تقارير

الأئمة في اليمن .. وابرز الحركات الثورية ضدهم

اخباري نت – لم تكن ثورة 26 سبتمبر من العام 1962، سوى تتويجا لنضالات وحركات ثورية بدأه اليمنيون في مناطق متفرقة منذ مئات السنين، ضد حكم الأئمة الذين تشابهت أساليبهم في استعباد الشعب، والتنكيل به.

من تلك الحركات، “ثورة الحجرية 1094هـ”، والتي نفذها أبناء الحجرية ضد الإمام أحمد بن الحسين، وعماله، وهي الحركة التي قوبلت بالتنكيل والقمع من قبل عامل الإمام “أحمد بن المؤيد”، والذي قام بأسر بعض المشائخ وأرسلهم إلى منصورة الدملؤة، وهناك جرى إعدامهم رغم أنهم كانوا أسرى، ونتيجة لذلك ثار أبناء الحجرية وأبناء خدير وصبر على الإمام أحمد ابن الحسين، لكنه نجح في قمعها.

وفي العام التالي قامت ثورة أخرى بصبر ضد الإمام المؤيد الصغير تم فيها إلغاء حي على خير العمل من الأذان، وانتفضت الحجرية مرة أخرى مساندة لصبر حتى سيطروا على البلاد من باب المندب ولحج إلى تعز غير أنه تم قمعها بكل وحشية.

كما تشير المصادر التاريخية، إلى أن يافع كان لها أيضا دورا في مجابهة ظلم الإمامة، حيث قام أبناء يافع، بهزيمة جيش المؤيد محمد بن المتوكل الصغير، عام 1094هـ، وفعلا حينها خرجت يافع من سلطة الإمام المؤيد.

ومن الحركات الثورية ضد الإمامة، ما عرف بـ”ثورة الفقيه سعيد الدنوي، عام 1256هـ، وهي الثورة التي تميزت عن غيرها من الثورات أنها ثورة شاملة فكرية وسياسية وعسكرية، توحد فيها كل اليمن الأسفل من عدن وحتى تهامة، وذلك بسبب نهب وسلب الأئمة وبطشهم باليمن الأسفل، استطاع جيش الفقيه أن يطهر كل اليمن الأسفل من الأئمة وولاتهم وواصل تقدمه حتى يريم وضرب حصاراً على جيش الإمام الهادي بن المتوكل وكاد أن ينتصر، وكاد الإمام أن يعلن هزيمته واستسلامه لولا خيانة وبيع بعض قادة جيش الفقيه أمثال علي أبو حليقة وآخرين، استطاعوا التسلل إلى خيمة الفقيه سعيد وأسره وعندما علم جيش الفقيه بذلك انهزم، وتم قمع كل اليمن الأسفل وخاصة إب والدنوة التي أباحها الإمام للمرتزقة.

وفي عام 1928 اجتمع بعض مشايخ إب وتعز في مدينة تعز وهم، سلطان عبدالله يحيى الصبري وأخواه إبراهيم وعلي، وعبدالوهاب نعمان، وزيد بن عثمان المساوى، وحميد بن علي الجماعي، وغيرهم، وأبرموا اتفاقًا على الثورة، وفصل بلاد إب وتعز عن سلطة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين، إلا أن أمرهم انكشف للإمام قبل التنفيذ فجرد عليهم حملة هدموا بيوتهم وأحرقوها، وأسرهم جميعاً وكبلهم بالحديد، وسيقوا راجلين إلى صنعاء حيث أعدم بعضهم والبعض الآخر مات في سجون الإمام يحيى.

ومن تلك الثورات ثورة “الزرانيق”، من 1925- 1928، حيث انتفضت معظم قبائل تهامة وعلى رأسها قبائل الزرانيق بقيادة الشيخ أحمد فتيني جنيد ضد الإمام يحيى ودارت معارك كثيرة وشرسة وحصار لقبائل الزرانيق استمرت ثلاث سنوات هزمت فيها جيوش الإمام يحيى شر هزيمة، لكن بفعل الخيانات الداخلية واستمرار حشود الإمام للجيوش والمرتزقة وفارق التسليح تم قمع هذه لثورة بكل وحشية.

وفي العام 1948، كان هناك ما عرف بـ”الثورة الدستورية”، والتي قادها العديد من الشخصيات اليمنية أمثال الزبيري والنعمان وجمال جميل والفضيل الورتلاني، تم فيها قتل الإمام يحيى حميد الدين، في 13 فبراير 1948 وتنصيب عبدالله الوزير إماماً دستورياً جديداً لليمن. لكن هذه الثورة فشلت بسبب عوامل داخلية وخارجية ووقوف جامعة الدول العربية إلى جانب الإمام أحمد حميد الدين وعدم الاعتراف بالإمام الوزير المنصَّب من قبل الثوار، وانتقاماً من هذه الثورة والثوار أعدم الإمام أحمد رموز الثورة ونهب صنعاء نهباً ذريعاً لم تنهب مثله في التاريخ.

حركة 55 بقيادة المقدم أحمد الثلايا مع بعض الضباط في الجيش، حيث استغل هؤلاء الضباط الخلافات العائلية بين الإمام أحمد وأخيه عبدالله وتم التواصل مع الأمير عبدالله واستمالته إلى صفوف الثوار، وحاصر الجيش قصر الإمام في تعز وتم إجباره على التنازل لأخيه عبدالله، إلا أن الإمام أحمد استطاع خداع الثوار والضباط وقام بشراء العديد من الضباط وتم إجهاض الثورة واستعادة عرشه بعد ثلاثة أيام، وقام بإعدام أخيه والعديد من الضباط وقيادة الحركة الوطنية.

وفي مارس من العام 1961 جرت محاولة الإطاحة بالإمام أحمد في مدينة الحديدة من قبل بعض الضباط على رأسهم الملازم عبدالله اللقية، والملازم محمد عبدالله العلفي، ومحسن الهندوانة، ومن خلفهم كان الزعيم عبدالله السلال مدير ميناء الحديدة يومها. وقام اللقية والهندوانة والعلفي بمحاولة اغتيال الإمام أحمد بإطلاق النار عليه في مستشفى الحديدة مما أدى إلى إصابته إصابات غير قاتلة، إلا أن محاولة الاغتيال فشلت، وتم القبض على الضباط الثلاثة وإعدامهم، لكن هذه العملية هي التي مهدت للثورة الأم 26 سبتمبر التي أطاحت بعد ذلك بالإمامة.

وأخيرا ثورة 26 سبتمبر من العام 1962، جاءت هذه الثورة تتويجاً لنضالات اليمنيين المستمرة ضد الإمامة طيلة قرون وسميت بثورة الألف عام لأنها كانت المحطة الفاصلة في تاريخ اليمن، بعد إعلان وفاة الإمام أحمد حميد الدين ومبايعة البدر إماماً جديداً اشتعلت الثورة في كل من صنعاء وتعز وبقية المحافظات بقيادة الضباط الأحرار؛ السلال، علي عبدالمغني، وغيرهم، ومن السياسيين ورجال الأعمال عبدالغني مطهر، ومحمد النعمان، والزبيري وآخرون. تم طرد الإمام البدر وإقامة الجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى