عربية ودولية

إعلام تركي يبرر محاولات أردوغان لإحياء “العثمانية الجديدة”

تحاول وسائل إعلامٍ تركية حكومية تقديم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على هيئة “سلطانٍ عثماني” جديد، وهو ما يبدو واضحاً في محتوى بعض المواد التي تنشرها باللغة العربية، كما في صحيفة “ديلي صباح” اليومية وقناة TRT الفضائية بمختلف اللغات التي تبث بها.

ودرجت العادة في الإعلام التركي الحكومي الترويج أيضاً للسلطان “العثماني” عبدالحميد الثاني، الذي يحظى بإعجاب أردوغان شخصياً والذي قام بافتتاح مؤتمر خاص قبل نحو 3 أعوام، لتأبين السلطان الراحل، حيث دافع حينها عن ما سمّاه بـ”العداء الأوروبي للتاريخ التركي”، فيما يقول المحافظون الأتراك الذين ينتمون لحزب “العدالة والتنمية” الذي يقوده أردوغان إن زعيمهم يمرّ بتحديات تشبه التي واجهها عبدالحميد الثاني.

واتهم مؤخراً محرر صحيفة “ديلي صباح” الموالية لأردوغان، حزب “الشعب الجمهوري” الذي يعد حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، بمحو “التاريخ العثماني” و”كتابته من جديد”، وهو ما يرى فيه الحزب المعارض محاولة لإحياء ما بات يعرف اليوم بـ”العثمانية الجديدة” التي يطمح إليها الرئيس التركي بعد تمدد جيشه خارج الحدود في عدد من دول المنطقة.

ومع أن الإعلام المؤيد للرئيس التركي يسعى لإظهاره على صورة عبدالحميد الثاني، لكن الأحزاب التي تعارضه تقف ضد ذلك خاصة حزبي “الشعب الجمهوري” و”الشعوب الديمقراطي” المؤيد للأكراد، إضافة لبعض نخب البلاد ومؤرّخيها المعروفين في الأوساط الاجتماعية.

ونفت المؤرخة التركية المعروفة آلتشين آراباجي أن يكون أردوغان يشبه أحداً من سلاطين “العثمانيين” رغم محاولات الإعلام المؤيد له الترويج لذلك.

وأشارت في حديث لـ”العربية.نت” إلى تسلّط الرئيس أردوغان، خاصة بعدما أجرى تعديلات دستورية انتقلت تركيا بموجبها من نظامٍ برلماني إلى آخرٍ رئاسي دخل حيز التنفيذ منتصف العام 2018 بعد أكثر من عامٍ على استفتاء شعبي مثير للجدل.

وأضافت أن “أردوغان مستبد أكثر من السلاطين العثمانيين ويتمتع بقوة أكبر منهم كلهم، بحيث لا يمكن مقارنة استبداده بأولئك السلاطين”.

وغالباً ما يروّج الإعلام التركي الداعم لحزب “العدالة والتنمية” أن “العلمانية” التي كان يعمل بموجبها مؤسس تركيا الحالية مصطفى كمال أتاتورك قطعت كل صلات البلاد بماضيها، وهو ما يبدو أن أردوغان يعمل على استعادته.

وقال الرئيس التركي في أكثر من مناسبة إن “تركيا الحالية استمرار لسابقاتها من دولنا”، وغالباً يعني بذلك “السلطنة العثمانية” البائدة.

وأضاف آنذاك أن “الحدود تغيرت بالطبع وكذلك طريقة الحكم، لكن الجوهر هو ذاته، حتى إن العديد من المؤسسات (التي كانت قائمة حينها) هي نفسها اليوم”.

ولا يختلف خطاب أردوغان كثيراً عن محتوى بعض وسائل الإعلام الداعمة له، حيث تروّج للطرح نفسه.

وقبل أيام قالت الصحافية مروة شيبنيم أوروتش في مقالٍ لها نُشر في “ديلي صباح” إن “الشعبية المتصاعدة للمسلسلات والأفلام التركية حول تاريخ العثمانيين دليل دامغ على أن المعجبين بأردوغان ينظرون إلى الإمبراطورية العثمانية بشكل إيجابي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى