اخبار خاصة

في البيضاء .. انت معتقل .. بتهمة العودة من عدن ! (قصة الشاب محمد)

اخباري نت – متابعات : في مشوار الآلف ميل بحثاً عن لقمة العيش، اصطدام محمود ذو الـ 27 عاما من عمره بنقطة تفتيش في مديرية ذي ناعم بالبيضاء، وسط اليمن.

أجبر محمود على النزول من دراجته النارية، وتجريده من كل ما يملك، من قبل أحد المشرفين التابعين لمليشيا الحوثي، ألقي القبض عليه لينقل على إثرها إلى السجن المركزي في البيضاء.. لم يدرك محمود بعد سبب القبض عليه ونقله للسجن خلال ساعات، ولكن أثناء التحقيق معه في غرفة مظلمة أدرك التهمة أخيراً…!!

يتحدث والد محمود وعيناه غارقتان بالدموع بأن التهمة الموجهة لابنه، هي صورة تجمعه وسلفي أخذت بجوار مدرعة للتحالف العربي، أثناء رحلته الشاقة للبحث عن عمل في العاصمة المؤقتة عدن.

ويتابع الحاج “صالح” حديثه: “عاد ابني محمود من عدن بخفي حنين, بعد أن عانى كثيراً بسب المضايقات المناطقية والعنصرية التي كان يتعرض لها من حين لآخر هناك”.

ويضيف والد محمود: “لم أرغب أبداً في ذهاب ابني إلى عدن بسبب الأوضاع السيئة هناك، ولكن لقمة العيش أجبرت محمود الذي يملك طفلاً في السنة الأولى له على الذهاب، والآن انظر لقمة العيش أيضاً تزج بابني خلف قضبان مليشيات لا ترحم”.

وكشف الحاج صالح لـ”مُسند للأنباء” بأن أحد أبناء قريته الواقعة في مديرية الزاهر عزلة الـ مظفر ويدعى “رعد” تم القبض عليه هو أيضاً بعد ثلاثة أيام فقط من مساء ذلك اليوم الذي ألقي القبض على محمود، وفي نفس النقطة الأمنية التابعة للحوثيين، المشهورة بنقطة ( أبو هاشم)، مضيفاً في استغراب، أن التهم الموجهة للشاب “رعد” هي حيازة الراتب الحكومي الذي تسلمه من مدينة عدن.

تعد نقطة أبو هاشم التابعة لمليشيا الحوثي وصالح والواقعة في مديرية ذي ناعم، من أبرز النقاط الأمنية, التي اعتقلت وزجت بكثير من شباب البيضاء إلى السجون، وتعتبر مصدر دخل وارتزاق, يعتمد عليه مشرفو المليشيا، لرفد مقاتليهم بالمال في جبهات القتال المشتعلة في البيضاء، وتتخم جيوب المشرفين الحوثيين حسب سكان محليين، ومسافرين.

انتهاكات متنوعة
قصة محمود ورعد نموذج للانتهاكات التي تمارس من قبل مليشيا الحوثي ، في محافظة البيضاء، فبحسب التقارير الدولية الصادرة لعام 2015 و 2016م فإن محافظتي تعز والبيضاء وسط اليمن تصدرتا أكثر محافظات الجمهورية تعرضاً للانتهاكات الممنهجة من قبل الحوثيين.

وتقول تقارير حقوقية حديثة، إن انتهاكات مليشيا الحوثي في البيضاء تنوعت، بين الاعتقال التعسفي، وتفجير دور القرآن ومنازل خصومهم السياسيين، وتدمير البنية التحتية والخدمات، وقتل متعمد في نقاط أمنية تابعة لهم، وخطف وقتل مشايخ وأعيان محافظة البيضاء، وإحراق وتدمير آبار مياه الشرب ومرافق صحية وتعليمية ومحطة وقود واستهداف دور العبادة وإتلاف ونهب ممتلكات خاصة وعامة وتهجير مئات الأسر وتعطيل تام للحياة.

وكشف تقريران صدرا عن منظمتي “عين” و”تحالف رصد” المعنيتين بحقوق الإنسان، لعام 2016م، أن ميليشيات الحوثي ارتكبت قرابة 900 انتهاك في محافظتي البيضاء (وسط اليمن) والحديدة شمال غرب.

ووفقا لمنظمة “عين” لحقوق الإنسان فإن مليشيا الحوثي فجرت 16 منزلاً، وألحقت أضراراً جزئية بـ80 منزلاً، إضافة إلى تدمير مدرسة، وأجبرت 257 أسرة على النزوح من قرية واحدة فقط بالبيضاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى