اخبار اليمن

أن انتزاع ميناء الحديدة من الحوثيين يعتبر بمثابة انتزاع الروح من جسد الانقلاب

قال محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر، إن معركة تحرير الحديدة هي أم المعارك التي سيتحقق من خلالها القضاء على ما نسبته 80% من خطر الميليشيا والقضاء على أهم مورد يمول حروبها.

وأكد طاهر، في حوار مع صحيفة «البيان» الإماراتية، أن انتزاع ميناء الحديدة من الحوثيين يعتبر بمثابة انتزاع الروح من جسد الانقلاب.

وقال “الحديدة قادمة على مرحلة تاريخية مفصلية تتمثل في تحرير مركز المحافظة والمديريات المجاورة للمدينة بعد أن تم تحرير المديريات الجنوبية، وقد ثبت للجميع هشاشة هذه الفئة الحوثية الانقلابية وضعفها من خلال المعارك التي دارت معها على طول الساحل الغربي”، مؤكداً أن أمر تحرير مدينة وميناء الحديدة محسوم بالنسبة لقوات الشرعية ممثلة بالمقاومة المشتركة والتحالف وأن النصر قادم لا محالة، بإذن الله.

واستطرد قائلاً، “معركة الحديدة هي أم المعارك التي من خلالها سيتم قطع ما نسبته 80 في المئة من معركة اليمن ككل مع الانقلاب الحوثي التابع لإيران، حيث تعتبر الحديدة آخر منفذ لإمداد الميليشيا بالسلاح والخبراء الإيرانيين، بالإضافة لما يمثله ميناؤها من رافد اقتصادي كبير استولى عليه الانقلابيون وسخروا عائداته لصالح حروبهم العبثية”.

وتابع “عائدات ميناء الحديدة هي من أكبر موارد الدخل التي استفادت منها ميليشيا الحوثي مادياً وعسكرياً، وحولت الميناء إلى إقطاعية خاصة بها وحرمت أبناء الشعب من خيراته، إلی جانب كونها تستفيد من الميناء بطرق غير مباشرة من خلال إدخال المشتقات النفطية واحتكارها وبيعها بأسعار باهظة”.

وأردف “لذلك يعتبر انتزاع ميناء الحديدة من الميليشيا بمثابة انتزاع الروح من الجسد، وسيكون تحريره مهماً جداً لرفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة من خلال استئناف التصدير عبره، وتلافي انهيار سعر صرف سعر العملة الوطنية “الريال”.

وأشار إلى أن اليمن، خسر اقتصادياً، الكثير خلال السنوات الماضية بخسارته لهذا الميناء المهم، الذي يعد واحداً من أهم روافد الاقتصاد الوطني.

واستدرك قائلاً، “لكن بإذن الله سنفرح جميعاً بتحريره في الأيام المقبلة، ورجال القوات اليمنية المشتركة وقوات التحالف العربي أصبحت قاب قوسين من تحريره”.

وكشف محافظ الحديدة أن المقاومة الوطنية الداخلية هي جزء مهم جداً في عملية التحرير، وسيكون لها دور كبير في اختصار الوقت وتقليل خسائر الجيش والمقاومة، وهي التي ستفاجئ الانقلابيين بما لم يتوقعوه.

وقال “سيعرف الحوثي أنه كان واهماً حين ظن أن الحديدة في صفه، فأبناء الحديدة في صف الشرعية وصف اليمن والتحالف العربي، وسيكون لهم موقف تاريخي مشهود، وهم ينتظرون الإشارة فقط لتلقين الحوثيين درساً لن ينسوه، ولكننا ننتظر حتى نكون بجانبهم لنسندهم”.

وتطرق طاهر الی جرائم الحرب التي تمارسها ميليشيا اللنقلاب ضد المدنيين في المناطق التي سيطرت عليها في الحديدة ما جعل الوضع الإنساني مأساويا للغاية من حيث وقوع الناس تحت سيطرة الميليشيا وما تمارسه على الناس من تعسف وإرهاب وتجويع وتشريد، الی جانب تداعيات الحرب وما آلت إليه من نزوح وانقطاع المواد الغذائية عن الناس، فضلا عن جرائم زرع الألغام بكثافة وعشوائية.

وقال “هذه جريمة كبيرة يعاقب عليها القانون الدولي، خصوصاً أن الميليشيا وضعتها بطرق عشوائية وعدائية، وكان الهدف الأول منها هو المواطن، وقد تحولت إلى كارثة بكل ما تعنيه الكلمة، حيث فقدت الكثير من الأسر بعض أفرادها والكثير ممن تعرضوا لانفجارات ألغام الميليشيا الحوثية بعضهم فقد حياته وآخرون فقدوا أطرافهم وعاشوا بإعاقات دائمة”.

وأضاف، “هناك أطفال ونساء ومسنون كانوا عرضة لجرائم الميليشيا المتمثلة في ذلك الكم الهائل من الألغام الإيرانية، التي زرعت في الساحل الغربي، ومثلها مثل القذائف التي ترسلها الميليشيا على بيوت المواطنين في التحيتا وحيس والدريهمي، وكلها جرائم ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم”.

وأشاد محافظ الحديدة بالجهود التي يبذلها التحالف العربي، وخصوصاً القوات المسلحة الإماراتية والذين يرسلون الفرق الهندسية، بالإضافة لتدريب فرق من قوات المقاومة لنزع الألغام، وتخليص الساحل الغربي من هذه الكارثة التي أوجدتها ميليشيا الحوثي الإيرانية.

وأكد أن التحالف العربي، يتحرك بخطين متوازيين في عملية تحرير الحديدة، خط الحرب، وخط الأعمال الإنسانية، وما إن تتحرر منطقة إلا ويتم إمدادها بقوافل الإغاثة والمواد الإيوائية، وبكل الاحتياجات الضرورية.

وبشأن عدم حضور وفد الانقلابيين مشاورات جنيف، اعتبر محافظ الحديدة أن الميليشيا كانت تعوّل على المماطلة وتأخير مفاوضات جنيف لتكسب قليلاً من الوقت وتؤجل عملية تحرير الحديدة، لكن السحر انقلب على الساحر واستأنفت العمليات بقوة وعزيمة أكبر.

وقال “الميليشيا كانت تود الحصول على استراحة طويلة لتستعد وتجهز قواتها لمواصلة حربها ضد الشعب اليمني، لكن هذه الحيل لن تنطلي علينا في الشرعية، ولا على الأخوة في التحالف العربي، وأيضاً علی المجتمع الدولي الذي اتضح له مدى الأكاذيب التي تمارسها جماعة الحوثي، وتبين له أنها جماعة إرهابية غير جانحة للسلم، ما يستوجب علينا في الشرعية والتحالف التعامل معها باللغة التي تفهمها”.

وثمن محافظ الحديدة في ختام حديثه تثمينا عاليا دور دولة الإمارات العربية التي أخذت على عاتقها تحرير الساحل الغربي، وهي تدفع بأبنائها وتدعم بالطيران والقوات البرية والبحرية، معتبرا دورها في عملية تحرير الحديدة دورا رئيسيا ومحوريا.

وخلص الی القول “نحن في الجمهورية اليمنية، وفي الحديدة بالذات، نكن للإمارات ولشعبها وحكومتها كل الاحترام والتقدير والعرفان، ويكفينا أن دماءنا ودماءهم اختلطت في الخنادق من أجل تحرير بلادنا من هذه الميليشيات المجرمة، التي تحاول أن تكون شوكة في خاصرة الخليج العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى