اخبار اليمن

الاخوان يحشدون في تعز لتكريس الفوضى واحتلال الارض

متابعات | في تعز قد لا تبدو الأمور بخير فمحطات البؤس التي جربها المواطن طيلة الأعوام الماضية تقول ذلك، وعلى غرار ما يحدث مع كل قضية؛ تحاول انتشال هذه الجغرافيا من أتون الفوضى، تطفو الأحقاد.

ثمة ملفات وثمة حشود في المدينة يقودها الفصيل نفسه ويديرها بالكيفية التي تناسبه، الهدف منها استعراض الفكرة وارغام البندقية على تربع تلال ريف الحجرية بعد نشوة اغتيال العميد الحمادي.

لم يكن حرف مسار المعركة ضد الحوثي بتحويلها تجاه التربة قرارا طارئا، جاء نتيجة صراعات بين مكونات المقاومة في تعز، فهذا أمر طبيعي لكن المسألة لها أبعاد سياسية فجة، تقوم على مصالح ومتناقضات، تعز في غنى عنها منذ 2011م.

أصوات الفلاحين

هناك فرق بين أن تحشد لتكريس فكرة الفوضى وبين أن تحشد لإيصال رسالة السلام وإعادة الاستقرار كواقع لا يحتاج إلى مواربة أو نفاق.

فصوت الفلاح الذي ينبع من باطن الأرض ليقول للجميع أوقفوا الحرب والصراعات العبثية، بالتأكيد هو غير صوت القطيع الحزبي الذي تم تنشئته بين جدران من الأسمنت، ليصبح أقرب إلى حياة الريبورتات الآلية.

كثير من الأصوات تعيب على فصيل كحزب الإصلاح التهرب دائما من تحقيق أي تقدم في عملية بناء الدولة، وكأنه يعتبرها نقيصة في حقه كمشروع عابر للحدود؛ لا يتوقف إلا بتحقيق الخلافة الإسلامية.

مُنح الإصلاح فرصة في تعز، واثنتين، وثلاث، وأربع؛ لاستعادة المدينة بصورتها التي كانت عليه، إلا أنه مع كل فرصة كان يجد نفسه في مقدمة القتلة، وعلى رأس المنحرفون.

الفشل حليف دائم

منذ العام 2011 وباب المندب هدف الجماعة الأكبر، الذي سيجعل من مدينة تعز “صرة” تحمل على كتف أبسط مدرس إخواني انتقل للتو إلى قيادة معسكر تم استحداثه في أحد الشعاب، لكن ذلك بدا صعبا فشرايين الدولة واوردتها كانت ما تزال تنبض رغم كل الترتيبات.

هذه الجماعات تفشل دائما في إدارة الأزمات والأحداث والتعاطي مع القضايا بوطنية صادقة، وهي لا تعترف بذلك؛ فقط تسخر قدراتها الإعلامية بعد كل انتكاسة وتبدأ بكيل الأعذار والتبرير والتنصل من أبسط المسؤوليات.

اليوم ما الذي يمنع حشود الإصلاح في مدينة تعز من تعزيز حضور المؤسسات الحكومية سواء الخدمية أو العسكرية، الأمر ليس صعبًا، ولا مستحيلا، ولا حتى ضد إرادة الناس بالعكس سيلتف حولهم الجميع.

هناك ارتباطات خارج الأطر الثورية التي بدأت ضد نظام صالح، ثم تلاه الحرب التي فرضتها جماعة الحوثي، والدليل الاضطرابات والتخبط التي تعيشه اليوم.

سيناريوهات محتملة

حقيقة استعادة محافظة تعز عائد على فرض قرار من رئيس الجمهورية، كي يخلي مسؤوليته أمام المواطنين والقوى السياسية المختلفة، وهذا استحقاق وطني يبدو مستحيلًا أو بالأصح مرهونا بشبكة من العلاقات المحيطة بالرئاسة.

صحيح أن الإصلاح اليوم ليس وحده من يقود الشرعية لكنه الأكثر والأقوى نفوذا، والشواهد واضحة، فالقرارات التي تمر ذهابا وإيابا مثل طوابير “النمل الأسود” من مكتب مدير الرئيس شاهدة على ذلك.

إذاً، الفصل في تحديد هوية هذه المدينة قد يتطلب معركة فاصلة بين طرفين، يتم من خلالها إخضاع أحد الأطراف للآخر، لكن هذا السيناريو لا يخدم المدينة ولا المحافظة برمتها.

سيناريو آخر هو ارتفاع أصوات تدعو إلى استقلالية القرار السياسي، وإعادة ترتيب الوضع بشقيه الأمني والعسكري مع الاستعانة بقيادات أمنية وعسكرية سابقة، على أن يراعي كل ذلك المواطن واستقرار المدينة وليس “التوازنات” الحزبية المرتبطة بالإقليم وصراعات الأقطاب.

ما تحتاجه تعز

تعز بحاجة لمحافظ قوي لديه كاريزما تؤهله لخوض معركة مدنية شرسة، تقتلع كل النتوءات والانياب التي ظهرت خلال السنوات الأربع الماضية.

محافظ يوحد مصير المدينة وهدف المحافظة، ويقف بمسؤولية وحزم أمام كل الأصوات التي تتبنى مشاريع حزبية؛ لم تعد اليوم صالحة.

وتحتاج إلى قوات من الأمن والجيش لا تنشغل بغير المعركة الوطنية تتلقى التوجيهات من قيادة المحافظة التي تتحمل كافة التمويلات وبمسؤولية ومهنية.

وجود قيادة قوية في محافظة تعز أمر في غاية الأهمية تستطيع تنظيم الموارد، ومصادر الدعم القادمة من الخارج، وإنعاش الحركة الثقافية، والمرافق الخدمية بما فيها الوضع الصحي المتدهور.

@ تعز، نيوزيمن، هاني علي:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى