اخبار اليمن

تفجّر الخلافات بين قيادات المليشيات الحوثية في مديرية اللحية الساحلية

اخباري نت . تفجّرت الخلافات بين قيادات المليشيات الحوثية في مديرية اللحية الساحلية، أقصى شمال محافظة الحديدة غربي اليمن، مردها تنازع أموال مجموعة باسم المجهود الحربي، علاوة على صراعات ممتدة ومشهورة للحوثيين في هذه الأنحاء حول تجارة وتهريب المخدرات والممنوعات بأنواعها.

وتفاقمت التوترات بين مشرفي وقيادات الحوثيين في مدينة اللحية الصغيرة ولها ميناء قديم والمناطق التابعة لها (المتداخلة والمتحادة مع محافظة حجة من جهة حرض) خلال الأسابيع الأخيرة، واستقدمت المليشيات تعزيزات من عمران والمحويت.

وتفجرت أخيراً الخلافات علناً بصورة خاصة بين المشرف الحوثي على اللحية محمد هزاع والمسئول المكلف بالمجهود الحربي علي أحمد علوان، وفقاً لمصادر نيوزيمن في اللحية.

وفي ظروف غامضة أخفى مشرفون حوثيون أفراداً متحوثين من أبناء الساحل والمحليين كانوا يعملون معهم قبل أن يتعرض هؤلاء للملاحقة والدهم في منازلهم والخطف إلى جهات مجهولة.

واطلع نيوزيمن على وثائق وبيانات أمنية من مديرية أمن اللحية تثبت تورط المشرفين الحوثيين في استخدام الأجهزة الأمنية لتصفية حسابات شخصية مع متحوثين فارين أو متهمين بالاستيلاء على مردودات “تجارة خاصة”.

وتبادل المسئولان في المليشيات (هزاع، وعلوان) الاتهامات؛ بالسرقة، والنهب، وإخفاء أموال وتبرعات ومدخولات أخرى تحت مسمى المجهود الحربي.

وقرر المشرف الحوثي عزل علي أحمد علوان وتوقيفه عن التصرف وممارسة أي نشاط.

وتقول لنيوزيمن مصادر أمنية مطلعة، إن الأسباب الحقيقية للخلافات ترجع جذورها إلى أنشطة مالية تتعلق بتجارة وبيع وتهريب المخدرات والممنوعات التي تنشط في الجزء الشمالي من ساحل محافظة الحديدة لاسيما في اللحية وباتجاه حرض الحدودية مع السعودية.

وكلف المشرف الحوثي على اللحية، المتحوث الموالي له محمد عاقل بأعمال ومتابعة المجهود الحربي بدلاً عن علي علوان.

ملف مفتوح

ويتقاتل الحوثيون فيما بينهم بعد مقاتلتهم للتهاميين وسكان الساحل الغربي لانتزاع المصالح والأرزاق وجمع الأموال من أي مصدر وبأية طريقة.

وأثرى مشرفون حوثيون، بشكل فاحش، خلال فترات وجيزة، خصوصاً أولئك القادمين من صعدة وعمران وحجة.

ووثقت منظمة محلية تعمل في ظروف خطرة حالات إثراء غير طبيعية لأفراد عاديين قدموا من صعدة أو عمران، وارتبطت أسماء هؤلاء بحالات إخفاء قسري لمواطنين محليين وتهاميين ممن يوصفون بالمتحوثين.

تنفُّذ واستغلال

ويشير راصد محلي، تحدث مع نيوزيمن في وقت سابق، إلى استخدام الحوثيين المتنفذين مواطني الساحل التهامي البسطاء كعمال أجرة في خدمتهم ولمصالحهم الخاصة، ويتعرضون لمخاطر جمة وإهانات واستغلال بشع، وأخيراً الإخفاء وتلفيق الاتهامات ومن بينها التخابر مع التحالف (..) لتبرير زجهم في السجون.

ملاحقات وإخفاء

وفي منتصف نوفمبر الماضي، بحسب معلومات أمنية خاصة لنيوزيمن، فوجئ أهالي اللُحية، بحملة أمنية قوامها ثلاثة أطقم تقل عشرين مسلحاً حوثياً، توجهت مباشرة إلى منزل المتحوث حسن إبراهيم يوسف من أبناء اللحية، وقام المسلحون باقتحام منزله واقتياده إلى جهة مجهولة.

واتهم المسلحون الحوثيون عنصرهم المتحوث حسن إبراهيم يوسف، بتجارة وتهريب المخدرات إلى السعودية.

ويؤكد مواطنون وأقارب له “أن بعض أفراد الحملة هم من شركاء المذكور في تهريب وترويج وتجارة المخدرات”.

وترجح شهادات جمعها راصد محلي، أن الاقتحام والخطف، على خلفية توتر العلاقات بين شركاء عمل وتجارة واحدة وخلافات حول مصالح واتهامات متبادلة في هذا الجانب.

تجارة عابرة

وتنشط تجارة وترويج وتهريب المخدرات بأنواعها في أوساط المليشيا التي تعتبرها تجارة سهلة وتدر أرباحاً كبيرة، واستخدمت نفوذها وسيطرتها على الموانئ والمنافذ والشريط الساحلي الطويل على البحر الأحمر لمصلحتها في أعمال التهريب العابر للحدود، علاوة على ترويج المخدرات ومهربات أخرى في الداخل.

موقع عسكري

وتعتبر اللحية مركزاً عسكرياً مهماً للمتمردين الحوثيين، وشهدت استحداثات كبيرة خاصة في جبل الملح ومحيطه. وفي شهر يناير استحدثت المليشيات خنادق ومواقع تمركز وسواتر ونصبت أجهزة مراقبة ليلية واتصالية باتجاه البحر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى