من هنا وهناك

أطباء وفنيون يحملون وزارة الصحة مسئولية وقوع كارثة صحية تهدد سكان العاصمة صنعاء ( الحلقة الثالثة )

اخباري نت – 

أكد عدد من الأطباء والمتخصصين العاملين في المستشفيات والمراكز الصحية بأمانة العاصمة بأن كافة المخرجات السائلة للمستتشفيات وبقية المرافق الصحية سواء الكيميائية أوالمحاليل السامة ومخرجات مراكز الأمراض السرطانية التي يتم رميها في مجاري شبكة الصرف الصحي لمدينة صنعاء تنذر بوقوع كارثة صحية وبيئية في أوساط سكان العاصمة صنعاء وما يترتب عن ذلك من إنتشار وتفشي لوباء الكوليرا من جديد .
وحملوا وزارة الصحة والسكان مسئولية انتشار للأوبئة ووقوع أكبر كارثة صحية وإنسانية ستشهدها العاصمة نتيجة عدم قيام الوزارة بواجباتها في توفير الدعم للمستشفيات لتتمكن من تصريف المخرجات السائلة بالطرق العلمية بدلا من رميها وإلقائها في شبكة الصرف الصحي لمدينة صنعاء.

وطالبوا الوزارة بتحمل مسئولياتها تجاه العبث الذي تشهده المستشفيات والمرافق الصحية والذي يعتبر إنعكاس للفساد المستشري في وزارة الصحة نتيجة عدم التوظيف الصحيح للأموال والمبالغ التي تسلمتها الوزارة من قبل المانحين لمواجهة وباء الكوليرا .
وأكدوا بهذا الخصوص بأنه كان يفترض على الوزارة أن تقدم ولو جزء بسيط من تلك المليارات للمستشفيات ومراكز معالجة الكوليرا لتتمكن من التخلص من المخرجات السائلة بالطرق الصحية السليمة وبما يحقق الهدف العام والمنشود في موجهة الكوليرا وتجنبا لكارثة صحية ووبائية تهدد العاصمة نتيجة التسيب والفساد وعدم الشعور بالمسئولية.
تحقيق / حسين الضوراني
الدكتور خالد مشرف قسم الأشعة في مستشفى حكومي تحدث عن الأضرار البيئية والصحية نتيجة قيام المستشفى برمي مخرجاته السائلة إلى شبكة الصرف الصحي ، وأكد بأن المستشفى يستخدم محاليل تحميض كيميائية وهي ضارة بالبيئة ومع ذلك يتم رميها إلى شبكة الصرف الصحي .
وأضاف بأن لدى المستشفى محطة لمعالجة الصرف الصحي ولكنها معطلة منذ عشر سنوات تقريبا .
الدكتوره أماني – مختبرات تحدثت عن خطورة عدم إتلاف المخلفات السائلة ومنها بقايا التحاليل المخبرية ، وذكرت بأنها لاتعلم كيف يتم تصريف بقايا التحاليل من قبل عمال النظافة .
محمد أحمد صلاح موظف المغسلة والذي أجاب عن تساؤلاتنا بشأن الملابس التي يتم تنظيفها وغسلها خاصة تلك التي تختلط بها الدماء فأجاب : نقوم بغسل كل الملابس المستخدمة في المستشفى بما في ذلك ملابس المرضى والأطباء والممرضين وعمال النظافة وكل ما يتعلق بأقسام الرقود تلك المختلطة بالدم سواء من قسم الجراحة او العمليات او الطوارئ ، وجميع مخرجاتها من أوساخ يتم التخلص منها عبر الصرف الصحي للمدينة .
من جانبه شدد الدكتور محمد صالح الدوبلي استشاري الجراحة العامة على ضرورة أن يكون لكل مستشفى صرف صحي خاص به بمعزل تام عن شبكة الصرف الصحي للمدينة لاسيما وأن تلك المخلفات الخطيرة الناجمة عن الصرف الصحي للمستشفيات تؤدي إلى أضرار كبيرة جدا على صحة المواطنين والعاملين في الحقل الصحي ، في حين لاتوجد أي وسائل وقائية لما تخلفه تلك الأوبئة والمكروبات السامة ، وأضاف قائلا ” عدم وجود صرف صحي خاص بالمستشفى يتسبب في الكثير من الأضرار الصحية والبيئية ويساعد على تفشي الأوبئة والأمراض”.
بدوره اعتبر الدكتور رائد طبيب طوارئ بأن وجود صرف صحي خاص بالمستشفى يعتبر من الأساسيات ، ويحذر من العبث بالمخلفات الطبية ورميها في شبكة الصرف الصحي يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة والفيروسات .
من جانبه حمل الدكتور خالد الرحبي طبيب باطنية وزارة الصحة المسئولية عن عدم وجود صرف صحي للمستشفيات ، وعبر عن استهجانه لهذا المستوى والانحطاط في اللامبالاة والاستهتار بحياة وصحة الناس .
مشرف نظافة في مستشفى حكومي يؤكد بأن إدارة المستشفى لايهمها النظافة لامن قريب ولامن بعيد ، وأكد بأن الأطباء والممرضين في المستشفى يتعاملون مع النفايات الطبية بطرق واساليب مقززه حيث يقومون برميها في الأرض ولايلتزمون بوضعها في العلب المخصصة لذلك.
الدكتور فؤاد علي بازل رئيس قسم الجراثيم والفطريات بالمختبر المركزي الذي أكد التزام المختبر بجمع المخلفات من أنابيب التفاعلات الكيميائية والأطباق ومن ثم إعدامها في جهاز التعقيم الذي يقوم بقتل كل الفطريات والبكتريا والفيروسات ، كما أكد بأنه يتم التخلص من بقايا التحاليل المخبرية بكافة أنواعها بطرق علمية وصحيحة ، وشدد على ضرورة التخلص من النفايات الطبية ومخرجات الصرف الصحي للمستشفيات بطرق علمية حفاظا على صحة الناس.
وفي مستشفى حكومي التقينا بالمدير الفني للمختبر الذي أستعرض الكثير من الأمثلة والظواهر التي تؤكد ظلوع المستشفى في نشر البكتريا والأمراض بمافي ذلك عدم التخلص من بقايا تحاليل الدم الذي يتم رميه في حوش المستشفى وكذا عدم الإلتزام بإعدام الإبر المستخدمة.
وحرصنا أن نلتقي بعدد من مسئولي وعمال أقسام الصيانة في المستشفيات التي شملها هذا التحقيق بأمانة العاصمة لمعرفة مصير مخرجات الصيانة ولم نحصل على إجابات دقيقة بهذا الخصوص ، في حين قال نجم الدين الوجيه والذي يعمل مدير للصيانة بأنهم يبيعون الزيوت الحارقة لأصحاب الورش ، ولم نتحرى من صحة كلامه نتيجة تلكؤ وتهرب زميله نائب مدير الخدمات الذي رفض اصطحابنا إلى مكان دفن النفايات الطبية .
حالة من الفوضى والعبث تسيطر على مستشفيات أمانة العاصمة صحيا وبيئيا ، وفي جميع الأقسام التي زرناها بمافيها الرقود والجراحة والعمليات والطوارئ وكذا العيادات الخارجية ، حتى غرف التعقيم جميعها تصب إلى شبكة الصرف الصحي كميات متدفقة لاحصر لها من الأمراض السائلة ، ولمسنا وجود حالة من الرفض من قبل جميع الفنيين والقائمين على أقسام المختبرات لكونهم يعلمون جيدا أكثر من غيرهم ماتحويه تلك المخرجات من أمراض وسموم وأوبئة ، وأكدوا بأن المستشفيات تحولت إلى مساحات موبوئة بجميع انواع البكتريا وبدلا من أن تعالج المرضى أصبحت تساهم في نشر المرض .
دورات المياه في حالة يرثى لها ويصعب شرح ماشاهدناه، وكثير من الأمراض تنتشر بسهولة بين عمال النظافة ففي مستشفى واحد يوجد خمس حالات مصابة ، وفي مستشفى آخر كان أحد عمال النظافة مرقدا في غرفة الطوارئ ، وآخر وثقنا التقيوئات الظاهره على أقدامه .
في المراكز الصحية المخصصة لعلاج الكوليرا وثقنا العديد من الشواهد السلبية والتي تعكس مدى الإستهتار والتسيب وكذا عدم الإلتزام بوسائل الحد من انتقال العدوى ، حيث وثقنا انتشار القطط التي اتخذت من تلك المراكز مأوى لها ، ناهيك ان جميع مخرجات مراكز معالجة الكوليرا يتم التخلص منها برميها في شبكة الصرف الصحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى