اخبار اليمن

المملكة وهيكلة الملف اليمني .. الحرس الجمهوري الى الواجهة مجددا ..

اخباري نت – عماد طربوش:

أشار متحدث التحالف العربي، في آخر ظهور له، إلى الحرس الجمهوري، ووجه دعوة لعناصر الحرس للالتحاق بالعمل العسكري ضد المليشيات الحوثية في مناطق الشرعية، معلنا عن فتح قنوات تواصل لتسهيل الخروج من مناطق سيطرة المليشيات.

الموقف حمل تغيرا جوهريا في تعاطي المملكة العربية السعودية مع إرث صالح، لأن الحرس الجمهوري كان يشكل قوة وازنة قبل أن تستهدف من الإخوان وقطر وبعدها من التحالف وأخيراً من مليشيات الحوثي، وكان اعتقاد التحالف أن المشروع الحوثي ورقة جديدة في جيب صالح وليس مشروعا اقليميا تشارك مع التحالف استهداف صالح وأهم عوامل قوته.

صحيح أن المالكي متحدث باسم التحالف والإمارات ضمن التحالف وسبق لها العمل مع قوات الحرس وقيادات محسوبة على عائلة صالح، غير أن المؤشرات تذهب إلى أن موقف إخوان اليمن من مقاطعة السعودية والإمارات للدوحة وأخيراً موقفهم من قضية خاشقجي والتوظيف الإخواني للقضية لاستهداف المملكة والأسرة المالكة، هذا الأمر دفع الرياض إلى بناء رصيد تراكمي من عدم الثقة بالإخوان ونواياهم تجاه المملكة.

أثبت أخوان اليمن لكل من عمل معهم أنهم أكثر صلابة في خدمة مشروعهم العابر للحدود حتى وان كان ذلك على حساب الوطن اليمن وتجندوا الى صف الدوحة والجزيرة وتركيا في مواجهة الرياض التي احتضنتهم هاربين ملاحقين من مليشيات الحوثي ووفرت لهم كل امكانات الحرب ومتطلبات الإقامة والتنقل ليغادر بعضهم الرياض الى تركيا أو دول أخرى بتنسيق قطري ليتحولوا إلى أدوات تحريض وتحشيد لبناء مواقف معادية للرياض والتحالف.

انهيار قوات الحرس الجمهوري تم باستهدافه من قبل الإخوان والتحالف وبدرجة أساسية الرياض والحوثيين وبعد الانهيار تشكلت قوتان على الأرض هما الاخوان والحوثيون كل له جيش يتبعه بإمكانات التحالف والحرس الجمهوري والجيش اليمني بشكل عام وكلا القوتين يجمعهما عداء مشترك ضد الرياض كما هو واضح اليوم.

أسهمت الإمارات بفاعلية في بناء تشكيلات خارج اطار الهيمنة الاخوانية في الجنوب سواء العمالقة أو قوات النخبة والاسناد واستدركت بدعم قوات المقاومة الوطنية، وكان موقف الامارات واضحا منذ البداية في تعاطيها مع ملف الاخوان كطرف لايمكن الوثوق به ولها موقف قوي في مصر ومختلف عن موقف الرياض في سوريا منذ البداية، غير ان الرياض ستعمل على مراجعة موقفها والشروع في اعادة رسم خارطة الشرعية بما يضمن وجود حليف لها تعتمد عليه وتثق به.

في يونيو 2017 حين اعلنت الرياض وابو ظبي والمنامة مقاطعة الدوحة بسبب مواقفها وعلاقاتها بمحاور تعمل ضد دول الخليج كان صالح، رحمة الله عليه، يعلن وحزبه موقفا مؤيدا للرياض ومذكرا بتحذيراته السابقة من الدور القطري الذي يستهدف الدول العربية وتفتيتها رغم ان طيران التحالف حينها كان يقصف ما تبقى من مواقع الحرس الجمهوري، وكان الاخوان وقتها يناقشون كيف يوزعون ادوار الخيانة وبيع الرياض والوقوف الى جانب الدوحة.. سيبقى صالح مدرسة سياسية فريدة مخلدة في تاريخ اليمن.

وكان هذا موقف صالح وحزبه حرفيا في ذات يوم اعلان مقاطعة قطر من قبل الرياض وابوظبي والمنامة والقاهرة ودول اخرى لحقتها، حيث اعتبر مصدر مسئول بالمؤتمر الشعبي العام ما اتخذته دول الخليج العربية، ومصر من قرارات بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر خطوة إيجابية كان من المفترض اتخاذها منذ وقت مبكر، نتيجة لإصرار قطر على تبني دعم التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها القاعدة وداعش، واحتضانها لحركة الإخوان المسلمين التي تفرخت من عباءتها كل تلك التنظيمات الإرهابية.

وأعاد المصدر المؤتمري، حينها، التذكير بأن اليمن سبق وأن نبّهت الجميع وفي المقدمة مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة، إلى خطورة ما تقوم به قطر من تآمر وإقلاق الأمن والاستقرار في اليمن وفي دول المنطقة والعالم، ومطالبتها بوضع حدٍ لممارسات قطر في إقلاق أمن واستقرار المنطقة، أو الدور المشبوه لوسائل الإعلام القطرية أو الممولة من قطر التي عملت وما زالت تعمل على التحريض ضد الأنظمة الوطنية، وإلى إثارة الفتن والحروب الطائفية والمذهبية والمناطقية في الدول الشقيقة ومنها اليمن، واحتضانها لعناصر تنظيم الإصلاح (الإخوان المسلمين) والدفع بهم إلى إثارة القلاقل وإشاعة أعمال الفوضى وإشعال الفتن الداخلية بين أبناء الوطن الواحد.

موقف الرياض من قطر ودور الاخوان مؤخرا في استهداف البيت السعودي بشراسة لم يسبق ان حصل اثناء التعاطي مع الاسرة المالكة في السعودية؛ كفيل بدفع الرياض الى اعادة هيكلة خياراتها في اليمن بحثا عن حليف مؤتمن يسهل مهمة المملكة في التعاطي مع الملف اليمني وعدم تحويل هذا الملف الى تركة ثقيلة يصعب تقسيمها.

المؤتمر كحزب والحرس الجمهوري والقوات المسلحة اليمنية قد يكون خيارا مناسبا للمملكة والمؤشرات تتجه الى ترجيح هذا التقدير كون الساحة الوطنية اصبحت مقسمة بين قوتين هما الاخوان والمليشيات وهما يلتقيان في مطبخ الدوحة وطهران المشترك.

مهمة اعادة ترميم كتلة صالح الوطنية كحزب وجمهور وجيش ليست سهلة على الرياض لكن هذه الكلفة تعد يسيرة مقارنة بمخاطر مواصلة العمل بالخيارات السابقة سواء على المملكة او على حضورها في اليمن.
نيوز يمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى