تقارير

غزو المضامين الايرانية الاثنى عشرية .. ما مصير الشافعية والزيدية في اليمن ؟!

 اخباري نت –  استطاعت إيران أن تكون متواجدة سياسيا ” ومذهبيا عقائديا تحديدا ” في عدد من مناطق ودول المنطقة العربية آخر الثلاث حقب زمنية، من خلال دعمها ورعايتها لقوى وجماعات دينية .

من هذه القوى جماعة الحوثي في اليمن والتي يشير تاريخ نشأتها وتوسعها الى ارتباطها الوثيق مع إيران ودعم الأخيرة المباشر وغير المباشر، حتى أصبحت جماعة الحوثي نسخة من إيران من خلال خطابها وتوجهها وشعاراتها وفعالياتها الاحتفائية لعدد من الذكرى المذهبية التي يتوازها زمنها ومظاهرها وشعاراتها مع الفعاليات الإيرانية بمذهبها الشيعي الاثنى عشري، والذي تحييها الشيعة أيضا في عدد من المناطق في العراق وسوريا ولبنان وغيرها .

وللعودة قليلا وتحديدا نهاية حرب صيف 1994 في اليمن سافر بدر الدين الحوثي وابنه حسين إلى إيران بحكم التقارب الفكري، الأمر الذي يرجع إليه انتشار بعض الأفكار الغريبة بين أتباع الحوثي والمنافية لأفكار المجتمع اليمني والمذهب الزيدي تحديدا، وبعد عودة حسين الحوثي من إيران عـام 1997 أنشأ حركة جديدة ” الشباب المؤمن ” بعيدا عن الحزب الـذي يمـثل الطائفة الزيدية ” شكليا ” حزب الحق، وهي حركة متفقة في أجندتها وشعاراتها مع حزب الله اللبناني والاستراتيجية الخمينية التي لا تتفق والطائفة الزيدية التي هي أقرب بأفكارها إلى السنة منها إلى الاثني عشرية، ومن ثم ظهور حسين اليماني الممهد للمهدي كشعار زائف كان الغرض منه المساهمة في تجميع الشباب حول حسين الحوثي الذي رجع من إيران وهو مشحون بتلك الأفكار الشيعية ” الاثنى عشرية ” إلى اليمن .

افتتحت شهية إيران بعد أن وجدت ضالتها في اليمن لتفتح أبوابها للعديد من الطلاب الحوثيين للدراسة هناك، وسهلت وصولهم إليها بكل السبل واستقبالهم بحفاوة لإعادة صياغة أفكارهم صياغة جديدة وتزويدهم بجرع تتقنها جيداً والتي كانت وفقا لخطط مسبقة تم الاتفاق عليها كمشروع عقائدي استراتيجي، كما تم إرسال المئات من الشباب إلى إيران ولبنان لتلقي تدريبات عسكرية واستخباراتية وفنية في مجال الإعلام وإنشاء شبكات الاتصالات الخاصة وصناعة المتفجرات .

ومع توسع جماعة الحوثي من خلال التغرير على الكثير من ضعفاء الإدراك، تحت عباءات عدة منها المذهبية الزيدية وكذا السلالية، ازدات ثقة إيران بهذه الجماعة وبهذه الثقة ارتفع ترمومتر الدعم والمساندة ماليا وعسكريا من خلال تدريب المبتعثين الحوثيين لديها وكذا تزويدها بالأسلحة بحسب عدد من التقارير الاعلامية وكذا سياسيا ولوجيستيا، الأمر الذي مكن الحوثيين من التوسع حتى وصلو السلطة بقوة السلاح .

الأمر ليس مجرد مزايدة بل الشواهد تثبت قطعا بأن الحوثيين أصبحو وجود وشكل إيراني شيعي اثنى عشري في اليمن، وذلك من خلال الشعارات المستنسخة من الشعارات الإيرانية مثل الصرخة ” الموت لامريكا الموت لاسرائيل ” ، وكذا الاحتفالات بذكرى الغدير ” الولاية ” وعاشورا والصرخة وغيرها من الفعاليات، التي لا تخرج في مضمونها وتوقيتها ومظاهرها عن الاحتفالات الإيرانية بهذه المناسبات، وكذلك الخطاب الديني والسياسي والاعلامي متوافقا تماما مع الخطاب الشيعي الإيراني، والتي تؤكد جميعها بأنها تسير وفق مخطط مشروع استراتيجي .

المجتمع اليمني أصبح يدرك جيدا ويتضايق من هذه المظاهر الدخيلة على الدين بمذهبيه الشافعي والزيدي وتتنافى تماما مع قيم وعادات وتقاليد اليمنيين، الذين لم يشاهدو هذه المظاهر الشاذة منذ الأزل، والتي أصبحت مخاطر تهدد العقيدة والثقافة والتعايش والنسيج الاجتماعي، حتى أن الحوثيين بفعل تصرفاتهم الدخيلة أصبحو غرباء ومكروهين في نظر المجتمع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى