مقالات

رسالة لصالح في اربعينيته .. من ابنته المنفية !

أربعون يوماً … لم ترحل أنت بل رحلنا نحن!

لا زلت أنتظر أن أفيق من هذا الكابوس المرعب منذ أربعين يوماً !
لا يزال عقلي يرفض إستيعاب حقيقة رحيلك !
هل يعقل ماحدث !.
لقد رحلت ولا يزال جسدك الطاهر متجمد بثلاجة الموتى !
هل يعقل ذلك !
لا تزال عيناك تنظرا للأفق بشموخ رأسك الشامخ مهشم برصاص الغدر شاربك المعتق بالشهب وجسدك المرمم من أثار جريمة تفجير دار الرئاسة رهين الكهنوت !

والدي الزعيم اليوم أشعر هنا ببرد القاهرة أتوارى بين رداءات الشتاء لكن جسدك مجمد هناك في صنعاء فأي دفئ نشعر به !

يداك المنحوت عليهما اثار النار كانتا ترتعدا أحياناً من التعب اليوم ياترى كيف يصنع بهما الصقيع! .
وكيف للصقيع أن يعبث بجسدك الطاهر وأنت لطالما كنت للخائفين ملاذ !.
لقد كسوت العريان وأدفئت البردان وأشبعت الجائع وأمنت الخائف ونصرت المظلوم وأغدقت على المحروم وعفوت عن الظالم وساندت المكسور .

كيف للبرد أن لا يدفئك وأنت ظللت شعب بحماك وصنعت وطن بإصرارك ونحت تاريخ بحكمتك لوطن شاء الجميع أن يظل مدمر .

أربعون يوماً فجاءة ضاع الوطن وشرد الشعب وصودرت الحقوق حلت الإختطافات الإغتيالات التجويع التشريد الإرهاب .

اليوم أنا غريبة عن وطني منفية بحكم كهنوتي قسري إرهابي . وغيري المئات لا ذنب إلا إرهاب الكهنوت اليوم
تمر الأيام كالسياط تجلدنا تمزق أجسادنا وكلما نتذكر نتسائل هل يعقل ما حدث !

يا زعيمنا الشهيد عذراً خذلناك خذلك الجميع ولم نكن قد تضحياتك ففي جسد كل ذكر شبه ذكر عاجز أن يثور ويهب ويستعيد الوطن .

لم يعد أمامي اليوم إلا التعايش مع الموت مع الغربة مع التهجير … مسلوبة الذكريات إلا ذكرياتك حبيسة اللحظات والخطابات والمشاكسات رهينة عند محراب أمل استيقاظك والجلد المتكرر على ظهورنا كيف لم نخفيك في نبضات قلوبنا وأوردتنا !؟ عل الكهنوت حينها لن يقتحمون بابك .

والدي الزعيم بقى العود يعبق في ذاكرة الحب …
ولكن رحلنا نحن برحيلك
إغتالوا كل شيء فينا
لم ترحل أنت بل رحلنا نحن.

إبنتك المنفية حنان حسين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى