اخبار اليمناخبار خاصةملفات وقضايا

عقال الحارات تحت سلطات الحوثي .. من وظيفة التنسيق الى حفر القبور !

اخباري نت – مهدي العمراني،
من وظيفة التنسيق مع السلطات المحلية لتقديم خدمات الماء والكهرباء والأمن ومتابعة إنجاز المشاريع التنموية واحتياجات المواطنين في الأحياء السكنية، تتحول وظيفة ومهام عقّال الحارات في أمانة العاصمة صنعاء، في زمن مليشيا الكهنوت الحوثية، إلى متعهدي جثث وحفاري قبور لمن يتمكنوا من “جلبهم” من شباب العاصمة إلى محارق مليشيا الحوثي في جبهات المواجهات المحتدمة ضد مليشيا الكهنوت في أكثر من منطقة ومحور قتالي.

ويواجه عقّال الحارات في مديريات أمانة العاصمة ضغوطات شديدة وأساليب ترهيبية وترغيبية حيناً آخر، من قيادات المليشيا المسيطرة على السلطات المحلية بأمانة العاصمة، والتي رهنت معيار ولائهم للجماعة وإخلاصهم لوظائفهم بمدى قدرتهم على تحشيد الشباب والقادرين على استخدام السلاح والدفع بهم إلى جبهات المليشيا وقوداً لديمومة بقائهم في السلطة، ويضطر العديد من عقال الحارات لإغلاق هواتفهم لفترات طويلة، أو السفر للإقامة في مناطق ريفية بعيدة، للإفلات من ضغوط المليشيا.

إخفاق في التحشيد

ويقول الشيخ عبدالله الأسطى، عاقل حارة في العاصمة صنعاء، إنهم يواجهون صعوبة شديدة في استقطاب وجلب مقاتلين جدد لجبهات الحوثي، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وانقطاع المرتبات، وتوالي الجرعات السعرية في السلع الأساسية والمشتقات النفطية، منوهاً كذلك إلى مواجهتهم تهماً تخوينية من سلطات الأمر الواقع في صنعاء..

واستبدلت المليشيا عشرات العقال بآخرين خلال الشهور القليلة الماضية، ويتوجب على عقال الحارات، وفقاً لتوجيهات المليشيا، حضور المناسبات الاجتماعية ومجالس القات وتلقين الحاضرين شعارات طائفية و”زوامل” حماسية، وحث الحاضرين على رفد الجبهات بالمال والرجال، والحشد لمواكب جنائز قتلى المليشيا ومتابعة استخراج جثثهم من المستشفيات، وتجهيز قبور لهم في مقابر أمانة العاصمة.

إقالة العشرات من وظائف عقّال حارات

وحسب مصادر قبلية ومحلية متطابقة، تسعى مليشيا الحوثي لاستقطاب مشايخ قبليين ووجاهات وشخصيات اجتماعية وإحلالهم بمهام عقال حارات وأحياء سكنية، مقابل تنظيمهم وقفات احتجاجية وتحشيد مقاتلين للجبهات، وتسيير قوافل غذائية للمرابطين في جبهات المليشيا، لمنح هذه الجبهات زخماً إعلامياً، وما يوحي بمؤازرة المجتمع لها.

وفي هذا السياق، رأس حمود عباد، المعيّن من المليشيا أميناً للعاصمة، رأس السبت 4 أغسطس الجاري، لقاءً ضم مئات المشايخ ووجهاء مديريات أمانة العاصمة، أكد اللقاء الذي حضره خالد المداني، المعين عضواً بمجلس الشورى، وقناف المراني، وهاشم الوزير (وكيلان بأمانة العاصمة) أكد على “أهمية تفعيل دور مشايخ المديريات والأحياء في تحشيد الشباب والقادرين لرفد الجبهات، بالإضافة إلى تسيير القوافل الغذائية دعماً لأبطال الجيش واللجان الشعبية في الجبهات خاصة جبهة الساحل الغربي”.

زيارات مرتقبة لجبهات الساحل الغربي

وكشفت مصادر مطلعة في أمانة العاصمة لـ”نيوزيمن” اعتزام قيادات السلطة المحلية تنظيم زيارات ميدانية لمشايخ ووجهاء مديريات أمانة العاصمة، الذين نجحوا في مهمة استقطاب مقاتلين وتبرعات مالية، للمقاتلين من عناصر المليشيا في جبهات الساحل الغربي بمحافظة الحديدة.

ويأتي تحرك المليشيا نحو المشايخ القبلية والوجهاء في مديريات أمانة العاصمة، بعد إخفاق عقال الحارات في مهمة استمرار تحشيد ورفد جبهات المليشيا بالمقاتلين والمال.. ويقول عدد من عقال الحارات في مديريات أمانة العاصمة، إن إهمال أسر وأقارب “الشهداء” وعدم إعادة أسلحتهم لذويهم في حالات كثيرة، وكذلك التلاعب الحاصل في المساعدات الغذائية والمعونات الإغاثية المقدمة من المنظمات المانحة، كل هذه القضايا تقف حجر عثرة أمام برامج التحشيد والدعم للجبهات.

مسح ميداني للعسكريين

ومنذ اقتراب قوات المقاومة الوطنية المشتركة من محافظة الحديدة، سارعت المليشيا في أمانة العاصمة صنعاء لتشكيل ما أسمتها “لجان التعبئة والاستدعاء لمنتسبي القوات المسلحة”، وكلفت هذه اللجان بإجراء عمليات مسح ميداني لأعداد ومصير وبيانات منتسبي القوات المسلحة والأمن من سكان المديريات، وتمكنت لجان المليشيا من دعوة ومقابلة أعداد محدودة من منتسبي القوات المسلحة تحت غطاء صرف المرتبات، قبل أن يطلب منهم حضور دورات طائفية للجماعة، ومن ثم التوجه للجبهات تحت قيادة عناصر غير مؤهلة من المليشيا.

ويقول المساعد، محمد المرهبي، إنه رفض عرض المليشيا برفقة مجموعة من زملائه لحضور دوراتهم الطائفية مقابل صرف الراتب، وأضاف لـ”نيوزيمن” جازماً “إن الراتب حق مكفول للموظفين في السلك العسكري والأمني على الدولة”، وقال “ستعود مرتباتنا حينما تعود الدولة لممارسة مهامها”.
نيوزيمن، صنعاء :

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى