اخبار اليمنعربية ودولية

الشرطة الموريتانية تخضع أكبر مركز تابع لجماعة الإخوان الإرهابية في البلاد لسيطرتها

 

ضربات موجعة تتلقاها جماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا، فبعد أن خسرت الانتخابات الأخيرة في البلاد، أضحت قريبة من قرار “الحظر” لتجفيف منابعها الإرهابية.

واعتبر مراقبون للشأن الموريتاني أن “حبل مشنقة الحظر بات يقترب من عنق جماعة الإخوان الإرهابية”، وذلك في أعقاب الخطوة التي اتخذتها سلطات البلاد، مساء الإثنين، ضد أكبر مركز تابع لها.

فقد أخضعت الشرطة الموريتانية، مساء الإثنين، أكبر مركز تابع لجماعة الإخوان الإرهابية في البلاد لسيطرتها.

ووضعت الشرطة الموريتانية قبضتها على ما يدعى مركز “تكوين العلماء”، الذي يرأسه محمد الحسن الددو، الذي يقود جماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا.

وأثارت تصريحات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الأخيرة الكثير من علامات الاستفهام حول المستقبل السياسي لـ”إخوان موريتانيا”، الذين يتخذون من حزب “التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ـ تواصل” ستاراً لممارسة ألاعيبهم التخريبية بدعوى ممارسة السياسة.

ففي 20 سبتمبر/أيلول، ربط الرئيس الموريتاني الإخوان بالإرهاب والتطرف ودعمه فكرياً ومالياً، متبعاً نفس النهج الذي اتخذه خلال حملة الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت ما بين أول ومنتصف الشهر الجاري.

وكان الرئيس الموريتاني قد قال خلال مؤتمر صحفي عقد في الـ29 من أغسطس/آب الماضي، في ختام الحملة الانتخابية النيابية إن “هؤلاء (الإخوان) إنما يتخذون من العمل السياسي وسيلة فقط للوصول إلى السلطة، وإنهم مستعدون للجوء للعنف المسلح لتحقيق أهدافهم متى ما سنحت لهم الفرصة”.

فضح الإخوان وعزلهم

عزلة حزب “تواصل” الإخواني وانكشاف ظهره سياسياً بدت أكثر وضوحاً خلال الشوط الثاني من الحملة الانتخابية، وكانت هذه المرة من طرف حلفائه السياسيين المعارضين الأقرب ضمن ما يعرف بـ”المنتدى الديمقراطي المعارض”، الذي يضم عدة تشكيلات حزبية.

فرصيد حزب “تواصل” تجمد نيابياً عن نتيجة في الدور الأول وهو 14 نائباً، لأن الحلفاء المعارضين آثروا عزل “تواصل” في معركته مع الحزب الحاكم، بل اتجه بعضهم لدعم الأخير على حساب حزب الإخوان الإرهابي.

وحصل ذلك أيضاً في دائرة نواكشوط ضد لائحة للمنتدى المعارض يرأسها الرئيس السابق لحزب “تواصل” جميل منصور الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز على منافسته من الحزب الحاكم فاطمة عبدالمالك، قبل أن تحدث المفاجأة ويتخلى الحلفاء المعارضون عن مرشح “تواصل”، الذراع الإرهابية للإخوان.

بل إن زعيم حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير المعارض، تحلل من اتفاق سابق لدعم مرشح “تواصل” في نواكشوط، وأعلن فجأة دعمه للحزب الحاكم وفي جميع الدوائر، في مشهد واضح يعبر عن العزلة المتزايدة للحزب الإرهابي.

الحل في “الحل”

يرى مراقبون متابعون للشأن الموريتاني ومدونون أن الحل بات مسألة وقت بالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية، معتبرين أن “الحل في الحل”، خاصة أن القرار بات على الطاولة وينتظر التنفيذ.

ويتخفى حزب جماعة الإخوان الإرهابية تحت ستار “العمل الخيري” ليمارس أموره التخريبية في البلاد، الأمر الذي دفع بعض الكتاب للإشارة إلى أنه “من الخطأ أصلاً السماح بتشكيل حزب سياسي يشكل إطاراً لتنظيم الإخوان بأذرعه الدولية وأجنداته الخارجية”.

[embedded content]

الكاتب اليساري والمحامي الموريتاني محمد ولد أمين يقول في تصريح لـ”العين الإخبارية” إن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” هو الفرع المحلي من منظمة الإخوان، و”لو كان هناك احترام للقانون لما وجد هذا الحزب أصلاً”، مشدداً على أن “حله عمل شرعي من الناحية القانونية، ومهم من الناحية السياسية لإيقاف النكوص والتقهقر الفكري الذي تروج له الجماعات الأصولية”.

حزب الصرافات والمطاعم

أما الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور إسحاق الكنتي فيفند الادعاءات حول ديمقراطية الحزب المحسوب على التيار الإخواني الإرهابي، مدوناً بحسابه على “فيس بوك” يوم 21 سبتمبر/أيلول الجاري: “هل سمعت بحزب ديمقراطي لا يعرف أعضاء مكتبه التنفيذي، وهل سمعت بحزب سياسي لا يعرف أعضاء مجلس شوراه؟.. وهل سمعت بحزب يجمع بين النشاط الحزبي والعمل الخيري في حين يفترض أنه يمنع على المنظمات الخيرية ممارسة العمل السياسي.. وهل سمعت بحزب يملك صيدليات وصرافات ومطعم”، مشيراً إلى أن “كل الأحزاب في العالم تعرف هيئاتها القيادية إلا حزب الإخوان.. لماذا؟”.

وبالأمس أتت خطوة الشرطة الموريتانية ضد المركز التابع للجماعة بعد تصريحات لرئيس البلاد، الخميس الماضي، قال فيها إن جماعة الإخوان الإرهابية “هدمت مجتمعات عربية” و”بعيدة عن الإسلام.. والإسلام بعيد عنها”.

ويعمل المركز الإخواني الأكبر في موريتانيا على تخريج عناصر تروج لخطاب الإخوان الإرهابية، ويوجد مقره ببلدية عرفات في العاصمة نواكشوط، وهي بلدية يسيطر عليها سياسياً حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”، الجناح السياسي للجماعة الإرهابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى