اخبار اليمنبالادلةمقالات

تاجر البُن المحتجز في صنعاء منذ اسبوع!

من صفحة انور الحيمي على فيس بوك:
عبدالرحمن النويرة الصديق الذي يعلم الجميع انه من أقرب الأصدقاء لي، إلا أنه ومالا يعلمه الكثير من الناس والأصدقاء انه يختلف معي واختلف معه في عدد من الاراء ووجهات النظر، واختلافنا لم يفسد في مودتنا وعلاقتنا شيء، وفي المقابل وبلاشك نتفق أنا وهو في العديد من الأراء ووجهات النظر، ابرزها فيما يتعلق بتجارة الوهم والخرافة وغيرها..

عرفته بالصدفة عند انتاجه للفيلم الوثائقي اليمني “قُرى معلقة” ل قناة الجزيرة، ومن خلال منشوراته وكتاباته كنت أرى فيه شخصية مستفزة كما يعتقد البعض، ولكن بعدما تعرفت عليه في الواقع كان شخصية مختلفة تماما كما تأكد للكثير ممن عرفه، وتعمقت علاقتي به اكثر من خلال سفرنا معا لعدد من المحافظات اليمنية..

لدى كل منا خياراته المتاحة للعيش خارج هذا البلد، بكل سكينه وإطمئنان إلا اننا اخترنا ان نعيش هنا في صنعاء، فكلانا نرى أن الفرصة قد فاتتنا للعيش برغد في هذا البلد ولكن الأهم هو أن نفكر في ابناءنا واحفادنا، وفي المجتمع والمستقبل بشكل عام، فنحن وبالرغم من اننا لانؤمن بالسحر والشعوذة إلا أننا نعتقد أننا مسحورون بحب هذا البلد وبترابه..

ذات مساء وبينما كنا نتبادل اطراف الحديث عن اليمن ومستقبلها، قال:
مابش في ايدينا الا اقلامنا وصفحاتنا على الفيس بوك عشان نحسن من الوضع واذا مانتقدنا احنا اي مظاهر سلبية في الاداء الرسمي والشعبي من الذي باينتقد، والبلاد هذه بحاجتنا، وبطوننا نظيفة..

النقد ظاهرة صحية، وقوة المجتمعات لاتقاس بغياب المعارضة بل بقدرتها على احتضانها كجزء من عملية البناء الوطني كما قال الاستاذ محمد القاسمي..

عبدالرحمن هو الشخص الذي ينطبق عليه حرفيا عبارة “مافي قلبه على طرف لسانه” واكبر اخطاءه ان جاز التعبير انه لم يبقي في قلبه قليلا من النفاق، ولايعترف بسياسية مسك العصا من المنتصف..

ليس لديه ارتباط خارجي، ويرى عبدالرحمن أن من في الداخل فيهم أمل وخير للبلاد والعباد اكثر ممن هم عايشين في الفنادق..

كان يعلم أنه سيأتي اليوم سيتم محاسبته على اراءه ومنشوراته ونقده اللاذع احيانا، ولكن لم يكن يتوقع ان يتم حبسه بالطريقه التي حدثت له مؤخرا كما قال المحامي محمد عبدالكريم كان من المفترض ان يسبقها كرت اصفر..

صفحته ومنشوراته خير شاهد على مواقفه المتعددة، تضامن ودعم وساند وانتقد، وقف مع الكبار والصغار والرجال والنساء ومع من في الداخل والخارج ومع من يعيش في الشمال والجنوب، ومع القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية..

في الوقت الذي كان باستطاعته ان يستثمر صفحته للدعاية والاعلان والتسويق ولديه العديد من المؤهلات والامكانيات لذلك أكثر من غيره، ولكنه لم يجني من صفحته أي مكسب مادي او شخصي..

نزل عبدالرحمن قبل عدة أشهر لمدينة صعدة لعمل فيديو ترويجي عن الرمان اليمني، وقام الاملحي حينها باتهام النويرة والتشكيك في زيارته بأن لها مآرب أخرى، وعندما سُجن الاملحي بسبب منشوراته كان عبدالرحمن من أول المتضامنين معه، وكذلك تضامن عبدالرحمن مع المومري وحجر وحتى مع المعتقلين في مأرب وغيرهم وغيرهم، ووجهة عدة رسائل بطريفة مباشرة او غير مباشرة لكل المرتزقة في الخارج انه وفي حالة تم سجنه في صنعاء بأن لايتدخلوا وبأن يضعوا في افواههم احذيه..

عبدالرحمن النويرة تاجر البن الصاعد، وصانع المحتوى المبدع، مر أكثر من اسبوع منذ تم احتجازه في صنعاء في يوم احتفاءه بتدشين اول نقطة بيع لمشروعه الناشئ “نواه” لبيع القهوة المختصة، مر اسبوع والاسبوع مدة طويلة في حق شخص ك عبدالرحمن..

ذنب عبدالرحمن أنه لايعرف النفاق.. وتأخير إطلاق سراحه هي رسالة بطريقة غير مباشرة على حث ماتبقى من الناشطين والإعلاميين على ممارسة النفاق والتُقية..

اشتقت لك ياصديقي❤
والله المستعان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى