مقالات

صدق عفاش وكذب الحوثي

د. عبده البحش|

بغض النظر عن الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الشهيد علي عبد الله صالح في التحالف والتواطئي والتعاون مع الحوثيين وتمكينهم من السيطرة على البلاد والتنكيل بالعباد، الا ان الحقيقية يجب ان تقال وهي ان عفاش كان صادقا في خطابه الأخير الذي القاه وهو على بعد أمتار من الموت الحوثي، وخصوصا الحديث عن حيثيات المعركة والعدوان الحوثي الغادر والمبيت بنية القتل مع سبق الإصرار والترصد.

صدق عفاش عندما قال انه في كان بيته، وصدق عندما قال ان الحوثيين اعتدوا عليه دون مبرر، حيث ان الحوثي استغل مناسبة المولد للهجوم على جامع الصالح ومن ثم مهاجمة الحارة التي يسكن فيها علي عبد الله صالح بهدف قتله والتخلص منه رغم كل ما قدمه لهم من خدمات جليلة ما كانوا يحلمون بها.

لقد صدق عفاش عندما قال ان الحوثيين جماعة سلالية عنصرية طائفية غريبة عن المجتمع اليمني وعاداته وتقاليده وثقافته العربية والإسلامية الاصيلة، فالحوثي صنيعة إيرانية فارسية دخيلة على المجتمع اليمني وديانته الإسلامية الحنيفة، لكن صالح تناسى او تجاهل هذه الحقيقة رغم معرفته المسبقة بها استجابة لدوافع الثأر والانتقام من حزب الإصلاح وال الأحمر.

وفي الجانب الاخر من المشهد نجد ان الحوثي قد حرص على ان يكون كذابا ودجالا ومخادعا وغشاشا بطريقة ممنهجة ومدروسة ومخططة ومعدة سلفا، حيث ان الحوثي كذب على الشعب اليمني وعلى العالم بخصوص المكان الذي قتل فيه صالح، فقد اخترع الحوثي مسرحية مفبركة اصطنعها بنفسه ليثبت للعالم ان عفاش قتل وهو في طريقه هاربا الى مأرب.

كذب الحوثي بخصوص عملية الاغتيال المبيتة سلفا، عندما ادعى ان صالح عميل لما اسماه العدوان السعودي رغم ان العدوان السعودي استهدف كل بيوت علي عبد الله صالح ولم يستهدف بيوت الحوثي واقاربه حتى هذه اللحظة، وهي دلالة واشارة واضحة تثبت من هو العميل والخائن لما يسمونه العدوان السعودي الصهيو امريكي بريطاني.

كذب الحوثي بخصوص حيثيات العدوان والهجوم على صالح، حيث ادعى ان ميليشياته تعرضت للاعتداء بينما الحقيقة التي عرفها اليمنيين جميعا ان الحوثي هو من اعتدى على جامع الصالح ثم قام بمهاجمة بيوت ومقرات قيادات المؤتمر الشعبي العام وبيوت الشهيد علي عبد الله صالح وبيوت اقاربه وخاصة منزل العميد طارق عفاش.

كذب الحوثي بخصوص اتهامات الخيانة والعمالة وغيرها من الترهات التي أطلقها لتبرير جريمته الشنعاء، بينما الحقيقة الساطعة كالشمس في كبد السماء ان الحوثي هو الخائن الأكبر في تاريخ اليمن، فهو أداة إيرانية فارسية خارجية قبيحة هدفها التدمير الممنهج للبنية التحتية اليمنية والاغتيال المعتمد لمستقبل واحلام الأجيال القادمة من خلال تفتيت النسيج الاجتماعي وصناعة الحروب والعدوات بين القبائل اليمنية.

كذب الحوثي بخصوص التخابر مع الجهات الأجنبية، فالحقيقة الواضحة ان الحوثي هو من يمارس العمالة والخيانة والتخابر مع الجهات الأجنبية، والدليل على ذلك اجتماعات ظهران الجنوب مع من يسميهم الحوثي قوى العدوان، ناهيك عن الاجتماعات السرية المغلقة مع جون كيري والشخصيات السياسية الامريكية والغربية في الزوايا المظلمة والتي لا يعلم أحد عما يدور فيها، فضلا عن التبعية المطلقة للنظام الإيراني الفارسي الحقود.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى