اخبار اليمن

صورة لخطيبين فرقتهم زنازين الحوثي!

نبيل سبيع
هذه هي إسراء وهيب. طبيبة يمنية شابة تخرجت من كليتها منذ أيام، وكانت تتمنى فقط في يوم تخرجها مكالمة هاتفية من خطيبها الذي يطل وجهه عليكم من شاشة تلفونها ومن بريق عينيها ومن قلبها. لكن صامد العامري لا يطل على أحد منذ نحو أربع سنين حتى من خلف القضبان.
صامد هو الآخر طبيب، وكان يفترض به وإسراء أن يكونا الآن متزوجين، وأن يكون إلى جوارها في حفل تخرجها، لكن ميليشيا الحوثي اعتقلته في منطقة الحوبان بتعز عام ٢٠١٦ ولم تطلق سراحه حتى الآن ولا تسمح له حتى بإجراء مكالمة هاتفية مع أسرته وخطيبته. لهذا لم تتمنَّ إسراء في حفل تخرجها أكثر من مكالمة هاتفية من صامد تطمئن فيها عليه وتسمع صوته. لكن المكالمة لم تأتِ وصوت صامد لم يصل. لذا، في حفل تخرجها أطلقت إسراء هاشتاج #متى_العودة .
قصة صامد وإسراء قصة خطيبين فرقتهما الاعتقالات الغاشمة لميليشيا الحوثي. ولماذا اعتقلوا صامد برأيكم؟ لأنه كان يقوم بعمله في تقديم المساعدات للمحتاجين والنازحين جراء الحرب!
قصة صامد وإسراء أيضاً قصة طبيبين انقض الحوثي على حياتهما وهما مايزالان في بداية طريقهما في مداواة ومعالجة جراح وأمراض بلدنا الدامي، الذي يعجُّ حرفياً بالقتلى والجرحى والمرضى والمكلومين.
لكنّ صامد العامري ما يزال صامداً خلف القضبان، وإسراء ما تزال صامدة في حبه وإنتظاره في الخارج.
وهي لم تنتظره وهي واضعة يدها على خدها، بل واصلت دراستها طوال الأربع السنوات الماضية، كانت تنتظره كل يوم وتواصل دراستها كل يوم حتى تخرجت.
مبروك يا إسراء!
وعقبال مبروك أخرى قادمة لا محالة عند خروج صامد!
سيخرج صامد غداً، وستواصلان معاً مشواركما السامي في مداواة ومعالجة جراح وأمراض اليمنيين.
ولا تبتئسا! فليس غريباً أن يكرهكما صناع الموت والجراح والمرض ومحترفو القتل والمقابر طالما أن مهنتكما ومبادئكما على النقيض تماما من مهنتهم ومبادئهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى