اخبار اليمنتقارير

غريفيث في صنعاء لمواجهة الحوثيين بمعطيات تقرير باتريك

اخباري نت – أمين الوائلي:

يحاول المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، البريطاني مارتن غريفيث، إنقاذ مهمة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت وفريقه الطليعي في الحديدة لتنسيق إعادة الانتشار وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي واتفاق استوكهولم، بعد تعثر عمل اللجنة المشتركة واصطدام إجراءات بناء الثقة بالرفض والتنصل من قبل الانقلابيين الحوثيين.

ويلتقي غريفيث في العاصمة اليمنية صنعاء، خلال زيارته المنتظرة اليوم، الجنرال باتريك كاميرت الذي كان غادر الحديدة مساء الخميس إلى العاصمة بعد فشل الاجتماعات الأخيرة مع ممثلي الحكومة والمتمردين الحوثيين؛ بسبب رفض الحوثيين تنفيذ الاتفاق بموجب إجراءات بناء الثقة.

ويطلب قرار مجلس الأمن رقم 2451 من الأمين العام تقريراً أسبوعياً حول مستوى تنفيذ الاتفاق وما يعترض عمل اللجنة التي يرأسها كاميرت، ومن المفترض أن يكون كاميرت قد رفع تقريره الأول فعلياً إلى الأمين العام، ولكن المجلس لم يتلق عملياً أي تقرير حتى الآن.

وكان كاميرت أبلغ الحوثيين، منتصف الأسبوع الماضي، أن أمامهم مهلة يومين للبدء بالتنفيذ قبل أن يرفع تقريره بالطرف المعرقل إلى مجلس الأمن. وانتهت المهلة يوم الأربعاء عشية تعثر عمل اللجنة في اجتماع الخميس.

* توقعات من تحركات غريفيث

وفي ضوء المستجدات والصعوبات التي اعترضت عمل لجنة التنسيق الأممية والفريق الطليعي على الأرض في الحديدة، جاءت خطوة مارتن غريفيث بأخذ زيارتين إلى كل من صنعاء والرياض.

ورجحت تحليلات وأوساط سياسية مع “نيوزيمن”، أن المبعوث الخاص استأنف حملة ضغوطات، بدأها بالطلب إلى الجنرال باتريك التمهل في كتابة ورفع تقريره إلى الأمين العام بشأن نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة في الحديدة وتعنت الحوثيين في الرفض وعدم التنفيذ، بانتظار لقاء غريفيث وباتريك في صنعاء ولقاءات المبعوث الأممي مع قيادات الانقلابيين الحوثيين قبل أن ينتقل إلى الرياض للقاء الرئيس هادي والمسئولين في الحكومة اليمنية.

واستبقت الحكومة الشرعية والتحالف العربي جولة غريفيث برسالة مشتركة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن إفشال الحوثيين تنفيذ اتفاق استوكهولم وعدم احترام وقف إطلاق النار معززة بالوقائع والإثباتات.

ومن غير الوارد أن ينجح غريفيث هذه المرة أيضاً في منح الحوثيين فرصة ممددة وانتزاع تنازلات كبيرة من الحكومة والتحالف العربي للحيلولة دون العودة إلى مجلس الأمن ورفع الجنرال باتريك لتقريره الأول.

وهذا لم يمنع مراقبين من التشاؤم إزاء إمكانية حدوث هذا دون منغصات أو تدخلات سواءً من غريفيث أو من الحكومة البريطانية.

وهناك حيز للتوقعات بأن ينجح غريفيث في زحزحة المتمردين الحوثيين عن مواقفهم المتعنتة وتحذيرهم من تبعات عدم تنفيذ الاتفاق وقرار مجلس الأمن المكرس لمخرجات السويد.

كان باتريك أبلغ الحوثيين خيبة أمله وغريفيث والأمين العام والدول الخمس دائمة العضوية إزاء تحركاتهم الانفرادية في ميناء الحديدة، وفشلهم في السماح لقافلة مساعدات إنسانية بالتحرك عبر خط كليو 16 إلى صنعاء، ورفضهم نزع الألغام والعبوات وفتح الطرق، وعبّر عن أسفه لإضاعتهم فرصة بناء الثقة.

* تصعيد ناري وتعبئة حوثية

وعشية وصول غريفيث إلى صنعاء، جددت المليشيا الحوثية، يوم الجمعة، هجماتها العنيفة على مواقع قوات المقاومة المشتركة بمدينة الحديدة، والقصف المدفعي على قرى ومواقع وتجمعات سكانية جنوب المدينة. وأحرق قصف مدفعي من المراوعة منازل مواطنين في الدريهمي.

وسجلت خروقات المليشيا، يوم الجمعة، تصعيداً هو الأخطر منذ بدء اجتماعات اللجنة المشتركة.

ومارست المليشيا تحركات تحشيدية باتجاه المساجد ومنابر الجمعة في الحديدة وعقب الصلاة، من خلال وقفات معد لها للمطالبة ببقاء سلطات وعناصر الحوثيين في المدينة والميناء، علاوة على تحركات للحشد والتعبئة في المديريات الشمالية والشرقية للحديدة، بينما واصلت القصف والضرب على مديريتي حيس والتحيتا جنوباً.

* معطيات لتقرير باتريك

وكان اجتماع يوم الخميس حاسماً وحاداً في مواقف ممثلي المليشيا الحوثية تجاه رئيس البعثة الأممية ولجنة تنسيق إعادة الانتشار واتهامهم له بالانحياز والتهديد بإخراج المظاهرات ضده للمطالبة بتغييره، وهو ما دعاه إلى إنهاء الاجتماع والمغادرة إلى صنعاء قبل ليلتين من موعد زيارة غريفيث.

وأبلغ كاميرت الحوثيين، ضرورة إنهاء الإجراءات الانفرادية، والتنفيذ المجدول لخطوات بناء الثقة المقرة في اجتماعات اللجنة المشتركة تطبيقاً لاتفاق استوكهولم، من خلال تثبيت الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات أمام قوافل المساعدات الإنسانية إلى صنعاء والانسحاب وتسليم الميناء بصدد خطط إعادة انتشار القوات.

ويرفض الحوثيون التقيد بالآلية، كما يتمسكون بفرض رؤاهم وتفسيرهم الخاص للاتفاق.

إضافة إلى أن المليشيا تعتبر بند الانسحاب وتسليم الميناء والمدينة، هو مجرد تحصيل حاصل، كون عناصرها ومجاميعها القتالية أصبحت هي الإدارة المحلية والأمنية والتي سوف تتسلم المهام، بدلاً من السلطات المحلية الإدارية والأمنية التي كانت قائمة في 2014 كما نص اتفاق السويد.

وأمام مطالبة باتريك للمليشيا بإنهاء الإجراءات من طرف واحد في ميناء الحديدة، أصر ممثلو المليشيا في اللجنة على أنهم سلموا الميناء بالفعل لقوات خفر السواحل، وأحالوه على قائدها “المؤيد” للتأكد، وهو القيادي الحوثي المعروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى