اخبار اليمنتقارير

تقرير | عقيدة الحوثي المستوردة لتثبيت “الولاية”

اخباري نت – تثار تساؤلات كثيرة في الشارع اليمني، حول دوافع الميليشيا الحوثية من الاحتفاء بالمقابر وتزيينها، وتحويل الموت إلى طقس احتفالي، في سلوك دخيل على ثقافة المجتمع وغير مفهوم.

ولجأت مليشيات الحوثيين إلى إجبار أسر القتلى على استقبال جثث أبنائها العائدة من جبهات القتال بالاحتفال والزغاريد والإعداد لزفته إلى المقبرة.

ويعد الحوثيون فريقاً من النساء لإطلاق الزغاريد داخل منزل المقتول لإجبار أسرته على الاحتفال رغم أحزان الفراق ووجع الفقد.

وتسعى مليشيا الحوثي لترسيخ ثقافة الموت وتصويره كطقس فرائحي في المجتمع اليمني، بعد أن ابتدعت ما يسمى أسبوع الشهيد كمناسبة سنوية دخيلة تغرق فيها الشوارع والمكاتب بصور قتلاها.

وتطلق المليشيا حملات دعائية وميدانية تكلف الملايين من أموال اليمنيين المنهوبة في المؤسسات والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها.

وتقيم العشرات من معارض الصور الفوتوغرافية لقتلاها الذين لقوا حتفهم في الجبهات بدءاً من محافظة صعدة مسقط رأس زعيم المتمردين، وكذا في محافظات ريمة وذمار وحجة ومديرية الحيمة الخارجية ومحافظة المحويت وفي محافظة صنعاء وأمانة العاصمة.

ثقافة إيرانية لتثبيت الحكم

وفي تصريح لـ”نيوزيمن”، يقول المحلل السياسي بليغ المخلافي، إن ممارسات وطقوساً دخيلة أوجدتها المليشيات ضمن ما استقدمته من قاموس الثورة الخمينية في إيران ومحاولة تجذيرها محليا لإيجاد قاعدة جماهيرية تصور لها الاعتقاد بشرعية الحاكم.

وأضاف المخلافي، أن المليشيات تؤسس لعقائد تقوم على ثنائية تقديس الإمام والحياة الأخرى القائمة على ثنائية الجنة والنار بيد الإمام أو السيد، وتصور للحياة والموت ومشروع ولاية الفقيه.

وأوضح أن هناك نهجاً تعمل عليه المليشيات في تزيين الموت وتحويله إلى ثقافة على غرار ما قامت به إيران من مشروع تثبيت الثورة الإيرانية التي قامت على جثث الضحايا ليصوروا ذلك الإقدام والقتال والموت ومنحه صورة للجنة الذاهب إليها الشهيد.

بدوره يرى الكاتب والإعلامي اليمني رياض الأديب، أن الحوثيين يحاولون ترسيخ ثقافة جديدة تمجد الموت والحفاوة بالموتى انطلاقاً من شعارها الذي يبدأ وينتهي بالموت.

وأشار إلى أن تلك الثقافة تشير إلى رغبة عارمة في دفن الشعب تحت الثرى وتؤكد بأنها مليشيات الموت لليمن واليمنيين وأنها جماعة قبورية تعظم القبور وتحتقر الحياة وتعبر عن نزعة وثنية صارخة للقبور فيها مكانة عظيمة.

في حين قال الكاتب السياسي عبدالله فرحان لـ”نيوزيمن” إن المليشيا الحوثية لا تكتفي بإجبار الأمهات والآباء على الاحتفاء بفقدان أعزائهم، بل فهم يعذبون الناس مرات يتختطفون أولادهم ويسوقونهم إلى الموت ومن ثم يكرهونهم على كتمان أحزانهم ويجبرونهم على الاحتفال بموتهم.

تبديل قدسية الحياة بالموت

ويقول الباحث التاريخي الدكتور علي سعيد، في حديث لـ”نيوزيمن”، إن المجتمع اليمني ظل منذ آلاف السنين يضع الميت سواء مات قتلاً أو موتا طبيعيا، في قبره ثم يهيل عليه التراب وأحيانا تلجأ بعض الأسر على سبيل الندرة لزراعة بعض أشجار الطيب مثل المشاقر وغيرها على قبر الميت.

واعتبر “أن ما تقوم به المليشيات الحوثية في ثقافتها الجديدة لتصوير الموت فرحاً، يعد خروجا سافرا على الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها من كراهية الموت والحزن المشروع على الموتى”.

ولفت إلى أن “النساء قد بكت على قتلى أحد” حتى قال صلى الله عليه وسلم وهو حزين “ولكن حمزة لابواكي له”، وحين توفي ابنه إبراهيم دمعت عيناه وقال قولته المشهورة التي صارت تشريعاً “إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزنون”.

وأكد “سعيد” أن مليشيا الموت الحوثية تحاول تبديل قدسية الحياة بثقافة الموت ونقل قدسية الله إلى قدسية البشر لتحقيق عائد عقدي وسياسي يجذر مفهوم الشرك المتنافي مع توحيد الله بجعل البشر أندادا له.

واعتبر أن هذا التوجه ينقل البشر من مصاف العباد العاجزين إلى المعبودين القادرين في الذهنية العامة والجاهلة فيصبح القبر إلهاً، به يستنجد ومنه يطلب العون والمدد، وهو ما يفعله الشيعة في كل مكان.

موتى لتسييد أدعياء الولاية

في ذات السياق، يقول الصحفي والناشط الإعلامي عبدالباسط الشرعبي، إن الحوثيين يدركون ما يصنعون من أجل مكاسب كبيرة تهدف من وراء ذلك إلى تحقيق السلطة والسيادة والهيمنة.

وألمح الشرعبي في حديثه لـ”نيوزيمن” إلى أن العائد السياسي يتحقق للمليشيات من خلال التذكير الدائم لأتباعهم أن الهدف من موت هؤلاء كان فرض السيادة لمن ماتوا من أجلهم، وبالتالي على الجميع الوفاء من أجله، وهي سيادة السلالة التي يعتقدون أنها تنحدر من جين متعال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى