اخبار خاصة

بيان نعي الشهيد البطل علي عبدالله صالح

بيان نعي الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يُرزقون ” صدق الله العظيم
أيها المؤتمريون والمؤتمريات
يا أنصار وحلفاء ومحبي المؤتمر الشعبي العام
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم الصابر الصامد المرابط
يا أبناء الأمة العربية والإسلامية
أيها الأحرار والشرفاء ومحبو الحرية والديمقراطية والسلام في أرجاء العالم
ننعي إليكم جميعا استشهاد الزعيم القائد المؤسس علي عبدالله صالح
البطل الذي نذر حياته لليمن ، فأمضاها كفاحا ونضالاً واستبسالاً بين دفاع مستميت عن الوطن والثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والحرية والسيادة والاستقلال ، ونضال شاق في معتركات البناء والتنمية والتحولات الشاملة التي شهدتها اليمن في عهده وعلى يديه وأيدي الشرفاء من القادة والسياسيين والمخلصين من أبناء هذا الوطن .

كما كان في صدارة المدافعين عن العروبة والاسلام والقضايا العاجلة للانسان اينما كان.

وها هو يختم حياته واقفا مضحيا شامخا منافحا عن اليمن واستقلالها وسيادتها وثورتها ووحدتها وقيم أبنائها ومفردات هويتها ، شهيدا للمرة الثانية على أيدي عصابة إجرامية غادرة لا عهد لها ولا ذمة ولا قيم .

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم المكلوم بنبأ فقدان قائد ارتبط بالشعب ، وتقاسم معه العيش والتعب والصبر والتضحية والانجاز والصمود ومجابهة المخاطر .
إننا اليوم ننعي قامة وهامة سياسية وطنية يمنية عربية إنسانية ، وقائدا وطنيا وبطلا قوميا ورمزاً إنسانيا يندر أن يتكرر في تاريخ الأمم ، لكننا في ذات الوقت نؤكد أن هذا الرمز والقائد العظيم سيظل حيًّا في قلوبنا خالدا فينا ، و في كل مؤتمري صادق ، وفي كل وطني شريف ، وفي كل يمني يدرك معنى الهوية اليمنية والقيم الانسانية التي أصبح علي عبدالله صالح أحد رموزها ومعالمها ، وسيظل عهده من أزهى وأنقى أسفارها ، كما سيظل نهجه من أهم أدلة الحفاظ عليها.
فقد علَّـمنا الزعيم علي عبدالله صالح النضال والدفاع عن الوطن والشعب والقيم منذ مطلع الثورة اليمنية التي كان أحد المدافعين عنها في حرب السبعين يوما .
وعلَّمنا الفداء حينما حمل رأسه بين كفيه وتولى رئاسة الجمهورية بعد أن عزف عن الرئاسة كل من في الساحة ، وظلت البلاد في حالة فراغ دستوري لأكثر من ستين يوما بعد مقتل ثلاثة رؤساء في شمال وجنوب اليمن في غضون أشهر قليلة .
وعلَّمنا الحكمة وسعة الصدر وثقافة الحوار والشراكة حينما أسس مؤتمرنا الشعبي العام بناء على مخرجات حوار وطني شاركت فيه كل القوى السياسية ، ونتج عنه وثيقة الميثاق الوطني الدليل الفكري والنظري للمؤتمر الشعبي العام ، فكان ميلاد المؤتمر هو ميلاد مرحلة جديدة من الحياة السياسية القائمة على الشراكة والحوار والسلام والحرية ، لتنهي مرحلة صراع دام لعدة سنوات بين أبناء اليمن .
وعلَّمنا الارتقاء بالطموحات والاقدام على تحقيقها حينما سعى إلى تحقيق أعظم التحولات السياسية في تاريخ شعبنا اليمني ، وفي مقدمتها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، وإرساء النظام الديمقراطي القائم على التعددية السياسية وحرية التعبير والانتماء السياسي والفكري والنقابي والتداول السلمي للسلطة ، وغيرها من المفردات التي حققت الحد المعقول من أهداف ثورة سبتمبر واكتوبر ، وتطلعات شعبنا اليمني ونضالات أبنائه الأحرار .
وعلَّمنا عظمة الإنجاز حينما قاد تنمية شاملة في مختلف مجالات الحياة ، شملت كل أرجاء الوطن ، فأعاد بناء السد واستخرج النفط وشق الطرقات وبنى المشافي والمدارس والجامعات والمعاهد والمؤسسات ، وساعد القطاع الخاص على التطور ، وأشرك المجتمع بكل قطاعاته في التنمية والبناء ليحقق للوطن قفزة نوعية في كل مجالات الحياة ، كانت بمثابة معجزات على الأرض إذا ما قارناها بالفترة الزمنية وبالإمكانات المتوفرة وبالظروف التي أحاطت مسيرة اليمن .
وعلمنا الاستعداد للدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله حينما بنى جيشا ومؤسسات عسكرية وامنية حديثة وزودها بالمخزون الاستراتيجي من العتاد لتكون درعا للوطن رغم ماتعرضت له هذه المؤسسات من مؤامرات .

وعلمنا التضحية ونكران الذات وهو يقوم من موته حينما تعرض لمحاولة اغتيال في مسجد الرئاسة ، ويوجه بعدم الاقتال ، ثم يتبع ذلك – بعد أن شفاه الله – بتسليم السلطة سلميا تنفيذا للمبادرة الخليجية ، وحقناً لدماء اليمنيين.
وعلمنا معنى أواصر الإخاء الدينية والقومية والإنسانية وهو يقف مع كل أصحاب المظالم والقضايا العادلة ، في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا ، وفي الصومال وجنوب أفريقيا ، وفي البوسنة والهرسك ، وغيرها من بقاع الأرض التي تعرض فيها الإنسان لاضطهاد أو اعتداء .
وقد علمنا معنى الشجاعة والتضحية والصبر والصمود والتمسك بالقيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية ، وهو يقف مع شعبه ويمد يده لخصومه ، ويحاول لملمة الصف الوطني للتصدي لعدوان خارجي مزدوج ، ويرفض فرص النجاة التي عرضتها عليه أطراف عديدة ليترك الوطن والشعب ويتخلى عن قيمه الوطنية والدينية والأخلاقية والانسانية .
وها هو يعلم الدنيا معنى الثبات على المبدأ الشريف ، والموت دونه واقفا شامخا مواجها غير آبه بخطر الموت ما دام في معركة شريفة ، يذود عن حمى شعب وثوابت وطن وهوية أمة .
نعم يا أبناء شعبنا اليمني العزيز ـ هذا هو الزعيم الخالد علي عبدالله صالح ، الذي عرفتموه قائدا حكيما وأبا رحيما وبطلاً مقداما ورمزا للوفاء والتضحية والتسامح والإخاء والوسطية والإيثار والوطنية والقيم الإنسانية النبيلة .
وإننا إذ ننعي إليكم وإلى كل أحرار العالم استشهاد هذا الرمز الإنساني الخالد ، فإننا نؤكد أننا على دربه ماضون ، وبنهجه متمسكون وبقيمه النبيلة ملتزمون ، وعلى نهج الميثاق الوطني سائرون ، ثابتون ، صامدون .
لله ما أعطى ، ولله ما أخذ ، وله الحمد على ما قضى وارتضى ، ولشهيدنا الرحمة والمغفرة ، ولنا ولشعبنا العظيم الصبر والثبات ، وللجمهورية اليمنية البقاء ، وللمجرمين والخونة والمعتدين الخزي والخسران .
إنا لله وإنا إليه راجعون

تحيا الجمهورية اليمنية
بالروح بالدم نفديك يا يمن

يحيى محمد عبدالله صالح
عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام
4 ديسمبر 2017 م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى