عربية ودولية

انتقادات واسعة لقرار الصين حظر “بي بي سي ورلد”

ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الصينية أن بكين منعت قناة “بي بي سي ورلد نيوز” الإخبارية من البث في الصين وهونغ كونغ.

ووصفت صحف “التايمز” و”إندبندنت” و”تليغراف” القرار الصيني بأن “رد فعل انتقامي” بسبب قرار إلغاء هيئة تنظيم وسائل الإعلام البريطانية Ofcom رخصة البث لشبكة تلفزيون الصين العالمية الناطقة باللغة الإنجليزية (سي جي تي إن) في الرابع من الشهر الجاري.

وفقا لما نشرته “بي بي سي”، فإن قرار Ofcom صدر بناء على اكتشاف أن ترخيص “سي جي تي إن” تم حجزه بشكل خاطئ بواسطة شركة Star China Media Ltd، في حين أن شبكة التلفزيون تابعة لحكومة بكين مباشرة. كما أن شبكة “سي جي تي إن” ارتكبت مخالفة تنتهك قواعد البث البريطانية العام الماضي من خلال بث اعتراف قسري مزعوم للمواطن البريطاني بيتر همفري.

الخارجية البريطانية والأميركية

قام وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، بنشر تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة تويتر، وصف فيها قرار الصين بأنه “تقييد غير مقبول لحرية الإعلام”، وقال إنه “سيضر بسمعة الصين في نظر العالم فحسب”.

وبحسب “بي بي سي”، دانت وزارة الخارجية الأميركية القرار الصيني، ووصفته بأنه جزء من حملة أوسع لقمع الإعلام الحر في الصين.

مزاعم صينية

فيما زعم بيان هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الصينية أن تحقيقا خلص إلى أن تقارير “قناة بي بي سي ورلد” عن الصين “تنتهك بشكل خطير” لوائح وسائل الإعلام الصينية.

وأضاف البيان الرسمي الصيني أن اللوائح تشمل متطلبات مثل “أن تكون الأخبار صادقة وعادلة”، وزعمت أن برامج هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أضرت بالمصالح الوطنية للصين وقوضت الوحدة الوطنية، ومن ثم فإنه لن يتم تجديد رخصة بث القناة الناطقة باللغة الإنجليزية للعام المقبل.

بل تم نشر تصريحات لمراقبين صينيين تقول إن “بي بي سي” تحولت إلى “طاحونة إشاعات” تتعمد إلقاء الوحل على الصين، وأن قرار تعليق بثها يبعث رسالة واضحة مفادها أن الصين لا تقبل الأخبار الكاذبة.

بيان من “بي بي سي”

وقالت “بي بي سي” في بيان: “نشعر بخيبة أمل لأن السلطات الصينية قررت اتخاذ هذا الإجراء. إن بي بي سي هي منصة الأخبار الدولية الأكثر ثقة في العالم، والتي تقدم تقارير عن الأحداث والموضوعات من جميع أنحاء العالم بشكل عادل ونزيه وبدون خوف أو محاباة”.

قرار غير مؤثر

كما أوضح مراسل “التايمز” من بكين وندي تانغ، أن معظم الأسر في الصين لن تتأثر بقرار الحظر الصيني، حيث إن قناة “بي بي سي ورلد”، مثلها مثل “سي إن إن” الأميركية وغيرها من محطات البث الدولية، متاحة فقط في عدد صغير من الفنادق الراقية والأماكن المرخصة بشكل خاص في المدن الكبرى، التي تضم مقار للسفارات الأجنبية أو محال إقامة الدبلوماسيين الأجانب.

توتر بسبب هونغ كونغ

شهدت العلاقات بين الصين والمملكة المتحدة تدهورًا خطيرًا في الأشهر الأخيرة بسبب هونغ كونغ، حيث أصدرت بكين قانونًا أمنيًا جديدًا مثيرًا للجدل بعد أن اجتاحت حركة كبيرة مؤيدة للديمقراطية المستعمرة السابقة.

في يناير، قدمت المملكة المتحدة تأشيرة جديدة تمنح 5.4 مليون من سكان هونغ كونغ الحق في العيش في المملكة المتحدة وأن يصبحوا مواطنين بريطانيين في مرحلة لاحقة، لأنها تعتقد أن الصين تقوض حقوق وحريات الإقليم.

حظر الموقع والتطبيق

وأوردت “بي بي سي” أن الصين، في العامين الماضيين، كانت تحظر بشكل منهجي وسائل الإعلام الأجنبية، بما في ذلك في الواقع طرد الصحافيين من ثلاث صحف أميركية في عام 2020، علاوة على أن هناك حظرا مطبقا بالفعل على موقع وتطبيق “بي بي سي” الإخباري الإلكتروني في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى