مقالات

مشاهد من مسرحية هزلية!

*✍🏻 حــســـان الـيـاسـري*

↙️المشهد الأول :

لعلكم تتذكرون أنه قبل شهر رمضان قام محور تعز بتنفيذ عمليات عسكرية بسيطة في عدد من الجبهات، وقُتل من قُتل وأصيب من أصيب من خيرة شباب تعز، وقد صاحب تلك العمليات ضجة إعلامية بهدف تهيئة الظروف وإيجاد أرضية لتنفيذ أمر ما، غير مرأي وظاهر، وتقديم طعم للمحافظ نبيل شمسان الذي صدق ما كان يعلنه المحور من انتصارات عسكرية وعلى الفور أعلن النفير العام والحشد لتحرير محافظة تعز واتخذ قراراً مخالفاً للقانون وهو يعلم ذلك، ووجه الجهات المعنية بالخصم من مرتبات الموظفين إضافة إلى فتح باب التبرعات والتي بلغت مئات الملايين إن لم تتجاوز المليار والتي لا تزال مجهولة المصير، والكارثة الكبرى أن عملية الخصم كانت ستستمر لأشهر عديدة لولا أن شمسان اكتشف الأمر مؤخراً وأدرك الخديعة لاحقاً عندما توقفت اعمال الجبهات، وترك وصمة عار على جبينه وأوجد نقمة من قبل الموظفين والمواطنين نحوه لن ينسوها وستلاحقه لعناتهم ..

وكان شمسان حينها منتشياً بشكل لم يشعر به طيلة حياته، ظناً منه بأن التحرير سيتحقق في عهده بعد أن استطاعت قيادات عسكرية ومن حزب الإصلاح أن يوهموه بأنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ليتحولوا بعد ذلك إلى وحوش تتسابق نحوه لنهشه، ووجهوا سهامهم المسمومة تجاه صدره لأنه قطع أرزاقهم وقرروا وعزموا على إخراجه من تعز وعزله ووضعه في زبالة التاريخ .. وبصراحة فإن ارى انه يستحق كل ما يجري له فلم يكن عند قدر المسؤولية وأمل أبناء تعز فيه ولم يستمع لنصائح بعض القيادات السياسية الذين يعلمون بالدسائس والمؤامرات التي تمارس في تعز من خلال تعاملهم مع حزب الإصلاح خلال سنوات الحرب عبر المكونات التي جمعت جميع الأحزاب للعمل في اتجاه واحد وتحت برنامج متفق عليه وممهور بتوقيع القيادات الحزبية، وبعيداً عن المصالح الذاتية وعلى أساس تغليب المصلحة العامة على الخاصة.

↙️المشهد الثاني :

أصدر نبيل شمسان محافظ تعز ما قبل الأسبوع الماضي قرارات قضت بإقالة عدد من مديري عموم المكاتب التنفيذية، بعضها كان لها مبرر مقنع وبعضها لم يستند إلى أسباب مقنعة لكننا نحترم ما ذهب إليه بموجب صلاحياته بغض النظر عما إذا كان موفقاً أم لا، ولكن ما يهمنا هنا ويكشف للمواطن البسيط حقائق جديدة إضافة إلى ما لديه هو أن كل القرارات قوبلت بالرفض من قبل المقالين المحسوبين على حزب الإصلاح فقط، ولا أظن أن ذلك الرفض بناءاً على قناعة المقالين أنفسهم، ولكن كان تنفيذاً لتوجيهات عليا ..

↙️المشهد الثالث :

ركزوا معي قليلاً .. واحفظوها في آذانكم للمستقبل .. فاليوم قام عشرين شخص تقريباً بتوجيه حزبي بعد انطلاق مظاهرتهم من جولة العواضي تتقدمهم سيارة التوجيه المعنوي، على اقتحام مبنى ديوان المحافظة دون أي ممانعة أو أدنى مقاومة من قبل الجنود المكلفين بحماية المبنى، بل بتسهيل وتواطئ وتنسيق مسبق معهم لأنهم يتبعون حزب الإصلاح الذي يحكم ويدير تعز، وهنا نريد أن نوجه سؤالاً بسيطاً للمستبصر والمتتبع للأوضاع في تعز هو ماذا لو أن التكتل المدني (تم) الذي خرج بمظاهرة سلمية حضارية السبت الماضي، هو من قام بذلك التصرف الذي ندينه ولا يمت للنوايا السليمة بصلة، ولم يكن مطلب (تم) يوم السبت غير إقالة كل الفاسدين في المؤسسات المدنية والعسكرية واحالتهم للنيابة دون انتقاء؟! بالتأكيد ستكون النتيجة غير ما حدث اليوم مع أولئك النفر، فقد نشهد إطلاق النار في وجه المتظاهرين السلميين وسنسمع عن اصابات إن لم يكن سقوط قتلى في صفوفهم، وسيتعرضون للملاحقة والإعتقالات !! وبرغم سلمية المتظاهرين إلا أنهم لم يسلموا من التطاول والايذاء، وقد حصل جزء من تلك الانتهاكات عندما تعرض بعضهم إلى الاعتداءات الجسدية والشتم بكلمات نابية وتمزيق الورق التعبيرية من قبل جنود محسوبين على المؤسسة العسكرية ومنهم الزميلة اروى الشميري التي كانت تحمل لافته تطالب بها محاسبة قائد المحور وإخلاء المدارس والزميل محمد سعيد الحمادي الذي كان يحمل صورة لأحد المخفيين قسراً وهو ما لم يحدث أو يتعرض له المشاركون في مظاهرة اليوم الحزبية!!
أليس ذلك مدعاة للتفكر بل لليقين بأن حزب الإصلاح لديه خطة مدروسة ومعدة مسبقاً أقلها الانقضاض على ما تبقى من مؤسسات الدولة في تعز ومنها منصب محافظ تعز؟! ولو أمعنا النظر في هذا الأمر على مستوى محافظة تعز، وهو ما يقودنا لنغمض أعيننا لثواني ونتخيل كيف سيكون الحال لو قُدّر لهذا الحزب حكم اليمن من صعدة إلى المهرة؟! يا للهوووول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى