق أبناء هذه المحافظة الذين رفضوا الرضوخ لجبروتها.

ونحن في “اليمن الجمهوري”، سوف نسرد هذه القصص كما وردت على لسان الصحفي “سامي نعمان”، لتعريف العالم بحجم الظلم الذي تسببت به الجماعة بحق الأبرياء والمظلومين، خصوصا في سجن الصالح بتعز، والذي يحوي مئات المظاليم.

ثمانيني يرعى الغنم.. وآخر بدل فاقد

يروي “سامي نعمان”، قصة رجل مسن يدعى “عبده صالح محمد جازم”، البالغ من العمر 80 عاما، وفيما يلي القصة كما وردت:
من قصص المعتقلين المبكية قصة هذا الرجل عبده صالح محمد جازم، رجل مسن يتهادى بصعوبة أظنه في الثمانينات من عمره..
حز في نفسي أن يكون رجلا بسن والد عبدالملك الحوثي وجد كبار مشرفيه معتقلا إلا أن يكون لذلك سبب وجيه وظاهر، ينتمي العم عبده إلى قرية جنوب الراهدة بالقرب من جبهة معروفة تعرف بجبهة “حمالة” نسبة إلى جبل كبير هناك، ولديه عدد من الأغنام التي يعمل برعيها.
سألته يوما وكنا لوحدنا نتنفس من نافذة المطبخ الوحيدة المتاحة “ليش حبسوك يا عم عبده”.. أجاب: يابني قالوا لي عليا تهمة “احداتيات” (نطقها بالتاء ويقصد رصد المواقع)..
سألته ممازحا: قد عملت احداثيات يا عم عبده قد القلب بارد حتى لو حبسوك! ..، فأجاب بفطرة القروي البسيط المتخفف من كل الحسابات: يا بني أنا والله مالي علم يقولوا إحداتيات مانش داري موهيه.. انا مقرأش ولا اكتب مانش حافظ إلا الحمد(الفاتحة) والضحى..
شعرت حينها برعشة تسري في جسدي ونزلت دموعي دون مقدمات ربما لسابق الخفة التي تعاملت بها عند سؤال الرجل..
وقصة الرجل ببساطة أنه يسكن تلك القرية من قبل أن يولد عبدالملك الحوثي، فجاء مسلحوه وعسكروا بموقع مجاور لها.. وتوفيت عليه مجموعة من الغنم جراء أكلها مخلفات الاكل (الكدم والارز والعيش وغيره) وهذا أمر يدركه رعاة المواشي أنها اذا اكلت طعاما ثقيلا اكثر من النباتات فإنها تتوجع وتموت.. فكان كلما افتقد غنمة خاف ان تكون هناك تأكل مخلفات الطعام..
وفي أحد الأيام اعتقله أحد جهابذة الميليشيات الحوثية بدعوى أنه يبحث عن إحداثيات.. حاول معتقلون كثير تقريب المسألة للرجل فكان يوضحها بالقول “الاحداتيات إنك تتصل بالطائرة وتخابره تضرب”.
ولأنها جماعة ارهابية بلا ضمير في سلم مشرفيها يرعوي انفلات وجرائم افرادها كان اقتياد العم عبده صالح للمعتقل أقرب من التحري عنه لدى متحوثة المنطقة الذين يعرفون الرجل كأبائهم وأجدادهم وقد فعلوا لكنهم رخاص بلا قيمة ولم يستجيبوا لهم، لأن الغاية هي إشاعة رعب الناس أن هؤلاء لا يحترمون شيخا ولا يوقرون كبيرا وليس هذا من عرفهم وأخلاقهم فاحذروا أيها الآخرون..
أخبرني أنه حينما تم التحقيق معه باعتباره صيدا ثمينا محتملا اعتقل جوار موقع عسكري، واخبر المحقق بقصته، أدرك أنه بريء، وقال له: يا حاج ذنبك على الذي ظلمك ومسكك أما أنا مسترش اعملك شي.
بطبيعة الحال، هم يمنيون مثلنا يميزون ويفكرون، ويدركون أن اعتقال رجل أمي طاعن في السن بإمكانهم أن يتحروا عنه باتصال بسيط، لكنها المنهجية الايرانية الحوثية الخبيثة في الارهاب تدفعهم لأن يكونوا مسخا، وتعظم الفعل كلما كان منكرا أفحش، وكان اكثر إثارة لرعب الناس.
تجدر الإشارة إلى أن الصحفي “سامي نعمان” تعرض للاعتقال على يد الحوثيين، الذين قاموا باقتياده من منزله وإيداعه في سجن الصالح لفترة طويلة.
يتبع..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى