مقالات

فعلتها رداع وفعلها أصحابها!


ما زال بمقدور هذه المدينة أن تُفـرح اليمن الكبير مبشرةً باجتـ.ـثاثِ الإ.مـا.مة عن بكرة أبيها.
رداع التي كانت وستظل العصية على العـ.ـمالـ.ـة والسـ.ـلالـ.ـة في آن، ها هم رجالها وقبل أن يجف دم أبنائهم والنساء، يعيدون الكرة وينتهجون نهج الزيلعي المقدام حفيد القردعي والثلايا وأبي الأحرار.
تباكى الحُـ.ـوثيّـ.ـون على مشرفهم، ويا لسـ.ـخافـة معـ.ـتقداتـ.ـهم وما يؤمنون به، لم يعتبروا الأمر تصرفا فرديا كما حدث مع تلك البيوت التي فجّـ.ـروها بساكنيها صبيحة أيام شهرنا الكريم، في حين قاموا على الفور بتصدير التوجيهات بالقبض على أفراد أهالي الأسر التي تم تفجيرها، كونهم بادئ ذي بدء، رفضوا الإذعَـ.ـان وامتنعوا عن دفـن أسرهم بعكس أسرة اليريمي، والذي راوغهم الحُـ.ـوثيّـون فوافقوا على الدفـن، ليتم دفـ.ـنـهم في يريم وليس في رداع.
وفي هذا درس لكل اليمنيين يجعلهم يعرفون كيف تنظر إلينا السّـ.ـلالـ.ـة حتى ولم تم إبـ.ـادة مدينة بأكملها كما حدث مع المطـ.ـرّفية على يد الـهـ.ـالـ.ـك يحيى بن حمزة قبل زمن طويل، سيعتبرون أهالي المدينة خارجين عن طوعهم وبالإمكان إذا تفاعل معهم العالم أن يطلقوا عليهم اسم (شهداء القدس)، بينما سيتـ.ـملّصون من الجـريمـة بالقول تصرفات فردية، لذا نقول لكم استقبلوا التصرفات الفردية من اليمنيين.

رداع وما أدراك رداع!!
إنها موطن شمر يهرعش الذي حكم العالم من أقصاه إلى أدناه، حد أن يُروى عنه حتى في موروث تلك الأماكن التي حطت عليها رحال جيوشه وجنوده، أنه حين أبلغ أقصى الشمال الأسيوي وصل إلى إحدى المدن التي رفضت مقدِمَهُ فـدكّـ.ـها حتى سـوّاها بالأرض، حينها ظلّـت هذه اللحظة المفصلية لصيقة بالمدينة لتسمى (شمر كند) ومع الوقت أصبحت (سمر قند).

إنه تاريخنا العظيم وإنهم ملوكنا وأقيالنا وأذواؤنا العظماء… وهذه إحدى مدنهم والقلاع التي ما تزال حصينة هي وأهلها، مهما فرّخ الحُـ.ـوثِـي ودرّس وعبّأ وأجرى الدورات العبـ.ـثية التي لا يخرج منها سوى جمع من المُـرائين الذين يحفظون الملازم من الغلاف إلى الغلاف بغية أن يصبحوا لصـوصًـا نافذين على غرار من سبقهم فهذا أنجع الطرق وهذه أنجحها… لكن اليمنيين سينـقـ.ـضّون عليكم يوما، وستكون طُغـمة المِراء هذه أول المنقـ.ـضّين، لكن لن تكون السّـطـ.ـوةَ وقتها إلا لليمنيين، وما رداع عنكم ببعيد.

رداع التي كشفت حقيقة الحُـ.ـوثِـ.ـي وكل أشياعه، الحقيقة التي عميت عن الكثير بسبب التعاطف مع فلـ.ـسطـ.ـين، متناسين أن قضيتنا تفوق فلـ.ـسـ.ـطين بآلاف المراحل، فهم يواجهون إسـ.ـر.ائيـ.ـل من سبعين عاما ونيف، أما نحن فنـواجـه الـرسّـي ومن انتسب إليه منذ ألف ومئتي عام ويزيد، وهذه الكلمة الأخيرة تُغـيـ.ـظهم، لا يعلمون أن صيغة الفعل المضارع هي صيغة معظم الأسماء اليمنية (يزيد – يكرب – يعمر – يهبر) … نعم مظـ.ـلوميتـ.ـنا تفوق مظـ.ـلوميـ.ـة الإخوة الفلسطينيين، وما جرى بحق أجدادنا أشد وأنكأ مما جرى مع قدامى الفلسطينيين من جيل الخمسينيات وما سبقه، نواجه بني هاشـم وآلة سـلالتـ.ـهم التي تجرف أمامها كل المعارضين باسم الدين والله والنبي، وهم منهم براء.

رداع أزاحت الأقنعة لتـ.ـظهر صورة المجـ.ـرميـ.ـن جلية، وليعرف اليمنيون أنهم أمام مصـ.ـاب جلل وثـ.ـأرٍ كبير لزم أخذ القـ.ـصـ.ـاص من أصغر متحوث مرورا بكل مشـرف ووصولا إلى عبد الملك الحُـ.ـوثِـي، ليلقى مصـ.ـير أخيه حسين وأبيه بدر الدين، ولنكن نحن جواس وأبا عائشة والزيلعي.
رداع غيض من فيض اليمنيين، وطوفانهم العارم الذي سيجرفكم يوما أيها الدخلاء الطارئون على حضارة اليمن العريق.
يوما ما ستسـ.ـتيقظون كما استيقظ (البدر) والبيوت التي سطوتم عليها وتنامون فيها مُحـاصرة، ستتفاجأون باليمنيين وهم محيطون بكم من كل الاتجاهات، كلا لا مفر.
سنعيد أمجاد (السادس والعشرين من سبتمبر) وسنركلكم بأقدامنا كما فعلها (السلال) ورفاقه.

#منير_العمري
#رداع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى