اخبار اليمنملفات وقضايا

القبيلة في البيضاء ودورها المهم في مقاومة المليشيا | قراءة في تعقيدات المشهد هناك

اخباري نت – تلعب القبيلة دوراً مهماً في الأحداث الدائرة بمحافظة البيضاء منذ دخول مليشيات الحوثي المحافظة عام 2014م وحتى الساعة.

فالقبيلة قادت المقاومة الشعبية المسلحة للتصدي للحوثيين، وهي ركيزة قوات الجيش التي تقود عمليات تحرير بقية مديريات البيضاء بإسناد من مقاتلات التحالف العربي، لاسيما شرق المحافظة.

وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة مراعاة الروابط القبلية للمجتمع البيضاني العابرة حدود التقسيم الإداري أثناء قراءة الأخبار في وسائل إعلام تعتمد على تقديم خدمة خبرية بناءً على التقسيم الإداري للجمهورية اليمنية.

فقبائل مديريات شرق وشمال وغرب محافظة البيضاء (السوادية، ناطع، ونعمان، القريشية، ولد ربيع، والشرية) تربطها علاقات قبلية أزلية مع قبائل مديريات تابعة لمحافظات محاذية لها لاسيما محافظة مأرب (ماهلية، العبدية، رحبة) ولشدة تلك الروابط تذكر مثلاً منطقة قانية في وسائل الإعلام أنها تابعة لمحافظة البيضاء مع أنها إدارياً عزلة تابعة لمديرية ماهلية الماربية، كما أن قبائل مثل بني وهب آل منصور وآل هادي ويسكنون عزلة الوهبية (معقل الحوثيين في المنطقة) التابعة لمديرية السوادية هم من قبيلة مراد الماربية، ومن ذلك أيضاً قبائل تسكن في مديرية العبدية الماربية تعود رابطتها القبلية إلى آل عواض البيضاء.

هذه الشبكة المعقدة من العلاقات القبلية لا يمكن تجاهلها في المديريات آنفة الذكر والتي خطفت أضواء وسائل الإعلام على إثر تركز العمليات العسكرية لقوات الجيش والمعارك المحتدمة مع مليشيات الحوثي منذ ديسمبر 2017 الماضي، ويظهر جلياً دورها في خضم العلاقات المتشابكة أيضاً مع (الجيش – الأحزاب السياسية – الحوثيين – القاعدة).

فمن جهة لا يزال رابط القبيلة “الصَّحب” بين رفاق السلاح المنضوين حديثاً في الألوية العسكرية المستحدثة من أبناء قبائل المنطقة هو الطاغي على رابط “الجندية”، فالذود عن القبيلة وعن “الصَّاحب” وهو كل فرد في القبيلة ومواجهة أي طرف مهما كانت صفته يحاول اقتحام القبيلة حتى لو كان يرتدي “البزة العسكرية”، فتظهر النعرات القبلية داخل اللواء الواحد، كما يمكن تفسير حوادث نشوب “توتر مسلح” بين حين وآخر.

ومن جهة أخرى يمكن أن نلحظ تسخير القبيلة في خدمة الحزب من خلال المساعي القبلية التي تظهر بين الحين والآخر لوقف العمليات العسكرية في جبهة قانية للتغطية على الأسباب الحقيقية لتوقف المواجهات بين قوات الجيش الموالية للإصلاح وميليشيات الحوثي، فيما يعود لاتفاق غير معلن بين الطرفين (الإصلاح والحوثيين) يقضي بإيقاف المواجهات بينهما في عدة جبهات ومنها نهم وصرواح وقانية بغية تمكين الحوثيين من حشد مقاتليهم إلى جبهة الساحل الغربي.

وتستند هذه المساعي في وساطتها إلى روابط قبلية بين قبيلة مراد (مأرب) التي يربطها (الداعي الواحد) و”بني وهب” القاطنين في الوهبية الذين يرتبطون معهم بأحلاف قبلية متوارثة كما سبق.

وتسعى هذه الوساطة إلى منع استكمال العمليات العسكرية للجيش في هذه الجبهة وإعاقة اقتحامه حمى “بني وهب”، وتطالب باللجوء إلى حلول سلمية أخرى بديلة.

كما أن تأسيس ألوية الجيش المستحدثة في جبهات مثل قانية، مثلاً، تتم بناءً على تقسيم قبلي لا يخفى على أحد تديرها بوصلة حزبية يمكن ملاحظتها، وهذا الرابط غير المنطقي ينعكس سلباً على الحياة العسكرية والمجتمع، فحين يقتل أحد أفراد الجيش في جبهات قانية أو ناطع أو نعمان يتم نعيه باعتباره أحد أبناء القبيلة، وليس باعتباره جندياً من كتيبة عسكرية تابعة للواء جيش.

في حين تأتي التعازي والمواساة للقبائل وشيوخها وليس لقادة الشهداء وألويتهم، وعند استشهاد أحد ضباط الألوية لا تتم تعزية ذويه وقبيلته بوصفه ضابطاً في الجيش ذا رتبة عسكرية، بل بوصفه شيخاً قبلياً، وكثيراً ما قرأنا وسمعنا عند استشهاد ضابط في الجيش في جبهة ما، برقيات تعازٍ باعتباره “الشيخ”.

نيوزيمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى