اخبار خاصةبالادلة

الردود على ملازم “الحوثي”| اقتران “العترة” بـ”القرآن”. . الخديعة الكبرى |1|

(اخباري نت) | ظل حسين الحوثي واتباعه يركزون على تصدير ما يعرف بـ«حديث الثقلين»، مع أن كثيراً منهم لا يؤمن بالأحاديث المروية عن النبي لكون رواتها من غير أسلافهم.. ولكن هذا الحديث صار بالنسبة للحوثيين كنز ثمين أياً كان راويه، حيث استخدمه ليعطل به دور القرآن في هداية الخلق، وذلك بأن جعله محكوماً مقيداً أسيراً لمن يصفهم بـ«قرناء القرآن»، فالقرآن ليكون مفيداً لا بد أن يمر عبر تفسير وتحوير وتوجيه أهل البيت الذين يختزلهم كل طامح ممن يدعي أنه من أبناء فاطمة في نفسه ومؤيديه، كما هو حال حسين الحوثي ومن على شاكلته.

من كلام الحوثي في الموضوع

* في ملزمة له بعنوان (مسؤولية أهل البيت سجلها بتاريخ: 21/12/2002م) قال: «لو أن هناك شيء آخر يمكن أن يتحقق للأمة النجاة به خارج إطار الثقلين لما كان هناك معنى لحديث الثقلين.. فقط اثنين، ثقلين فقط».

ويضيف: «لن تنجح الأمة، ولن تخرج من أزماتها، ولن تنقذ الأمة من الوضعية المهينة التي تعيشها إلا بالعودة إليهم «ما إن تمسكتم به لن تضلوا» فإذا لم تتمسكوا ستضلون، سنن إلهية ثابتة. حينئذٍ ليتعبد المتعبدون، وليدع الداعون، وليتصدق المتصدقون، وليتركع المتركعون، لن يستجيب لهم إلا بالعودة إلى ما أرشدهم إليهم».

ويضيف: «إن الله قد هدى الناس، وقد عمل على إنقاذهم، وأرشدهم إلى ما فيه إنقاذهم من قبل أن توجد إسرائيل، بمئات السنين عندما قال على لسان نبيه صلوات الله عليه وعلى آله: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً» والضلال هنا: الضلال عن الهداية، الضلال في الحياة، الضياع، الجهل، التخلف، الذلة، الإستكانة، التفرق، التمزق»

ويضيف: «إذا لم تتمسكوا بالقرآن وبأهل البيت فستضيعوا، ستضلوا في معتقداتكم، تتيهوا في حياتكم، يتغلب عليكم أعداؤكم، تتفرق كلمتكم، تفسد نفسياتكم، يدوسكم الجبابرة، والطغاة، والظالمون، هذا هو الضلال الذي ما كان يمكن أن تقع الأمة فيه لو تمسكت بالثقلين من بعد موت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله».

* وفي ملزمة له بعنوان (سورة آل عمران، الدرس الأول: {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} سجلها بتاريخ: 8/1/2002م) قال: «نحن متى لم نؤمن بالثقلين فسنظل أذلا وليطل الزمن ما طال، ولن نحظى بعزة، ولا بقوة، ولا بتمكن، ولن نستطيع أن نقدم للإسلام شيئاً. كيف نستطيع أن نقدم.. ونحن ندخل بنظرية ناقصة، هي نفسها تجعلنا ندخل إلى القرآن ناقصين، وننظر إليه بنظره ناقصة، نزعم أننا لسنا بحاجة إلى أعلام بينما».

وأضاف: «أقول نحن فعلاً إذا لم نصل إلى القناعة بهذه المسألة بالثقلين، وأن نتحرك في إطار الثقلين فسنظل أخذل الأمة وأضعف الأمة».

* وفي ملزمة بعنوان (سورة آل عمران الدرس الرابع: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} سجلها بتاريخ 12/1 /2002م) قال: «لو تحرك العرب، واستقاموا على الطريقة، وتمسكوا بالثقلين، كما أمرهم رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله لكانوا هم من تصلح البشرية على أيديهم. وعندما فرطوا قدموا الإسلام بطريقة غير مقبولة، وبشكل مهزوز، ضربوا جاذبيته في أعين الناس، وفي قلوب العالمين»

وأضاف: «أختار لهم أهل بيته ليكونوا قرناء مع كتاب الله، فيكونون هم من تلتف حولهم الأمة، فرفضوا هذا، وبحثوا عن قدوات من هنا وهناك، من بخارى، ونيسابور، وطبرستان، وجرجان، وغيرها»

وفي ملزمة بعنوان: (في ظلال دعاء مكارم الاخلاق الدرس الثاني سجلت بتاريخ: 2/2/2002م) «قال: فأي مؤمن لا يعيش هذه الروحية فإيمانه ناقص ووعيه ناقص. إذاً فنحن بحاجة إلى أن نربي أنفسنا كيف نكون مؤمنين ونكرر أن نعتمد بشكل كبير على الثقلين: القرآن والعترة».

وأضاف: «إن كل أولئك الذين حكموا المسلمين – بدأ من أبي بكر – من غير أهل البيت ومن كانوا في حكمهم أيضا خارجين عن مقتضى الإيمان، هم من أضاعوا إيمان الأمة».

بهذا الكلام وغيره عمل الحوثي على تأسيس حالة من الكهنوتية العصبوية باسم الله والدين يتطلع من خلالها أن يخضع المجتمع لتبعيته كيف ما يشاء دون ان يسأل او يراجع او يقترح فالأمر في رأيه قد حسمه الله حينما فوض الامر إلى أبناء علي وفاطمة دون سواهم من العالمين.

لذلك سيكون لنا وقفة على هذه المسألة ما تضمنته من المغالطات ينخدع بها كثير من العوام، حتى أصبحت من أخطر أطروحات الدجل والتلبيس باسم الله والنبي.

أوجه الخديعة

اعتمد الحوثيون كمن سبقهم من أئمة اليمن على خلق عاطفة دينية تجاههم، لتمكنوا من فرض أنفسهم على المجتمع اليمني كحالة دينية مقدسة ترتبط طاعتها بالجنة والنهار والنجاة والهلاك والسعادة والشقاء. وكان لهم في ذلك مسالك ووسائل كثيرة سنعمل على تفكيكها بعون الله وتوفيقه، وهنا سنبدأ بموضوع حديث الثقلين وكيف مارسوا الخديعة والتلبيس فيه.

الخديعة الأولى:

ادعو أن النبي قال: «إني تارك فيكم ما عن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بتي». وأنه هكذا في كتب المسلمين كافة وأنه من الأحاديث الصحية المُلزمة، ويحشدون له كثيراً من التّخريجات بالأرقام والصفحات من كتب التراث ليبهروا بسطاء القراء وأنصاف المتعلمين.

(بحث علمي قصير)*

الخديعة الثانية:

يقدمون هذا الحديث على أنه يدل على أن هداية القرآن مقرون بوجود وتفسير أهل البيت، وبالتالي يصبحون دون غيرهم القيمون على القرآن والقادرون على تقديمه للناس، وإلا فهو مجرد ضلالة وعمى لا يمكن ان يوصل إلى نتيجه.

(بحث علمي قصير)*

الخديعة الثالثة:

قدموا أنفسهم دون برهان على أنهم هم أهل البيت المعنيون بما ورد في هذا الحديث وغيره، مع أن الناس اختلفوا في ذلك بمن فيهم الشيعة وأبناء علي وفاطمة أنفسهم، ولم يتفقوا على تعيين المقصود بأهل البيت وكل يدعي لنفسه اختصاصه بالتميز ويجهد نفسه في نفيه عن الآخرين.

(بحث علمي قصير)*

الخديعة الرابعة:

أن هذا الحديث ينص على أنهم دون سواهم المؤهلين لقيادة الأمة سياسياً ودينياً واجتماعياً وأن الأمة لن تجد خلاصاً إلا بتبعيتهم والسمع والطاعة لهم في سائر الأحوال، حتى أنهم يرون أنفسهم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك، ويوردون ذلك على شكل حديث أيضاً.

(بحث علمي قصير)*

الخديعة الخامسة:

يستغلون ذكر الروايات التي كان يجمعها السابقون في كتبهم من أهل السنة خاصة للاستدلال على صحتها والتهويل بأنه قد قبلها ورواها وصححها حتى المخالفون، وبهذا ينخدع الكثير من القاصرين في المعرفة بمن فيهم عوام أهل السنة وبعض وُعاظهم.

(بحث علمي قصير)*

____

ملاحظة/ المادة اعيد نشرها من موقع “اليمن الجمهوري” كحلقة اولى وعد الموقع بنشر سلسلة حلقات كتبها المحرر الديني لصفحة اليمن الجمهوري كردود على ملازم حسين بدر الدين الحوثي مساهمة من الصفحة في مقاومة الفكر الحوثي وكشف زيف الحجج التي يستند عليها، وستطبع الحلقات لاحقاً في كُتيب خاص ليسهل الاطلاع عليها كاملة وتداولها وتوزيعها على أوسع نطاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى