مقالات

الــقـــائــد طــارق صــــالــح ..سيف اليمن الجمهوري

—————————-
اخباري نت. عادل الهرش*
أسـس الـعـمـيـد طــارق مـحـمـد عـبـد الله صـالـح،
قـائـد المـقـاومـة الـوطـنـيـة،
رئيس المكتب السياسي، خطاب وطني متفرد ومتميز عن مجمل الخطاب
الـسـيـاسـي المصـاحـب لـلـحـرب الـتـي تـعـصـف بـالـيـمـن بـفـعـل اجـتـيـاح مليشيا الحوثيين للدولة اليمنية منذ العام 2014م.
وبينما كانت بوصلة مختلف القوى السياسية قد تاهت، أو كادت، عن
الوجهة المفترضة لليمنيين فـي معركتهم الشاقة  ل اسـتـعـادة دولتهم ووطنهم،
برز خطاب القائد بمضامين شديدة الوضوح والتركيز فيما يخص ما ينبغي
أن يـكـون هـدفـا للمعركة ومـا لاينبغي أن يـكـون، ومـاهـو مـجـدي فـي الـحـرب والسياسة، وما هو غير ذي جدوى.
وفــي فـتـرة قـيـاسـيـة صـنـع هــذا الـخـطـاب لـنـفـسـه حـضـورا عـامـا لايمكن تجاوزه، داخليا أو خارجيا، كما لايمكن الاختلاف حوله أو عليه، لدى كل الوطنيين اليمنيين كما لدى المهتمين والمعنيين بالصراع في اليمن ومستقبله.
يقوم خطاب القائد، على مرتكزات رئيسية يمكن الاشارة إليها سريعا في
هذه المقدمة على النحو التالي:
أولا: هــدف المـعـركـة هـو اسـتـعـادة دولــة المـواطـنـة االمـتـسـاويـة بـنـظـامـهـا السياسي القائم على الديمقراطية والتعددية والحريات العامة والخاصة.
هذا الهدف، فضلا عن كونه يمثل النقيض الوطني والحضاري الكامل
للطبيعة الطائفية والجهوية لمليشيا الحوثي، وسلطة التمييز والامـتـيـازات
التي فرضتها في صنعاء، هو الهدف الـذي يعيد للمعركة مبررها، ويزيل كل
لبس حول شرعيتها ومشروعيتها.
لـم يعد مجديا أن تجعل مـن »اسـتـعـادة الـجـمـهـوريـة« شـعـارا للمعركة،
فـالـحـوثـيـة تـحـكـم الان بـواسـطـة »الـجـمـهـوريـة« ولـكـن بـعـد أن أفـرغـتـهـا من مضمونها، ومضمونها هو دولة المساواة التي تمثل، ويتمثل فيها، جميع أفراد الشعب بمختلف فئاته وعبر آلية الديمقراطية والانتخابات الحرة والعمل التنظيمي المتعدد.
إذا وافق الحوثي أو غيره على الاحتكام لصندوق الاقتراع وتخلى عن
فكرة الاصطفاء والاولية فلا مشكلة لنا معه يقول القائد في أحد حواراتة،
واضـعـا بـذلـك يــده عـلـى لـب المـشـكـلـة وجـوهـرهـا. وهــو بـذلـك لا يـبـتـعـد قيد أنملة عن الجوهر النهائي لـ«الجمهورية« بأهداف قيامها الاربعة والتي كان على رأسها رفـع الـوصـايـة عـن الشعب وأقـامـة نـظـام سـيـاسـي عـادل وإزالــة الـفـوارق بين
الطبقات، وهي الاهداف التي قتلتها االمليشيا جميعا.
لذلك فأن التذكير الدائم، في خطاب القائد، بالديمقراطية والانتخابات، ينبع من وعي فذ وعميق بأولوية ربط اليمنيين بأبرز إنجازاتهم االمعاصرة في المجالين
السياسي والاجتماعي، وهـي التجربة التي خـرج اليمنيون خلالها أربـع مـرات
للتنافس عـلـى مختلف مـواقـع الـحـكـم، مـن رئـاسـة الـجـمـهـوريـة إلـى السلطة التشرعية وحتى السلطة المحلية.
بـإمـكـان الـنـخـب الـسـيـاسـيـة فـي مـواجـهـة انـهـيـار الـدولـة والمـجـتـمـع إيـقـاظ إلاحـسـاس الكامن لـدى اليمنيين بعظمة إنجازهم هـذا، والـذي كـان خطوة كـبـرى إلـى الأمــام فـي تـاريـخـهـم، والـتـاريـخ لا يـعـود إلـى الــوراء أو هـكـذا يفترض.
خصوصا وهـم يـشـاهـدون الان بأعينهم تـوحـش الايـديـولـوجـيـات العصبوية المتخلفة والـقـائـمـة على التفريق البغيـض بين الـنـاس ومـنـح مطلق امـتـيـازات الحكم والثروة لفئة دون أخرى، وبخلفيات مذهبية وسلالية.
لـن يتخلى، ولايـفـتـرض أن يتخلى، اليمني بسهولة عـن منجز حـقـق له
إنسانيته وسـاوى بينه وبين جميع أبناء وطنه فيما يخص حقه في السلطة
والثروة، والاهم من ذلك هو حقه في أن يكون إنسانا حرا غير مستعبد لاية جماعة وبأية دعوى دينية مفتراة أو غير دينية.
باختصار: العميد طارق صالح هنا يحول دولة االمساواة والمواطنة الحرة
والمتساوية إلى أيديولوجيا نضالية ينبغي أن تكون عقيدة لكل يمني حر، كما ينبغي أن تكون هدف لكل عمل نضالي عسكري أو سياسي.
ثانيا: الحوثية كانقلاب ومنهج وسلوك، هي العدو الاول لليمنيين، لذلك
ينبغي توحيد المعركة ضدها، وتوجيه البندقية والعمل النضالي حصرا إليها.
ال معنى، وال منطق، وال جدوى، من هذا التشتت في خندق الدفاع عن
اليمنيين الاول ومناصبة العداء بدلا عنه قوى وطنية أخرى. الوطن ومكتسباته، وفضلا عن ذلـك فـإن انـصـراف بعض القوى عن عدو
اليمنيين الاول ومناصبة العداء بدلا عنه لقوى وطنية أخرى.
لـقـد كــان الـقـائـد حـاسـمـا فـي مـجـمـل خـطـابـاتـه وحــواراتــه فـي تـأكـيـده على هـذه النقطة، ولطالما شدد على أن التشتت لا يولد الا الفشل والعجز.
ثالثا: على اليمنيين تأجيل كل خلافات

هم إلى ما بعد الوصول إلى صنعاء
وتحريرها، إنتصارا بالسلاح أو حسما بالسياسة. هـدفـنـا صـنـعـاء، وبـعـد ذلـك يستطيع اليمنيون ان يـتـحـاوروا حـول كل قضاياهم  هكذا يقول القائد طارق صالح ويشدد أكثر من مرة.
لقد مثل غياب الرؤية الموحدة لدى القوى الوطنية المناهضة لـل الحوثية
عبئا كبيرا على معركة التحرير.. ولا يزال، وبينما تصدرت الانقسامات جبهة
معركة التحرير وبعناوين عديدة في معظمها ذات طابع مناطقي أوفئوي، كان الحوثي يشحذ عصبيته ويكرس وحدة القرار والعمل داخل جبهته. ولا يخفى على أي يمني، كما على أي مراقب غير يمني، فداحة الكلفة التي سببتها هذه
الانقسامات، وعظيم الفرصة التي أضعفتها هذه التخندقات.
من هنا تعلو قيمة الخطاب الموحد، الجامع غير المفرق، الذي اعتمده
الـقـائـد ولـفـت بـه، وإلـيـه، مختلف الانـظـار. ولـم يقتصر الامــر بـالـطـبـع على الـخـطـاب بـل تـزامـن مـع الـمـارسـة والـتـطـبـيـق الـفـعـلـي، حـيـث لا، ولـم، يدخر القائد جهدا فـي محاولة الـوصـول إلـى الجميع والـتـواصـل مـع الكل بهدف لم
الشتات ورص الصفوف. خصوصا منذ تأسيسه للمكتب السياسي الـذي
جاء كمحصلة من محصلات العمل البطولي المقاوم  لرجال المقاومة الوطنية بكافة تشكيالتها وع رأسها الوية حراس الجمهورية.
رابعا: لسنا عنصريين ولا ينبغي أن نرد على العنصرية بعنصرية.
وهـذه واحـدة مـن ذرى الخطاب الوطني للقائد، حيث لاينبغي أن يقع
الوطنيون في فخ أي عصبوية أو في شراك أي تعميم، ومع الاعتراف بأن الحوثي يستثمر في تكتيل فئة بعينها من اليمنيين ضد بقية اليمنيين، الا أن مجابهة العنصرية بعنصرية تعني أنـنـا جميعا وقعنا فـي الـفـخ الـذي استدرجنا إليه العدو، العدو الـذي لا يستطيع الاستمرار في الحياة، فضال عن الاستمرار في السلطة والنفوذ، بدون أن يحتمي بالعصبيات المادون وطنية، وبدون أن يخلق حوله أيضا بحرا من فوضى العصبيات والعنصريات المتعددة.
خـامـسـا: عـالاقـات المـقـاومـة الـوطـنـيـة مـع محيطها وحلفائها الاشـقـاء هي
علاقة قائمة على الوضوح والعلنية، ومنطلقة من تفاهمات نهائية مضمونها
وهدفها، ومحددها الرئيس، هو اليمن ومصالحته العليا.
هــذه الـشـفـافـيـة فـي خـطـاب الـقـائـد تـقـوم عـلـى حـقـيـقـة هــذا الـعـلاقـات
وواقعها بـدون تجميل أو تضليل. فالحرب المفروضة على اليمنيين من قبل عصابة الحوثي التي ضربت كل أساسيات الاستقرار والتعايش المشترك بين اليمنيين؛
فرضت عليهم مواجهتها باعتبار الدفاع عن الاوطـان حق تقره كل القوانين
والـشـرائـع، كما أن مـن حـق المدافعين عـن أنفسهم ووطنهم الاستعانة بكل
وسيلة مشروعة لللرد ومن بينها التحالفات المحلية والاقليمية والدولية
الـقـائـمـة عـلـى الـنـديـة والـحـرص المتـبـادل عـلـى سـيـادة وأمــن وسـلامـة الـدول ومـصـالـح شـعـوبـهـا، وهـو مـا تـحـرص عليه المـقـاومـة الـوطـنـيـة وشـركـائـهـا فـي ما
يخص أمن وسيادة وسلامة اليمن وأراضيه ومصالح شعبه.
سادسا: وكان ينبغي أن يكون أولا: الجندي المقاتل على الارض هو أساس
الـنـضـال وأهـم ركـائـزه، وخـدمـة ودعـم وحـمـايـة هـذا الـجـنـدي أولـويـة قصوى مفروضة على كل اليمنيين المؤمنين بقضيتهم العادلة.
فبدون هذا الجندي واخلاصه وشجاعته، لا أفق ألي عمل نضالي يطمح ل اعادة دولة وكرامة وأمن وحرية أبناء هذا الوطن. والأمل في تحقيق الاهداف الوطنية الملحمية الواردة في النقاط التي تحدثنا عنها آنفا.
يـركـز الـقـائـد فـي مـخـتـلـف خـطـابـاتـه عـلـى الـقـيـمـة الـعـظـيـمـة الـتـي يمثلها مـقـاتـلـون حـسـمـوا خـيـارهـم وهـجـروا بـيـوتـهـم وتـدفـقـوا إلـى الـخـنـادق كطليعة
في معركة التحرير، دون تـردد أو تشكك في عظمة وقدسية ومصيرية هذه المعركة.
هـذه إذا بعض معالم الخطاب العام لقائد المقاومة الوطنية، وليست
جميعها، غير أنها مـا جعلت مـن هـذا الخطاب نسيج وحـدة، وحظي ولا يـزال يـحـظـى بـالمـزيـد مـن اهـتـمـام الـنـخـب والــقــوى الـسـيـاسـيـة والاجـتـمـاعـيـة على المستوى الوطني، والقوى الدولية وعلى المستوى الخارجي……..
ومنصورين بعون الله
من كتاب نهج المقاومة
اعداد/ عادل علي الهرش
٢٠٢١/١٠/٣

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى