اخبار اليمن

اجنحة الشرعية تمارس إغراق التحالف في الجنوب بدلاً عن استعادة الشمال!

اخباري نت . امين الوائلي : أكد رئيس مجلس الوزراء، الاثنين، أن المصلحة المشتركة تتمثل في القضاء على الانقلاب الحوثي والنفوذ الإيراني في اليمن، مشدداً على أنَّ أي خلافات أو مشاكل فيما عدا ذلك يتم التعامل معها وحلها بصورة عاجلة.

التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة جاءت في أجواء حملة تصعيديَّة غير مسبوقة عبر منصات ومنابر موالية للشرعية باتجاه الجنوب والتركيز خصوصاً على عدن والقوى الأمنية فيها.

وحذَّرت ردود وكتابات يمنية، خلال اليومين الماضيين، من حرف خطير لأولويات التحالف والشرعية بعد مرور نحو خمسة أعوام من الحرب، في ضوء التصعيد الكبير ضد الجنوب، والنفخ في رماد صراعات جهوية، كما قدمتها الحملة الأخيرة التي أعقبت الهجمات الإرهابية المتزامنة في كل من البريقة والشيخ عثمان بعدن والمحفد بأبين.

وتعالت الأصوات المنبهة من خطورة الانجرار وراء مخططات إغراقية في الجنوب، على خلفية الهجمات المتزامنة والدامية وما تبعها من تطورات وتداعيات راحت تؤجِّجها منابر التحريض بالقفز على دلالة التزامن والتنسيق والتكامل بين الهجمات الأخيرة والجماعات التي تقف وراءها.

ومهما كانت الحجج المتهالكة فإنَّ أحداث الأيام الأخيرة كشفت عن توجه جاد وصريح إلى إعفاء ساحة الانقلابيين الحوثيين والجماعات المتطرفة الأخرى من المسئولية وراء الهجمات الإرهابية المتزامنة.

هناك من أراد ويعمل بكل وسيلة من أجل القفز على ذلك المستوى من التكامل والتنسيق والتزامن بين الهجمات والتحركات الإرهابية، فضلاً عن أنَّ الحملة نفسها تكاد تكون طرفاً ولاعباً شريكاً ضمن حلفاء توزعوا الأدوار والمسئوليات.

وفقاً لاستنتاجات وتحليلات أولية، فإن التكالب الشرس خلال الأيام الماضية والإصرار على نفخ قضية وفتنة من عدم قد أعطى بوضوح تصوراً حول مقاصد الحملة والفتنة المفتعلة ومن يقف خلفها محركاً ومحرضاً وممولاً.

يمكن القول تبعاً لذلك، إن الهدف الرئيس تمثَّل في التغطية وصرف الانتباه العام والشعبي والإعلامي عن حقيقة ما حدث ويحدث من التقاء مشاريع وأجندة شيطانية وتكاملها على الأرض وفي الميدان.

وبالتزامن، تنشط حملات دعائية وإعلامية في نفس الاتجاه لشيطنة الضحايا وتبرئة المجرمين.

وفي المحصلة، فإن هذا كله يصب في مصلحة وخدمة الانقلابيين الحوثيين بصورة مباشرة والأجندة الإيرانية والقطرية التي تستهدف ضرب التحالف وجهوده من وراء دعم الشرعية في اليمن.

وبالتالي فإنَّ التحالف يقع في مرمى الاستهداف المباشر عبر إقحامه في معارك وصراعات جانبية بالتباعد أكثر وأكبر عن أهدافه وأولوياته في اليمن، وجره إلى أتون محرقة صراع داخلي بعيداً عن هدف وغاية إضعاف وكلاء ونفوذ الإيرانيين واستعادة الشرعية إلى اليمن والعاصمة صنعاء.

يحدث هذا علانية بينما يتمتع الحوثيون وأدوات إيران وحلفاؤها بامتيازات كبيرة ليس إلا بعضها انصراف معظم الجبهات تحت سيطرة وقيادة الإخوان المسلمين عن حرب الحوثيين الذين يحصلون على امتيازات وحلفاء جدد من داخل جبهة ومعسكر الشرعية والتحالف وبإمكانات ودعم وتمويل التحالف نفسه.

لقد كانت تصريحات معين عبدالملك، خلال اللقاء الذي جمعه بالسفير الأمريكي لدى اليمن في العاصمة السعودية الرياض، يوم الاثنين، بمثابة كبح لجماح التهور الذي راح يجحفل لمعركة مفتعلة تماماً ضد الجنوب، والتصعيد المريب ضد عدن، واستهداف مركز ومكشوف للمكونات الأمنية والأطراف التي حاربت وتحارب الحوثيين والقاعدة معاً.

ويستعيد رئيس الحكومة منطق الأولويات وأهداف التحالف والشرعية في إنهاء نفوذ إيران والانقلاب الحوثي ومواجهة التكامل والتنسيق الذي بات واضحاً بين الجماعات الإرهابية المختلفة، كما كان قد صرح وكتب غداة الهجمات الإرهابية في عدن.

ويرى مراقبون أن منطق ولغة رئيس الوزراء يمكن أن يعكس موقف الرئيس هادي باعتباره الموقف الرسمي للسلطة التنفيذية ككل.

وهذا سوف يعطي تصوراً أولياً يؤكد صحة المعلومات والتسريبات التي تشير إلى توجس حقيقي إزاء أهداف ونوايا الإخوان، أو حزب الإصلاح، الذين يستأثرون بنصيب الأسد في الشرعية، سلطة وقراراً، وآلت إليهم مكاسب خمسة أعوام من عمل وتدخل التحالف بقيادة السعودية.

وعكست شبكات ومنصات التواصل والإعلام تململاً بل تذمراً صريحاً من الإخوان والمحيطين بهم تجاه تحفظات ودبلوماسية رئيس الحكومة وحتى بالهجوم الصريح والمقذع ضد الرئيس هادي شخصياً.

وفضلاً عن ذلك، فإنَّ التحالف بالأساس أمسى المتهم الأول يومياً وينسبون إليه معظم، إن لم يكن جميع، الأخطاء والخطايا.

ومن غير المفهوم أن لا يكون التحالف قد استشعر خطأً وخطراً في كل ما حدث ويحدث تباعاً وهو يشاهد كل هذه المعطيات اليومية على الانحراف والانصراف بعيداً عن هدفه والغاية من مجهوداته.

وفي الإمكان، بإيجاز شديد الآن، الاعتماد على إشارات أولية قد تكون مفيدة في التعويل على تبرُّم وعدم ارتياح في المستويات العليا. ولهذا حديث آخر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى