اخبار اليمن

باتريك يمهد للحديث عن سحب لجنته من الحديدة

اخباري نت :

أرجأت الأمم المتحدة الإعلان عن أي لقاءات عقدها المبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث الذي يتواجد من يومين في العاصمة صنعاء للقاء قيادات الجماعة الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، والذي يحاول حلحلة خلافات عميقة وأزمة انسداد تواجه اتفاق الحديدة، علاوة على اتفاق الأسرى.

لكن الأمم المتحدة اكتفت بالإعلان، الثلاثاء 22 يناير كانون الثاني 2019، وعلى لسان المتحدث باسم المنظمة الدولية، أن رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار بمدينة الحديدة، الجنرال باتريك كاميرت، مستمر في عمله، نافية بذلك صحة ما تداولته وسائل إعلام، أمس، عن استقالة كاميرت كمخرج من أزمة تشدد الانقلابيين في المطالبة بتغييره وسحبه ورفض التعامل معه والتلويح بطرده وفريقه من الحديدة.

وخلت تصريحات وبيانات مصادر الأمم المتحدة، في نيويورك، كما هو الحال أيضا مع مكتب المبعوث الخاص، لليوم الثالث على التوالي من أية إفادات ومعطيات حول زيارة غريفيث ومهمة لجنة التنسيق بالحديدة ومصير بعثة المراقبين الدوليين، في ظل؛ تعثر زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء، وانعدام مؤشرات على حدوث أي اختراق يذكر إزاء تغيير مواقف الانقلابيين الرافضة، لعمل لجنة باتريك، ولتوسيع لجنة المراقبين، الدوليين، وللبدء الفوري في تنفيذ إجراءات بناء الثقة، تمهيدا لإعادة الانتشار بعد الانسحاب من الميناء الرئيس ومينائي رأس عيسى والصليف، فضلا عن تثبيت وقف إطلاق النار وإزالة الحواجز والعوائق ونزع الألغام والمتفجرات من شوارع وطرقات وأحياء المدينة.

وأمام حالة الجمود التي رافقت زيارة غريفيث الحالية إلى صنعاء، تعمقت الشكوك حيال مهمته، بينما تحدثت مصادر مطلعة لـ”نيوزيمن”، من صنعاء، مساء الثلاثاء، عن رفض القيادات العليا في الجماعة حتى الآن تحديد موعد للقاء المبعوث الأممي، وحددت له مواعيد ولقاءات منخفضة التمثيل بقيادات ثانوية من الصفين الثاني والثالث، لكنه رفض بدوره وانتدب مساعده معين شريم لعقدها.

غير أن مصادر سياسية ذهبت أبعد من ذلك، بالإشارة إلى اشتراطات استباقية تضعها المليشيات الحوثية من وقت مبكر، إزاء إمكانية استئناف المحادثات حول التسوية النهائية واتفاق سياسي شامل، في الوقت الذي فشلت وتتعمد إفشال الاتفاق المبدأي بشأن الحديدة والذي يعد امتحانا أوليا للنوايا وللمصداقية.

وتتشاءم المصادر حيال استراتيجية غريفيث، ولا تستبعد أن يعتمد حرق المراحل والقفز إلى الأمام وخلط الأوراق بوضع عربة التسوية النهائية قبل حصان إجراءات بناء الثقة وتنفيذ اتفاق الحديدة.

وفي الإطار لم تستبعد المصادر التي تحدثت مع “نيوزيمن”، لجوء غريفيث إلى مراضاة الحوثيين وسحب لجنة باتريك من الحديدة فعليا، تحت ذريعة تحويل الاجتماعات إلى الخارج، بدلا من المباشرة الميدانية التي تنص عليها الاتفاقية وقراري مجلس الأمن.

ونشأت تسريبات بالفعل، لجس النبض، بهذا المعطى. وسوف يكون من المستحيل بعد خطوة كهذه التعويل على اي تنفيذ فعلي لاتفاق الحديدة وعجز الأمم المتحدة عن فعل اي شيء ما عدا مراضاة المتمردين.

وخلال ذلك تشاغلت أوساط مكتب المبعوث الخاص بأحاديث هامشية حول مناقشات بشأن ملف تبادل الأسرى ليعاد نفس المضمون الذي خرجت به اجتماعات عمان قبل أيام، للتغطية على انكشاف جدول أعمال غريفيث في صنعاء لليوم الثاني على التوالي ودخل يومه الثالث، الأربعاء، من دون لقاء واحد أعلن عنه.

وطالب، في السياق، رئيس لجنة ملف الأسرى والمعتقلين في الحكومة الشرعية، هادي هيج، المجتمع الدولي بأخذ موقف حازم من تنصل المليشيات وعدم التزامها بما تم الاتفاق عليه بشأن تبادل الأسرى والسجناء.

ومن المنتظر أن تعقد ممثلية لجنة الصليب الأحمر الدولية، مؤتمرا صحفيا، اليوم الأربعاء، في العاصمة صنعاء، وتلعب اللجنة دور الوسيط اللوجيستي لإتمام عمليات التبادل.

وجددت المليشيات الحوثية التصعيد ضد كاميرت واتهامه بالخروج عن مهمته والانحياز للفريق الحكومي والمطالبة المتشددة بتغييره. واستمع معين شريم، مساعد غريفيث، لكلام قاس بهذا الشأن من قيادي الصف الثاني في الجماعة الحوثية فضل أبو طالب، والذي انتدب للقاء غريفيث لينتدب بدوره شريم إلى حضور اللقاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى