اخبار اليمن

تنازع الصلاحيات في دمت يفجّر نزاعاً مسلحاً بين اتباع المليشيا

متابعات.

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية زرع الفتن والصراعات بين جميع الأطراف القبلية التي سهَّلت لها إحكام السيطرة على مناطق متفرقة من البلاد، آخرها خلافات حادة تطورت إلى تبادل إطلاق نار، ومحاولة اختطاف أحد مسؤوليها في مديرية دمت، شمالي محافظة الضالع، (جنوبي اليمن).

قالت مصادر محلية متعددة لوكالة “خبر”، إن خلافات حادة على مبالغ مالية نشبت بين محافظ الضالع المعيَّن من مليشيا الحوثي المدعو “محمد صالح الحدي”، ومدير التحسين بالمحافظة المدعو “صدام عبدالواحد الصيادي”، والأخير نجل الشيخ القبلي المعروف بالمنطقة “عبدالواحد الصيادي”.

المصادر أوضحت أن المحافظ “الحدي” وجَّه قبل نحو شهرين، مدير التحسين “الصيادي” بصرف مبلغ مالي لنجل شقيقة القيادي الحوثي الصريع “العميد هشام الغرباني”، من مكتب التحسين، تحت بند مساعدة مالية، وهو الأمر الذي قابله الأخير بمماطلة حتى اللحظة، بحجة عدم توفر سيولة.

وبحسب المصادر، تسويف ومماطلة مدير التحسين يعود إلى توجيهات سابقة تلقاها من مشرف المليشيا بالمحافظة المدعو “أبو أحمد حطبة”، والتي نصّت على عدم التعامل بأوامر الصرف المالية إلا بواسطته، الأمر الذي دفع عناصر مسلحة من آل الغرباني بالتوجه يوم أمس الأول، على متن طقمين عسكريين يتبعان ما تسمى بـ”القوات الخاصة الحوثية” إلى مكتب التحسين الواقع وسط مدينة دمت، والمطالبة بتسليم الحوالة المالية إلا أن الرفض ومشادات كلامية تطورت بين الطرفين إلى ملاسنة دفعت المسلحين إلى محاولة اختطاف “الصيادي” من أمام مبنى مكتب التحسين، لولا انه لاذ بالفرار إلى داخله واغلق أبوابه، ومن ثم صعد إلى الدور الثاني واطلق النيران على تلك العناصر.

العناصر المسلحة لدى آل الغرباني ردّت على مصادر النيران وغادرت، متوعدة بردة فعل قوية، مرجعة ذلك إلى ما اعتبرته تمرّد “الصيادي” على توجيهات المحافظ “الحدي” واحتمائه بالمشرف “ابو أحمد حطبة”.

وبحسب المصادر، تدخّلت وساطة قبلية بين الطرفين واحتوت الموقف، إلا أن ذلك لم يخمد نيران الصراع الخفي بين المحافظ “الحدي” الذي ينحدر من مديرية دمت، والمشرف “حطبة” الذي تقول المصادر انه من أبناء محافظة “صعدة”، خصوصا والأخير يحكم قبضته على كل صغيرة وكبيرة في المحافظة، مُجردا “الحدي” من كافة الصلاحيات الحساسة في مقدمتها المالية.

مصادر مطابقة أفادت “خبر” أن المشرف “حطبة” سبق وان وجه بأوامر صرف عدّة إلى مكتب التحسين جميعها تخص عناصر تنحدر من محافظة صعدة دون غيرها وتم صرفها دون تأخير، وهو الأمر الذي اعتبره “الحدي” تصرفا عنصريا وتهميشا لصلاحياته كمحافظ.

وكانت قد عيّنت المليشيا الحوثية، مؤخرا، كلا من الحدي والصيادي في منصبي المحافظ ومدير التحسين، إلا ان صلاحيات كليهما تخضع لقيود مشرف المليشيا الذي يعتبر الرجل الأول بالمحافظة.

في السياق، كشفت مصادر مطابقة عن مساع للمشرف الحوثي بمحاولة تفجير الموقف بين الطرفين باعتبارهما من العناصر المتحوثة التي لا تنحدر من ذات السلالة، ضمن مخططات المليشيا باطاحة جميع من تعاون معها سابقا.

وبينما تساءلت مصادر محلية عن سبب بقاء المشرفين الحوثيين في تلك المناصب التي تقوّض صلاحيات المحافظين والوزراء وغيرهم بعد ان احكمت المليشيا سيطرتها على تلك المناطق، يرى مراقبون ان ذلك يرجع الى نواياها استكمال تنفيذ مخطط تصفية جميع المتعاونين معها لعدم ثقتها المطلقة بهم لولا اقتضاء مصلحتها آنذاك.

ويعتبر ” محمد صالح الحدي” و”عبدالواحد الصيادي” والد مدير التحسين “صدام الصيادي”، من أبرز مشايخ مخلافي عمار والعود بمديرية دمت، اللذين تعاونا مع المليشيا الحوثية بمعية مشايخ قبليين آخرين.

وقوبل تعاون أولئك المشايخ بادانات واستنكار واسع من ابناء قبائلهم واعتبروها خيانة لدماء شهدائهم الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن ونظامه الجمهوري ومقارعة الاماميين الجدد.

الجدير ذكره أن مخلافي عمار والعود يضمان قرابة 200 قرية سكنية، وينقسم توزيعها الإداري بين مديرية دمت التي تتبع إداريا محافظة الضالع، ومديرية النادرة التي تتبع محافظة إب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى