طريقة الاحتفال الحوثي بالمولد النبوي تثير تهكم وسخرية الشارع في صنعاء

اخباري نت ، نيوزيمن، محمد فؤاد:

“كما لو أنّ النبي محمد (ص) سوف يُبعث مجدداً، ويدخل صنعاء من طريق شارع الزبيري تحديداً”، هكذا علّق الحاج على رسّام -مالك محل تجاري بصنعاء- على تعسفات مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- بحق مُلّاك المحال التجارية والمؤسسات والمنازل الخاصة على جنبات شارع الزبيري وسط العاصمة صنعاء.

وعلى متن سيارة نقل صغيرة بذات الشارع يتأمل، عبدالله النهمي، تعليق اللافتات الترحيبية والخطوط المرسومة على جدران الأسوار، وخيوط الاقمشة الخضراء المتدلية واللمبات الضوئية، فيتساءل بلهجة شعبية مفعمة بالسخرية: “تقولوا النبي سيصل صنعاء لوحده، أو سيرافقه أبو بكر وعمر؟”، يلتقط السؤال من الكرسي المقابل أحدهم فيردّ تصريحا وتلميحا: “ما بلا لوحده، أنت دارى إنهم متصايحين مع ابو بكر وعمر..!”.

يتدخّل هنا سائق الباص: “سيأتي معه على بن أبي طالب، خلّونا نطلب الله، عادنا عبيت دبة غاز للدباب بعد شق الأنفس، سكّهونا من اللغاجة والزّبج الحامض هذا”، يبتسم على رسّام: “على جنب عندك.. هيا حرام إن عادك الغج مننا”. ويضيف وهو يمدّ يده بأجرة المشوار للسائق: “على بن ابي طالب سيأتي معه..! هيا اقطب الباقي.. واطلع من الخطّ.. لا تعرقل الموكب النبوي..”.

احتفال بتلطيخ وجه صنعاء

بهكذا مواقف ساخرة تهكميّة يقابل سكّان مدينة صنعاء، مظاهر احتفالات مليشيا الحوثي بالمولد النبوي، بما فيها من تلطيخ للجدران وواجهات المنازل والمواقع الأثرية بالعبارات والصور ذات الأبعاد المذهبية والطائفية، وبما فيها من استغلال وتسخير لمؤسسات الدولة وامكانياتها للمناسبة، وبافراط شديد وغباء منقطع النظير، أوقع الجماعة في مأزق الإساءة للنبى محمد (ص) وهم يلصقون اسمه بخط عريض على عربات نقل وفرم القمامة..!

تعميمات شديدة اللهجة أصدرتها مليشيا الحوثي تطالب فيها ملاك المحال التجارية والمؤسسات والشركات والمنازل الواقعة في شارع الزبيري بتركيب يافطات قماشية ترحيبية بمناسبة 12 ربيع أول تتضمن التهاني والتبريكات بالمناسبة.

ووفق عاملين في هذا القطاع، فقد طلبت مليشيا الحوثي كذلك تعليق زينة ضوئية وأخرى قماشية (لون أخضر)، على أن يكون مقاسها بامتداد المسافة من نوافذ وبوابة المحل التجاري وحتى عمود الكهرباء الواقع في الرصيف الوسطي المقابل للعمارة.

احتفال قسري لمنظمات تخصصية

منظمات المجتمع المدني بمختلف اختصاصاتها لم تسلم هي الأخرى من (فرامانات) وتعسفات مليشيا الحوثي بمناسبة المولد النبوي، وفرضت مليشيا الحوثي على منظمات المجتمع المدني بصنعاء إقامة “أنشطة بمناسبة المولد النبوي”، مشددة على أهمية “التفاعل والحضور والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي ستقام بالمناسبة”.

وفي تعميم بهذا الخصوص -حصل نيوزيمن على نسخة منه- فرضت مليشيا الحوثي على منظمات المجتمع المدني “رفع لافتات في الشوارع الرئيسية المجاورة لمبنى المنظمة” على أن تتضمن اللافتات “تهنئة القيادة السياسية والشعب اليمني بهذه المناسبة”.

وجاء في التعميم تنويه لجميع ممثلي منظمات المجتمع المدني، الذين التزموا بتعليق اللافتات المطلوبة بأن “عليهم إرسال صورة من اللوحة بعد التعليق، واسم الشارع الذي تم التعليق فيه، حتى يتسنّى لنا تسجيل كل المنظمات المشاركة وكي لا يسقط أي اسم سهواً”..

طقوس مستوردة

وفي تعليق له يذكّر الكاتب الصحفي محمود ياسين، بأن اليمنيين يحتفلون كل عام، يحتفلون في كل قرية بذكرى مولد النبي، مضيفا: “لكن إضافة مراسم رسمية وألوان وطقوس من خارج بيئتنا هي تكريس لعملية فرز وفصل”.

فيما يخاطب الناشط أحمد النويهي، النبي محمد: “عيالكم سرقوا مرتباتنا أربع سنين ونحن نرقد جاوعين وهم شابعين.. عيالك بيفعلوا هابي كريسميس بملايين والناس بلا معاش أربع سنين.. عيالك لطخوا حياتنا بالدّم وذلحينه قلبوها مخضرية”.