عربية ودولية

الإرياني: ما يحصل في العبدية جريمة حرب مكتملة الأركان

وجه وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني نداء عاجلاً للمجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي لوقف جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين في مديرية العبدية بمحافظة مأرب بعد فرضها حصارا عليها.

وقال الإرياني في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر الاثنين إن ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل إعاقة ومنع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية والمنظمات الدولية والمحلية للقيام بدورها الإغاثي والإنساني، كما منعت وصول الفرق والطواقم الطبية إلى قرى مديرية العبدية.

كما أضاف أن هذا الأمر يتسبب في كارثة طبية وصحية في أوساط المدنيين، ويعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان.

حياة النساء والأطفال في خطر

كذلك أوضح أن هناك 9827 طفلاً بحاجة إلى الرعاية الصحية وتوفير الاحتياجات الطبية اللازمة، لافتاً إلى أن إحصائيات الفريق الحقوقي كشفت أن سوء التغذية الوخيم يتمدد في أوساط الأطفال بسبب استمرار الحصار. وأكد أن هناك تحذيرات طبية ومناشدات لإنقاذ حياة 4265 طفلاً بسبب سوء التغذية.

وقال الإرياني إنه بحسب التقديرات هناك 3415 امرأة بحاجة للرعاية الصحية، وقد تتعرض حياتهن وأطفالهن لمخاطر كبيرة بسبب الحصار، لافتاً أيضاً إلى وجود 23 مصاباً بالفشل الكلوي يحتاجون للأدوية والمستلزمات ونقلهم لمستشفيات ومراكز صحية خارج المديرية.

عناصر من ميليشيات الحوثي قرب مأرب (أرشيفية من رويترز)

عناصر من ميليشيات الحوثي قرب مأرب (أرشيفية من رويترز)

لا كهرباء ولا مياه معدنية

إلى ذلك ذكر أن كل مدارس المديرية أغلقت أبوابها بسبب الحصار الخانق نتيجة تخوف الأهالي على أبنائهم وعزوف المدرسين عن التدريس بسبب ما تعيشه العبدية من أوضاع إنسانية صعبة. وأضاف أنه نظراً لانعدام المواد البترولية، تقطعت أوصال المديرية، مما اضطر الناس لاستخدام المواشي في التنقل.

كما كشف عن توقف الكهرباء في العبدية بشكل كلي بسبب انعدام الديزل. وقال إن ميليشيات الحوثي منعت التجار من إدخال المياه المعدنية، ما اضطر السكان لشرب المياه المالحة والملوثة، ما يهدد 35 ألف نسمة بالإصابة بالأمراض والأوبئة، وقد يفقد العشرات من هؤلاء حياتهم بسبب هذه الكوارث الصحية، لا سيما الأطفال والنساء.

كارثة إنسانية

كذلك شدد الإرياني على أن ميليشيات الحوثي تتجاهل الدعوات والنداءات المتكررة لفك الحصار عن مديرية العبدية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وتمعن في استهداف الأعيان المدنية والمدنيين بمختلف الأسلحة، ما ينذر بكارثة إنسانية تتهدد حياة الآلاف قتلاً وجوعاً ومرضاً، إضافة إلى محاولة تهجير الآلاف قسراً نحو مناطق أخرى.

وحمّل قيادات الميليشيات المسؤولية الكاملة عن جرائم الحصار والتجويع واستهداف المدنيين في العبدية وباقي مديريات محافظة مأرب، داعياً اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان لفتح تحقيق عاجل وشفاف في هذه الجرائم وتشكيل فريق قانوني لملاحقة الجناة محلياً ودولياً.

عناصر من ميليشيات الحوثي قرب مأرب (أرشيفية من رويترز)

عناصر من ميليشيات الحوثي قرب مأرب (أرشيفية من رويترز)

كما طالب المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته القانونية والإنسانية والأخلاقية والضغط على الحوثيين لرفع الحصار فوراً عن مديرية العبدية، والسماح بتدفق المواد الغذائية والدوائية، ووقف عمليات القتل الممنهج للمدنيين، وإحالة المسؤولين عنها لمحكمة الجنايات الدولية باعتبارها “جرائم حرب”.

يذكر أن الحوثيين أقدموا منذ أسبوعين على محاصرة سكان مديرية العبدية جنوب مأرب. ومنذ فبراير تشن الميليشيات هجوماً على محافظة مأرب، في محاولة للسيطرة عليها دون نتيجة، وسط تحذيرات دولية من آثار تلك الهجمات ومخاطرها على آلاف النازحين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى