اخبار اليمنملفات وقضايا

دعوة “طارق” تزيد من تفاقم أزمة “الحوثي” .. تفاصيل

اخباري نت – نقلا عن نيوز يمن، تقرير خاص:

منذ الخطاب الأخير للعميد طارق محمد عبدالله صالح، قائد قوات المقاومة الوطنية، امام دفعة من المجندين، ارتفعت وتيرة المقاومة القبلية المسلحة المناهضة لميليشيا الحوثي، وامتدت لتصل إلى معظم المحافظات التي لا تزال تسيطر عليها.

وقد بدت الخطوة بنظر مراقبين استجابة غير معلنة لدعوة قائد قوات المقاومة الوطنية لرفض الكهنوت الحوثي وأن يهب الجميع هبة رجل واحد لمساندة المقاومة المشتركة والجيش الوطني، وإرهاصات استعداداً لـ”ساعة الصفر” التي وردت في الخطاب.

وكان العميد طارق صالح قد أشار في خطابه إلى أن الحوثيين “يتسكعون في كل قبيلة وفي كل قرية وفي كل معسكر يبحثون عن مقاتلين للساحل الغربي” وفي هذا السياق أكدت مصادر قبلية أن ميليشيا الحوثي أصدرت تعميماً لكل مشايخ القبائل الموالين لها في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها تلزمهم فيه بالتحشيد لمعركة الساحل الغربي وأنذرتهم من التهاون أو التباطؤ.

وقد قوبلت دعوات التحشيد تلك، برفض شعبي في محافظات عدة عقب المحارق التي التهمت أبناء القبائل لا سيما في الساحل الغربي في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

وهذا ما يمكن اعتباره تطورا ميدانياً لافتا في معركة الخلاص الوطني لاستعادة اليمنيين دولتهم المختطفة والنظام الجمهوري، إذ لم تعد مواجهات الميليشيا الحوثية محصورة على جبهات القتال في أطراف مناطق سيطرتها فقط، بل امتدت إلى عقر دارها وفي مناطق لم تصلها المواجهات من قبل.

في هذا السياق ذكر مصدر محلي في محافظة ذمار أن أهالي مخلاف منقذة ومنطقة خربة أفيق ومشايخ وعقال مديرية ميفعة عنس (مسقط رأس المدعو محمد حسين المقدشي محافظ الحوثي بذمار) رفضوا بشدة رفد مليشيا الحوثي بأي مقاتلين من قبائلهم في اللقاء الموسع الذي عقدته المليشيا الثلاثاء 17 يوليو في الملعب الأحمر بمدينة ذمار.

وأضاف المصدر ان مشايخ وعقال مديرية ميفعة عنس هتفوا في اللقاء بالشعار الوطني:”بالروح بالدم نفديك يا يمن”. ولم يختلف الأمر كثيراً في مديرية عتمة التي بدأت تتعالى أصوات رفض التحشيد والزج بأبنائها في محارق الموت الحوثية.

وقد دفع هذا الرفض مليشيا الحوثي الى تحريك حملات مسلحة وشن حملات اعتقال، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإخضاع وتركيع أبناء القبائل المناهضين لمشروع المليشيا، وإجبار الأهالي على إرسال أولادهم إلى المحارق.

وزادت حدة حملات الترويع الحوثية خلال الأسبوعين الماضيين، اذ شنت عناصرها مداهمات واعتقالات غير مسبوقة في عدة محافظات منها عتمة بمحافظة ذمار حيث داهمت عشرات المنازل واعتقلت عدداً من المواطنين، وفي مدينة الرجم بمحافظة المحويت حيث اعتقلت ناشطين مناهضين وفرضت فيها حظراً غير معلن للتجوال ليلاً.

محافظات أخرى شهدت أيضا استنفارا أمنيا ونصب نقاط تفتيش إضافية على الطريق الرابط بين صنعاء والبيضاء عقب تدفق المقاتلين من مناطق سيطرة الحوثيين للالتحاق بقوات المقاومة الوطنية مع حملة اعتقالات طالت عدداً من قادة وحدات في الحرس الجمهوري خوفاً من انضمامهم إلى قوات المقاومة.

وفي خطوة عكست مدى التخبط والهستيريا التي تعيشها المليشيا في أهم معاقلها أقدمت المليشيا على احتجاز عقال حارات مطار صنعاء التابعة لمديرية بني الحارث للتحقيق معهم بعد طمس شعارات الصرخة الحوثية الإيرانية من الأحياء.

ولم يكن شيوخ القبائل بمنأى عن الاعتداءات والاعتقالات فقد قتلت ميليشيا الحوثي شيخ قبيلة ذو سبتان بمديرية قفلة عذر بمحافظة عمران كما حاصرت مجاميع مسلحة أخرى بأمانة العاصمة منزل الشيخ محمد جرعون أحد كبار مشايخ قيفة التابعة لمحافظة البيضاء واعتقلت نجله.

في المقابل اصطدمت حمالات الاعتقالات والاعتداءات الحوثية بمقاومة قبلية مسلحة من أبناء القبائل، فقد شهد الأسبوع الماضي اشتباكات بين رجال قبيلة سبتان بمحافظة عمران ومجاميع للمليشيا حيث تم إحراق طقمين للمليشيا ومقتل 2 من عناصرها بعد الاعتداء على شيخ القبيلة.

وتوافد عشرات المسلحين القبليين من قبائل ذو غيثان وبني عرجلة إلى مناطق قبيلة سبتان،إثر اجتماع قبلي للقبيلتين منحوا خلاله المحافظ الحوثي المدعو “جعمان” مهلة لسحب الحملة التي وصلت سبتان، متوعدين بمواجهة المليشيا في حال رفضها، وسحب أبناء القبيلتين من جميع الجبهات، ومنع المليشيا من العبور عبر مناطقهم.

وفي مديرية السبرة محافظة إب حدثت اشتباكات قتل على إثرها 8 من المليشيا. ولم يختلف الأمر كثيراً في مسور بمحافظة ريمة التي رفضت إجبار أبنائها على القتال في الساحل الغربي، وشهدت منتصف الأسبوع الماضي عصياناً مسلحاً على الحوثيين، فتم طرد المحافظ الحوثي فارس الحباري وتم منعه من دخول المحافظة.

لم يكن كلاماً عابراً

يمكن القول أن ما يجري حالياً في مناطق سيطرة المليشيا مثل صنعاء وعمران والمحويت وصعدة وريمة والقفر والسبرة بإب وذمار وقبائل خولان بن عامر في صعدة التي وجهت نداء لسحب أبنائها من الجبهات، بالإضافة إلى بني قيس بمحافظة حجة التي قطعت طريق الإمداد حجة – حرض في انتفاضة الثاني من ديسمبر المجيدة؛ أن المليشيا الحوثية تعيش أسوأ أحوالها وأقرب من أي وقت مضى للانهيار، وأن ما ورد في خطاب العميد طارق محمد عبدالله صالح أن ” القوات المشتركة ترتب لما بعد الحديدة التي أصبحت في حكم المنتهية في معركة استعادة اليمنيين لدولتهم” لم يكن كلاماً عابراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى